الطريق من إسطنبول إلى سراييفو يستغرق ساعتين بالطائرة تقريبًا، ولعل المزيج الثقافي العثماني-الأوروبي أكثر ما يسترعي الزائر لهذه المدينة العريقة، ويستحثه لمراجعات تاريخية حضارية طوال رحلته، وبخاصة إذا كان بصحبة ن...
بعدما انتهيت من حكي نادرة الأصمعي، وأديتها أداء بارعًا في حضرة الأستاذ ،كان الطلاب يكادون ينفجرون من شدة كتمان الضحك في حضرته، وهم يطالعون وجه الأستاذ الذي لم يزد على الابتسام، توقعت أن يثني الأستاذ على الفكاهة...
رغم أهمية الجولة التي رتبها الأستاذ جمال فإني لا أتذكر من تفاصيلها إلا ملامح محدودة ما زالت محفورة في الذاكرة، منها ركوب البحر وزيارة بورصة الجميلة الرائعة مهد السلاطين العثمانيين، ومنها زيارة أول مدرسة تأسست ف...
كان اللقاء الأول في أواسط التسعينات في إسطنبول في معتكفه الخاص الذي يسمى الطابق الخامس أو "باشنجي كاط" باللغة التركية، حيث يقيم مع نخبة من الطلاب المختارين لدراسة العلوم الشرعية واللغوية. لم يغب هذا اللقاء عن خ...
على الحائط قبالته تماماً خارطة كبيرة... أدام النظر فيها وكأنه يريد أن يحدثها أو أن يستمع إلى حديثها.. الخارطة تتكلم.. تتحدث.. تقص قصصاً.. وتقول أشياء كثيرة لمن يريد أن يصغي وأن يتعلم.. إنه يصغي الآن ويتأمّل.. ي...
لم تشرق الشمس بعدُ في أفق موسكو.. رفع رأسه عن فراشه وفي صدره ضيق لا يعرف مصدره. حاول أن يستجمع ذهنه ولكن.. نهض ببطء واتجه إلى حيث المغسلة يريد الوضوء.. ولما قُضيت الصلاة انصرف زملاؤه إلى غرفهم إلا هو، إذ كان دو...
انتابتني نشوة الحكي الملحماتي لبطولات وفخر وعزة فرساننا، وكدت أنسى تناول فطوري.. كان إبراهيم من حين لآخر يعيد انسياب مشاعري بإشعاع ضوء الصور التي كان يلتقطها لنا مع الحضور. ما أطيب معدن هذا الشاب الفتي الذي حول...
- هل لي أن أتكلم؟
تحولت إليه أنظار الجميع:
- عندي إجابة على سؤالكم، قد تبدو بسيطة، ولكنها حقيقة.
ازدادت ملامح الحضور جدية، واعترى الفضولُ جميع الوجوه، أخذوا يحدّقون إلى الرجل مستفسرين. نهض من مقعده، كان في ا...
جلس على مقعده وراء المكتب وراح يفكّر بالشخصيات التي سيدعوها إلى حفل التخرّج للمدرسة؛ ينبغي أن يكون حفلا رائعًا يترك في نفوس الحاضرين أثرا لا يُنسى.. شرع بكتابة أسماء المدعوين على بطاقات الدعوة: "السيد رئيس الوز...
الفصل شتاء... المكان بلد من بلدان روسيا الشهيرة بجبالها الشاهقة وبردها القارس وثلوجها التي لا تذوب حتى نهاية الربيع. مضى على مغادرته لتركيا بضعة أشهر. حين ودع الأهل والأصدقاء كان يوما من أيام الخريف حيث أخذت ...
قال صاحب العمارة: ذهبت إليهم وقلت لهم: لا أريد كراء العمارة بعد اليوم، هي لكم مجانية بعدما رأيت منكم العجب العجاب، لا يسعني إلا أن أقابل نجاحكم بهذا المعروف البسيط، لقد حققتم المستحيل.
لفظ الرجل كلماته مبهورا ...