يواصل موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية تقديم شهادات أكاديميين من جنسيات مختلفة حول رؤيتهم للأستاذ فتح الله كولن ولحركة الخدمة، وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية حول حركة الخدمة، أو من خلال المتابعات الميدانية لمؤسسات حركة الخدمة، وما تنجزه من مشاريع إنسانية حضارية، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية والتفاعلات مع أبناء الخدمة ومحبيها وما ينطبع في النفوس عن السلوكيات والمثل العليا التي يتخلق بها المؤمنون بفكر الأستاذ فتح الله كولن، والنموذج الذي يقدمونه للإنسانية عن الإسلام كسلوك معايش . وفي الفيديو أعلاه نقدم شهادة الدكتوره تمارا ألبرتيني، أستاذ محاضر والمسؤولة عن قسم الدراسات الإسلامية بكلية الفلسفة بجامعة هاواي، والتي قالت فيها:

“في الوقت الذي لم يكن يُطلق عليها الخدمة، ولكن كان يُطلق عليها حركة فتح الله كولن كنت في المطار بألمانيا ورأيت مجلة دير شبيجل الألمانية الشهيرة قد خصصت عددًا خاصًّا عن فتح الله كولن، حينها اندهشت أن المجلة كلها تتحدث عن هذا الشخص؛ لذلك اشتريتها وظللت أقرأ فيها طوال الرحلة إلى هاواي، وهذه هي المرة الأولى التي تنبهت فيها لازدهار هذه الحركة الفريدة من نوعها، وتضاعفت معرفتي بالحركة على مر السنوات، واكتشفت العمل الجيد الذي تقوم به المجموعة التي يُطلق عليها الخدمة اليوم.

ما يحدث مع الخدمة هي أنها نموذج ممتاز، فهي ليست شيئًا صُمّم خصيصًا لتركيا فقط بلد النشأة، وليست أمرًا عمله منحصر في النطاق الإسلامي. وأعتقد أن هذا إنجاز باهر لحركة شابة مثل الخدمة. أن تفهم مبكرًا أن عليها تبنِّي الطرق والأساليب الحديثة، وبناء مشاريع وفقًا لها. هذا عمل مدهش.

ولست متأكدة من وجود الكثير من الحركات التي يمكنها أن تقوم بهذا العمل. تخيّل في إحدى قرى الأناضول يقوم بعض الأشخاص وينادون: “هيّا بنا لنحل مشكلة الري”. هذه مسألة حيوية بالنسبة لهم كمجتمع، ولكن لن يسمع أحد عنهم، الأمر نفسه مع المدارس، حيث إنها تخدم المجتمع المحلي، ولكن عندما يكون هناك الخدمة وتعمل عملاً عالميًّا واسع النطاق يكون هذا أفضل طريقة للظهور، ليس فقط للخدمة بل للإسلام أيضًا، أو يمكنني أن أقول إن هذا يُعيد الروح لعمل الخير الإسلامي.

يُعجبني أن يكون التعليم متاحًا للمسلمين ولغير المسلمين، ولقد رأيت طلابًا من أندونيسيا وأعتقد من جورجيا عندما زرت واحدة من المدارس الثانوية التي تدعمها الخدمة في تركيا، ويُعجبني التركيز على تعليم العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، لأنه وبصراحة هذا أمر جميعنا يعتمد عليه، وسنعتمد عليه أكثر في المستقبل.

لقد سافرت إلى وسط آسيا مع زوجي في مناسبات عدة، وأتذكر زيارتنا في أواخر التسعينات إلى طشقند لزيارة أصدقائنا هناك، ولقد تعرفنا على عائلة هناك أخبرونا وهم يملؤهم الفخر أنهم أرسلوا اثنين من أبنائهم إلى المدرسة الثانوية التركية التي افتتحت فرعًا جديدًا لها، وتركز على الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية وهناك جهاز كمبيوتر لكل طالب، ولقد اندهشت أنا وزوجي وقلنا “أوه من المثير للانتباه أن تفتتح تركيا مدرسة في وسط آسيا”، ولكن بالطبع بعد ذلك فهمن أن المدرسة لم تكن تركية بمعنى تابعة للحكومة التركية، وأن حركة الخدمة كما يُطلق عليها اليوم هي التي أنشأتها، ورأيت أنها قامت بعمل عظيم في طشقند