نشر أمره أوسلو (Emre Uslu) الكاتب الصحفي والأكاديمي التركي المعروف بتحليلاته وكتاباته حول السياسة التركية وقضايا الأمن الداخلي في تركيا، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الدولة وجماعة فتح الله كولن تغريدة على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان: ما رأيته وما لم أره في جنازة فتح الله كولن.
جاء فيها:
سأحاول أن ألخص في تغريدتي ما شاهدته وما لم أشاهده في جنازة فتح الله كولن، وسأقوم بشرح ذلك بتفصيلٍ أكبر عبر فيديو بعنوان “الوداع”.
ما رأيتــه:
1. استعراض مهيب للناس الوقورين: لو أردت أن أصف المشهد كاملاً، لقلت إنه استعراض مهيب لناس يسيرون بوقار وحزن.2. التزام الحضور: لم تكن الجموع التي حضرت، والتي بلغ عددها قرابة عشرين ألفًا، مجرد أناس عاديين؛ بل بدوا وكأنهم جميعًا قد تعلموا على يديه، رغم أن نحو 70% منهم ربما لم يروه أبدًا. هذا يُظهر مدى قوة آليات التعليم غير الرسمي والاجتماعي داخل الجماعة.
3.غياب التنافس للظهور: تابعت بفضول لأرى من سيتقدم أو يظهر في الجنازة. لم يكن هناك أي تنافس على الظهور، لا من العائلة ولا من المحيطين. الذي برز في المقدمة كان هوية الجماعة الروحية المشتركة.
4. مزيج من الحزن والفرح: كولن كان يشبّه الموت بـ”ليلة العرس”، مستلهمًا ذلك من مولانا جلال الدين الرومي. ما لفت نظري هو اجتماع أناس لم يرَ بعضهم البعض منذ سنوات في “عرس حزين” – مشهد سريالي، امتزجت فيه مشاعر الحزن بلقاء قد لا يتكرر.
5.هدوء السير ونظام الطابور: من المكان المخصص لركن السيارات إلى الملعب كانت هناك مسافة سير تبلغ حوالي ثلاثين دقيقة، وكان من الممكن أيضًا انتظار حافلات النقل بعد طوابير تصل مدتها إلى ثلاثين دقيقة. حتى في الانتظار، لم يكن هناك استعجال، بل هدوء وسكينة، رأيتهم كأنهم متجهون نحو هدف هادئ، بعضهم يتمتم بالدعاء، وآخرون يستمعون إلى خطب كولن، بينما يشرح بعض الآباء لأطفالهم شيئًا ما.
6. وجود عدد كبير من الشباب: لفت نظري عدد الشباب الذين حضروا، فقد كانت نسبتهم أعلى مما توقعت؛ اعتقدت أن متوسط عمر الجماعة في الأربعينات، لكن أظن أن متوسط العمر كان أقل من الثلاثين.
7.تنظيم الجنازة: كانت الجنازة منظمة من البداية إلى النهاية.
8.تقبل الانتقادات بروح رياضية: لاحظت أن تأثير مقاطع الفيديو الخاصة بي كان أكبر مما توقعت. توقعت أن يستفز نقدي الجماعة، وربما يتخللها بعض الاعتراضات، ولكن رأيت أن الناس تقبلوا الانتقادات بموضوعية ونضج.
مــا لــم أره:
1. عدم حضور ساسة انتهازيين: لم أرَ أي سياسي انتهازي يحاول الظهور.
2.انعدام الاستعراض الشخصي: في مثل هذه المناسبات، عادةً ما يحاول البعض الظهور، كما حدث في جنازة زعماء آخرين، لكن لم أرَ ذلك هنا.
3. عدم تقديس متطرف: لم أرَ أحدًا يهرع لحمل النعش كأنما هو أمر مقدس – مشهد شائع في جنازات زعماء آخرين، مثل ما حدث في جنازة الخميني.
4. غياب النقاشات الداخلية: لم أرَ أي مناقشات داخلية متداولة كما يُثار أحيانًا على مواقع التواصل.
5.توحُّد الجماعة: لم ألحظ أي انقسام أو تشرذم داخل الجماعة.
6. غياب عادل أوكسوز: لم يكن عادل أوكسوز حاضرًا. (وهو الشخص الذي يتهمه النظام التركي الأردوغاني بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016)
7. غياب التهاون: لم أشهد أي سلوك مبتذل.
8.عدم استغلال الحدث للخطاب: لم أرَ أي شخص يقف على النعش لإلقاء خطاب استغلالًا للحدث.
ملاحظة أخيرة: لو لم يكن كولن قد انشق عن حزب العدالة والتنمية، ربما كانت الأمور ستبدو معكوسة، وما رأيته وما لم أره كان سيتبدل.
#وداعًا_لفتح_الله_كولن