قال زعيم مليشيا مسلحة معتقل حاليًا في دولة الأرجنتين، إن مسئولين حكوميين في تركيا كلفوه بقتل القس الأمريكي الراهب أندرو برونسون، الذي اعتقل لعامين وأمضى عاما قيد الإقامة الجبرية قبل إعادته إلى بلاده بضغوط من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
الجهادي سيركان كورتولوش ألقي القبض عليه في دولة الأرجنتين، بعد وضعه في قائمة الإنتربول الدولي، بسبب مشاركته في تجارة السلاح وأنشطة الجرائم المنظمة، بالإضافة إلى اتهامه بقتل قائد الطائرة الروسية التي أسقطت على الحدود السورية التركية.
كورتولوش يعتبر على رأس قوائم الترقب والبحث لدى قوات الأمن التركية، بسبب تزعمه تنظيمًا مسلحًا، وبدأ الستار يكشف عنه مع اندلاع الحرب السورية، حيث لعب دورًا في توجه تجارة السلاح إلى سوريا.
وجهت له تهم القتل العمد لقائد الطائرة الحربية الروسية التي أسقطت في شمال سوريا بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بعدما قفز من الطائرة باستخدام المظلة. كما اتهم بإدارة تنظيم مسلح في مدينة إزمير الواقعة في غرب تركيا، والذي كان يقوم بابتزاز رجال الأعمال مقابل أموال طائلة.
ومن بين ضاحيا عصابة “كورتولوش” نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق في أزمير أحمد كيرتولوس ، الذي قتل في مايو 2019.
وكانت محكمة مدينة إزمير التركية أصدرت، في آذار/مارس 2018، حكما بالسجن 5 سنوات، بحق ألب إرسلان تشيليك، بتهمة الحيازة غير المشروعة للأسلحة، في الوقت نفسه، لم تنظر المحكمة في قضية تورط تشيليك في مقتل بيشكوف.
وفرض على تشيليك إقامة جبرية في منزله، وفي 31 مايو/ أيار 2019، حاولت قوات الأمن الدخول إلى منزله فقام بإطلاق النار عليهم وقتل عددا منهم. بعدها اضطر كورتولوش لمغادرة تركيا، إلى جورجيا ومنها إلى الأرجنتين.
وخلال تواجده في الأرجنتين ألقي القبض عليه في مكان اختبائه تنفيذا لقرار الإنتربول الدولي.
كورتولوش قال خلال حوار صحفي أجرته مع صحيفة المحلية في الأرجنتين، إنه هرب من تركيا بسبب وجود خطر على حياته، لأنه يعرف معلومات كثيرة حول الحرب في سوريا والجرائم السياسية في تركيا، مؤكدًا أن الخطر على حياته ناتج عن عمله مع نظام حزب العدالة والتنمية لفترة من الفترات.
وكشف أن مسئولين حكوميين ينتمون لحزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة أردوغان طلبوا منه اغتيال الراهب الأمريكي أندرو برونسون، إلا أنه رفض، وأن أحد شركائه حاول تنفيذ عملية الاغتيال إلا أنه فشل، على حد قوله.
وأشار إلى أن المخطط كان ينص على أن يقوم باغتيال الراهب الأمريكي برونسون، وتلفيق التهمة لحركة الخدمة، قائلًا: “بعد أن فشل شريكي في تنفيذ عملية الاغتيال، كنا معًا في جورجيا. ولدي العديد من المستندات التي تثبت ذلك؛ لأننا عملنا معًا. قالوا لي عليك قتل برونسون. ولكنني لم أقبل ذلك. الحقيقة هم لم يعرضوا علي مقابلا ماليا لعملية الاغتيال، وإنما ذلك كان ضمن عملنا معًا”.
وأضاف: “حزب العدالة والتنمية كان لديه مشاكل مع حركة الخدمة، وكان يريد أن يقوي شعبيته؛ لذلك خطط لهذه العملية، (قتل الراهب) على أن تلقى التهمة على حركة الخدمة. ولهذا السبب أراد استئجار أشخاص مثلي لتنفيذ العملية”.
وبعد خلاف متصاعد بدأ عام 2013، اتهم أردوغان حركة الخدمة بتدبير انقلاب عام 2016 وضع الحركة على قائمة الإرهاب، بينما لا تعترف بكون الحركة منظمة إرهابية.
وفي عام 2018 وقعت أزمة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون لمدة عامين، بتهمة العلاقة بتنظيمات إرهابية.
وألقي القبض على القس الأمريكي أندرو برانسون في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتم إيداعه السجن يوم 9 ديسمبر 2016. وطالبت جهة الادعاء سجنه 15 سنة بتهمة ارتكاب جريمة باسم حزب العمال الكردستاني وحركة الخدمة من دون الانتماء إليهما، و20 عاما بتهمة التجسس، وقبل أن يكمل عامين في السجن تم نقله يوم 25 يوليو إلى منزله للإقامة الجبرية فيه بسبب تدهور أوضاعه الصحية. ومنتصف سبتمبر 2018، طويت صفحة القس الأمريكي في تركيا بعد صدور قرار إفراج بحقه، واستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض، بعد أن مارس ضغوطا كبيرة على أردوغان، الذي استجاب بعد أن تأثر الاقتصاد والعملة.