وصمة عار على جبين إدارة الشؤون الدينية التركية (عبد السلام كمال أبو حسن)
في إطار الحملات التي بدأتها الحكومة التركية منذ عام 2013 لتشويه صورة حركة الخدمة والمنتسبين لها في كل أنحاء العالم، وتسخير كل مؤسسات الدولة التركية من أجل هذا الأمر، خرج علينا أمس رئيس الشؤون الدينية التركية وللمرة الثانية وبعد فشل حملته الأولى، لشن هجوم جديد على حركة الخدمة ومؤسسها الأستاذ فتح الله كولن والقدح فيها عقائديًّا ودينيًّا واتهامها بتهم باطلة لا أساس لها، لذا وجب على كل صاحب قلم قرأ واطلع على كتب الأستاذ فتح الله كولن الرد على مثل هذه التهم الزائفة.
وفي البداية سأتناول هذا الموضوع من الجانب السياسي وليس من الجانب الديني، لأن جريدة الزمان التركية قد نشرت العام الماضي تقريراً مفصلاً بعنوان “الزمان التركية” تفنّد تقرير رئاسة الشؤون الدينية حول حركة “الخدمة“، ردت فيه على كل شبهة طرحتها رئاسة الشؤون التركية، إلى جانب رد كثير من العلماء حول العالم على هذا التقرير الباطل، وكلها موجودة في موقع الزمان التركية فليطلع عليها من يريد معرفة الحقيقة، ولذلك سأرسل مجموعة رسائل سريعة للشؤون الدينية التركية وللقارئ الكريم.
– سيادة رئيس الشؤون الدينية التركية والذي يمثل الشعب التركي في الخطاب الديني، أما عرفت عظم وجرم وذنب تكفير الآخر في الإسلام، وأنك قد سقطت في هذا الأمر بتكفيرك للخدمة وجعلها من فرق الخوارج بلا أي دليل.
– سيادة رئيس الشؤون الدينية التركية أما عرفت أن تدخل الإدارة السياسية في الشؤون الدينية يضر أولاً بالدين وثانياً بالدولة، وتصبح الإدارة الدينية خاضعة بعد ذلك لأهواء الإدارة السياسية، وتكون ذراعًا لها في الحكم على الأخرين، ولقد ذكرت بنفسك أمس أن الرئيس أردوغان هو من طلب منك هذا الأمر.
– سيادة رئيس الشؤون الدينية التركية يجب عليّ أن أذكرك من باب النصيحة “للمؤمنين”، رمي التهم من غير أدلة أو اختلاق أدلة مقتطعة من سياقها وسباقها ولحاقها هو كذب وتدليس وغش ولا يمت للأمانة العلمية والبحثية بصلة.
– سيادة الرئيس ما زلت أتذكر كلماتك الرنانة وعباراتك القوية ومدحك ثنائك على حركة الخدمة في عام 2013 وخاصة في مؤتمر الإجماع والوعي الجمعي في إسطنبول، وبعد كل هذا المدح والثناء هل اتضح لك فجأة أن حركة الخدمة حركة من حركات الخوارج!؟ هل ظهرت لك فجأة كل هذه التهم التي اتهمت بها الخدمة!؟.
- كنت أنتظر منك رئيس الشؤون الدينية في عام 2013 أن تخرج على الملأ وتبين رأي الشرع في الرشوة والفساد والسرقة.
- كنت أنتظر منك أن تبين رأي الشرع في حبس الناس من غير تهم.
- كنت أنتظر منك أن تبين رأي الشرع في القبض على شيخ كبير لا تهمة له.
- كنت أنتظر منك أن تصدح بصوتك من أجل أم فرق بينها وبين طفلها الرضيع بلا أي تهمة غير التهمة الجاهزة تهمة الإرهاب.
- كنت انتظر منك أن تبين للسلطة الحاكمة عندك أن غلق 2099 مدرسة وجامعة ومساكن طلابية، وفصل 7317 أكاديمي من غير دليل أو لمجرد الشبهة ليس جائز شرعًا.
- كنت انتظر منك أن توضح للحكومة أن اعتقال 231 صحفيًّا وغلق 149 مؤسسة إعلامية، ليس جائز شرعًا، لأنه تكميم للرأي وحجر للحريات، وأن الإسلام كفل للجميع حرية الرأي والتعبير.
- كنت أنتظر منك أن توضح للسلطة الحاكمة أن الأصل في الإسلام براءة الذمة، وأن اعتقال واحتجاز146387 من غير دليل واحد يذكر ليس جائز شرعًا.
- كنت انتظر منك أن توضح للقائمين على الحكم في تركيا أن إقالة 134194 شخصا و4317 قضايا من وظائفهم وتشردهم وقطع مصدر رزقهم غير جائز شرعا.
وفي النهاية سيادة رئيس الشؤون التركية التاريخ لا يقف وسيحكم التاريخ على الجميع وستُذكر مثل هذه الآراء في القريب العاجل إن شاء الله في باب الهزل والضحك، لأن العلماء العرب والأساتذة العرب ليسوا جهلاء ولا يتسرعون في تكفير الأخرين، بل يقرأون ويحكمون وسيكتشفون مدى زيف ما قالته الشؤون الدينية التركية؛ سيادة رئيس الشؤون الدينية التركية لقد ناقشت جامعات مصرية وعربية ودولية عشرات رسائل الماجستير والدكتوارة عن حركة الخدمة والأستاذ فتح الله كولن، ويكفي قيام أكبر مؤسسة دينية في العالم ألا وهي الأزهر الشريف بمناقشة أكثر من رسالة ماجستير ودكتوراة عن حركة الخدمة والأستاذ فتح الله كولن وآخرها رسالة ماجستير حول “الجهود الدعوية لحركة الخدمة” وحصولها على مرتبة الشرف الأولى وثناء الأساتذة المناقشين على الأستاذ فتح الله جولن وحركة الخدمة. لذا سيبقى تقرير إدارة الشؤون الدينية التركية وصمة عار على جبين هذه المؤسسة العريقة.
المصدر: zamanarabic.com