عنوان البحث: حركة كولن التركية جهودها وأثرها في الدعوة إلى الله تعالى
اسم الباحث: علاء علي محمود شكر
المشرف: أ.د/ فوزي عبد العظيم رسلان. أ. د/ مرسي شعبان السويدي
البلد: مصر
الدرجة والجامعة: دكتوراه – جامعة الأزهر، كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية، قسم الدعوة والثقافة الإسلامية.
الموضوع: الدعوة والثقافة الإسلامية
التاريخ: ٢٠١٨
حجم الرسالة: 526ص.
ملخص الرسالة: أهداف البحث: أ- إلقاء نظرة كلية شاملة لماهية هذه الحركة: فكرِها وتوجههِا، مؤسسها، ومجالات عملها. لإتاحة الفرصة للعالّم العربي للتعرف عليها، واستكشاف تجربتها بعد أن سبقه الغربُ إليها، ففي الوقت الذي لم يكن العالَمُ العربي يعلم فيه شيئًا ذا بالٍ عن هذه الحركة؛ كانت تُعقد الكثير من المؤتمرات والندوات في العواصم الأوروبية حول فكر وحركة الأستاذ فتح الله كولن، فضلاً عن العديد من الأبحاث والرسائل الأكاديمية التي أُنجِزتْ في أوروبا وأمريكا وروسيا حول فكر الرجل وحركته. ب- استجلاء أبعاد الخبرة الدعوية لحركة كولن في أُسسها الفكرية، ورؤيتها الحضارية الإسلامية، وتجلياتها التطبيقية، وإمكانات وحدود الاستفادة مِن هذه التجربة في واقعنا العربي والإسلامي، ج- ملاحظة كيف يمكن لحركة المجتمع المدني أن تنمو قوية جدًّا وتتطور لتصبح ظاهرة عالَمية، حيث لم يسبق لنا أن رأينا حركة غير حكومية قادرة على الانفتاح على العالَم بدون أيّ دعمٍ مِن الدولة، بِقدر ما هي قادرة على ضمان هذا الانفتاح.
النتائج والتوصيات: يُقال: “إذا أردتَ معرفة الشجرة فانظُر إلى ثمارها”؛ ولَعلِّي أكون قد وُفِّقت في هذه الدراسة إلى بيان ما أنتجتْه حركةُ كولن مِن ثِمارٍ طيِّبةٍ امتدّت بفروعها إلى شتّى أنحاء العالَم، وأن أكون قد اقتربت -قدْرَ الطاقة والإمكان- بصورة حقيقية من فِكر الشيخ فتح الله كولن ورُوحه وحركتهواتساقه وتكامليَّته، راجيًا أن تُفجّر الحركة فينا الطاقات وتشحذ فينا الأمل واليقين بأن هذا القرن هو قرن إعادة اكتشاف الذات الإسلامية وابتكار رؤىً مكمِّلة للعمل والخدمة الإيمانية كمسلكٍ خاص وعام. وقد خلصا من هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
1- حركة كولن هي مبادرة مدنية اجتماعية ذات بُعدٍ دينيٍّ وثقافيٍّ، قائمةٌ على الاقتناع الذاتي والتحرك الطوعي بعيدًا عن السلطة المركزية.
2- تتمحور دعوة كولن حول الإنسان؛ فالإنسان هو الذي يعمر الأرض وهو الذي يُفسدها كذلك، لهذا عَمِلت حركة كولن على إنشاء وصياغة إنسان جديد، وجيلٍ جديد مُشبع بالإيمان والعلم والمعرفة وحب الخير والنفع للإنسانية كافة من خلالا المجال الحيوي للتربية والتعليم، وهي ليست أيديولوجية، ولكنها قضية البشرية جمعاء، وهو الأمر الذي يُعتبر مصدر قوة واستمرار للحركة.
3- نجحت حركة الخدمة في تحويل الفكر إلى عمل مؤسسيّ، وأكسبته حركية فعالة على أرض الواقع، وأخرجته من ضيق المنطق الوظيفي الوظيفي إلى سعة العمل الإنساني النبيل ليصبح أكثر حيوية وعطاءً في شتى المجالات: الدعوية والتعليمية والإعلامية والاقتصادية والإغاثية..، وذلك وُفق رؤية منظَّمة ومتكاملة لنهضة العالم الإسامي، ونهضة الإنسانية لها.
4- يعتمد منهج حركة كولن في الدعوة إلى الله تعالى على خطة الانتشار في الأرض، وتعريف الآخرين بالإسلام من خلال بثّ ألوان العون والاستثمار..، وهي تنطلق في ذلك من منظور واقعي، موضوعي، تجديدي؛ يتكيَّف مع شروط الحداثة الفكرية، ومكاسب التطور التكنولوجي. فالتوسع في الدعوة والتبليغ هو أولاً وقبل كل شيء توسّع في البناء المرافقي والترقي المادي الملموس الذي به تتحقق قيم الإسلام الروحية ومُثُله المعنوية، وتظهر آثارها الإحسانية المزكاة على الأرض نتائج يلمسها الناس، ويستفيدون منها، فيقعون من ثمة في حُبّ الإسلام، والانخراط في جغرافيته. 5- تنطلق جهود حركة كولن من الثوابت الجامعة، ليس فقط بين المسلمين، ولكن أيضًابين البشر ككل، مستثمرةً الجامعية الإنسانية التي لا تفرض رؤية أحادية جامدة، ولا تحصر ذاتها في التعامل مع المتغيرات والمشكلات الجزئية؛ لهذا جاء خطابهاتصالحيًّا توافقيًّا يتخطّى ويتجاوز الصراعات والاستقطابات الفكرية والسياسية والمجتمعية..، وكذلك رؤيتها للثنائيات كانت ذات بُعدٍ تكاملي، وإن وُجد بينها تناقض فإنها تسعى لمعالجته بتدرج وسلاسة، الأمر الذي سمح لها أن تؤدي أدوارًا إيجابية في مجالات حضارية أخرى غير إسلامية مثل الحضارة الغربية، دون التخلي عن ثوابت الهوية الإسلامية أو معالمها الرئيسية. 6- هناك مصطلحات كثيرة مِثل: مرضاة الله تعالى، والخدمة، والهمّة، والمتولّي، وإنكار الذات، والأخلاق، والإيمان، -وغيرها من المصطلحات التي تُعبِّر عن البُعد القيمي والحضاري الذي يستقيم مع أصالة المشروع وعمق التجربة-، بَدتْ أدواتٍ أساسية في تحليل ودراسة حركة كولن.7- لا يهتم كولن أو حركته بالبعد السياسي المباشر للدعوة والإصلاح؛ فالهدف ليس تغيير مؤسسات الدولة بل التأثير فيها على المدى البعيد من خلال بناء “مواطن جديد” وبشكل تدريجي غير تصادمي. كما عملت على تشجيع السياسات البنّاءة بغضّ النظر عن طبيعة الحكومة أو الأشخاص أو الاتجاهات. ووضعت الحركة مسافة بينها وبين السياسة حيث ابتعدت عن أيّ حركة سياسية، وبحثت عن العمل في المجتمع من خلال فلسفة الخدمة.