(نسمات أونلاين) نشر الأستاذ فتح الله كولن برقية تهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك، وقد جاء في البرقية ما يلي:
“إننا نحتفل بعيد الفطر المبارك هذا العام، والحلوق تغصّ بمرارة المعاناة التي تضرب بقاعا مختلفة حول العالم، لا سيما المناطق ذات الأغلبية المسلمة. إن العيد يوم من أيام الله المباركة ويذكرنا بنعمه تعالى التي أغدقها علينا، ويجدد ما في قلوبنا من تألم وأسى لما يلاقيه مظلومون ومضطهدون في أماكن شتى من العالم.
إن العيد الحقيقي -كما قال العالم الرباني الأرضرومي محمد لطفي أفندي- “هو يوم يغفر الله لنا فيه الخطايا ونتطهر فيه من آثار الآثام”. وفي رحلة الحياة بكل ما فيها من تحديات يحدونا الأمل للوصول إلى هذا العيد الحقيقي.
وبهذه المناسبة أود أن أقول كعضو من أعضاء الأسرة الإنسانية إنه إذا أُنصِف المظلومون والمضطهدون في مختلف أنحاء العالم، وتوقفت الحروب والصراعات والإبادات الجماعية، وأحست النساء والأطفال بروح السلام والطمأنينة، فسيكون هذا عيدا حقيقيا نحتفل به جميعا.
وفيما يتعلق بوطني تركيا، عندما يتحرر آلاف الأبرياء من محبي حركة الخدمة المسجونين نتيجة لاستهدافهم من قبل نظام أردوغان، فسيكون هذا عيدا حقيقيا لنا نحتفل به جميعا. وعندما يجتمع الأطفال مع آبائهم الذين اضطروا بسبب الظلم الواقع عليهم إلى الهروب من وطنهم، ويلتئم شمل هذه العائلات التي تبددت، فسيكون هذا عيدا يحق لنا الاحتفال به جميعا. وعندما يتمكن هؤلاء الذين فصلوا تعسفيا من وظائفهم وجُرِّدوا من شهاداتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم، واضطروا للبدء من نقطة الصفر في حياتهم كلاجئين في بلاد مختلفة حول العالم.. عندما يستطيع هؤلاء هندسة وبناء حياتهم من جديد -بنعمة من الله وفضل-، فسيكون هذا هو العيد الذي نحتفل ونحتفي به حقا.
إنني أضرع إلى الله الرحيم الذي تفضّل علينا بالعيش في نفحات شهر رمضان المبارك -إن كنا قد أدّينا حقه كما يليق به- وجعلنا نشهد فرحة أيام العيد، نسأله خاشعين مبتهلين أن يمنّ علينا برؤية العيد الحقيقي الذي يعم فيه الخير وتظللنا الطمأنينة ويغمرنا السلام.
أدعوه سبحانه وهو الرؤوف الرحيم أن ينزّل علينا بركاته ورحماته في هذه الأيام المباركات، أيام عيد الفطر، وأن يعم الخير البشرية جمعاء”.
فتح الله كولن