غيب الموت رجل الأعمال التركي الثري وفاعل الخير المعروف بتواضعه وزهده علي قاتيرجي أوغلو (علي كروانجي) عن عمر يناهز 87 عاما في جنوب إفريقيا، بعد فترة قصيرة من وفاة شريكة حياته.
دفن جثمان قاتيرجي أوغلو في جوهانسبرج بعد صلاة الجمعة أمس، ليلحق بزوجته نجلا قاتيرجي أوغلو، التي توفيت قبل شهرين في 4 من يوليو الماضي.
وفق المقربين منه، لم يستطع قاتيرجي أوغلو التأقلم مع الحياة بعد وفاة زوجته التي كانت شريكة حياته طوال زواجهما الذي استمر نصف قرن، وقضيا سنوات الهجرة الأخيرة معًا في جنوب إفريقيا.
علي قاتيرجي أوغلو تعرف على ملهم حركة الخدمة المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن في 1976، عبر الاستماع إلى مواعظه، ومنذ ذلك الحين أصبح ناشطا بماله ونفسه في المشاريع التعليمية في داخل تركيا وخارجها.
متواضع رغم ثروته الهائلة
ومع أن قاتيرجي أوغلو كان من أثرياء تركيا المعدودين، لكنه عاش حياة متواضعة، لدرجة أن من لا يعرف ثراءه كان يصفه بالقروي الفقير.
مقصلة حكومة أردوغان نالت من قاتيرجي أوغلو أيضًا، حيث صادرت جميع ممتلكاته المقدرة بأكثر من 25 مليار دولار بسبب صلته بحركة الخدمة وفتح الله كولن.
قاتيرجي أوغلو هو من موّل وأشرف على بناء مجمع مسجد النظامية المعروف في ميدراند بجوهانسبرغ.
وأصبح مسجد النظامية، الذي افتتحه الرئيس السابق جاكوب زوما، معلمًا فريدًا وجزءًا من أفق جوهانسبرج.
ومسجد النظامية هو نسخة طبق الأصل من مسجد السليمية العثماني في أدرنة.
الدكتور إسماعيل ميثا، الذي كان يعرف علي قاتيرجي جيدًا ويؤم الصلاة في المسجد النظامي قال عنه “العم علي كان ذو روح عطوفة ومحبة ولطيفة للغاية”.
وكان قاتيرجي أوغلو قد التقى بالرئيس الراحل نيلسون مانديلا قبل بناء المجمع.
وزيرة جنوب أفريقية: إنه كان بمثابة والدي!
نومفولا باولا موكونيان وزيرة الشؤون البيئية في جنوب إفريقيا وصفت قاتيرجي أوغلو قائلة: “لقد جاء إلى جنوب إفريقيا وأصبح جزءًا من كفاحنا الطويل ضد الفقر وعدم المساواة والبطالة. لقد استثمر في تعليم الأشخاص الأكثر احتياجًا في إفريقيا وحول العالم”.
وتابعت موكونيان: “لقد أصبح العم علي قاتيرجي أوغلو أباً لي، وأنا أصبحت ابنة له. عرّفني على أصدقائه في الداخل والخارج. في الفترة الأخيرة التي عاشها، عانى أبناؤه ورفاقه كثيرًا، لكنه لم يفقد أمله في المستقبل. فقد تعرض (لمطاردة الساحرات) من قبل دولته، التي أحبها وقاتل كثيرًا من أجلها”.
ونعتت الوزيرة موكونيان قاتيرجي أوغلو بأنه “كان مسلما يعتنق التنوع والتسامح”، ثم أردفت بقولها: “المشاركة والحب كان اسمه الثاني والثالث. كانت خسارته لزوجته الحبيبة، أمنا، ضربة لم تستطع التعافي منها أبدًا”.
ثم وجهت الوزيرة خطابها إلى قاتيرجي أوغلو، قائلة: “لم تكن اللغة أبدًا حاجزًا بيني وبينك. كنا دائمًا قادرين على قضاء الوقت معًا دون الحاجة إلى مترجم.. سيكون سكان مقاطعتنا غوتنغ أفقر بدون العم علي وكرمه. سأظل سعيدة إلى الأبد بمعرفتك، وفهمك، والإيمان بك، واحترامك، والدي العزيز”.
_
المصدر: موقع جريدة زمان عربي