تطل علينا مجلة حراء في عددها 71 بإشراقة جديدة، تسلط من خلالها الضوء على موضوعات فكرية شائكة، وقضايا علمية مفيدة، ومعالجات لمشاكل تربوية تخص الطفل والأسرة والمدرسة، مع إلقاء الضوء على تاريخنا ومساهمته الحضارية والفنية والمعمارية.
ففي المقال الرئيس “مأزق الجهالة” للأستاذ فتح الله كولن يصف الحال ويعالج المآل، ويتساءل عن داء الجهالة، وكونه السبب في أننا لم نستطع أن نستثمر سهولنا التي هي أخصب سهول العالم وأكثرها بركة، وأن نستفيد من أنهارنا التي تضاهي الياقوت، فحولنا بسب الجهالة هذه بلادنا الطيبة التي كانت زاوية من زوايا الجنان إلى خراب يبان.
وتنتقل بنا الأستاذة الدكتورة صهباء بندق للحديث عن “الساعة البيولوجية سيمفونية الجينات والمجرات”، وأن البيولوجيا الجزيئية ليست وحدها القادرة على سبر أغوار هذا الجسم البشري المعجز، بل إننا نجد بصمة واحدة فوق جميع المخلوقات، الكونية والمجهرية، الضخمة والدقيقة، وأن ثمة تناغمًا بيّنا وانسجاما بين إيقاع الكون الكبير الهائل والكون متناهي الصغر الذي يشكل أجسادنا.
وفي القضايا الفكرية يطلعنا الدكتور محمد أعراب على أن المماثلة بين الجسد والعالم، تستدعي المضي في سبيل البحث عن حقيقة الوجود. فإذا كان الجسد كثرة من الحواس والأعضاء فإن هذه الكثرة لا معنى لها بدون الروح الذي يؤلف بينهما، وذلك من خلال مقاله “البحث عن الحقيقة بين منهج الفلسفة ومسلك العرفان”.
إن التسامح الثقافي يتضمن كفالة الحق في الاختلاف مع الآخر عن طريق الحوار المتكافئ، ولا يجوز لأحد أن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، أو أنه دائما على حق وغيره دائمًا على الباطل، وأن للإسلام مواقف نبيلة في قبول الآخر والتعايش معه في أمن وأمان وسلام واطمئنان، بهذه الجمل يحدثنا الدكتور محمد فتحي فرج من خلال مقاله “من آداب قبول الآخر” عن قيم الحوار مع الآخر واحترام الإنسان وكرامته.
وفي مقاله “الطفل والذائقة الجمالية” يطلعنا الدكتور بركات محمد مراد، على أهمية تشكيل الوعي الجمالي لدى الطفل كونه هدفًا تربويًّا أساسيَّا، وأن هذا الوعي لا يتم تشكيله من خلال الأسرة فقط كأول وسط تربوي يتعامل معه الطفل، بل عبر الوسائل الثقافية والتعليمية والإعلامية التي عليها صياغة وعي الطفل.
وعن القباب وأنواعها وما تمثله القباب من أهمية في الحضارة الإسلامية يحدثنا الأستاذ مجدي إبراهيم في مقاله “مدينة القباب”، عن القباب ودلالتها في كل حضارة. إلى جانب العديد من المقالات القيمة في المجالات المختلفة التي يستفيد منها القارئ الكريم.