نعيش في فترة تسودها الأنانية، هناك ثقة زائدة في الذات، البعضُ يظن نفسه في الدرب الصحيح، يركضون وراء الأوهام. هناك عدوى عامة، الجميع مصاب بالفيروس. ليس هناك تفكير بالغد. نعيش كأننا عبيد ليومنا. يقول عبد اليوم: ”أريد سلطنة لنفسي، أريد عظمة، شهرة، أريد أساطيل بحرية وفيللا كثيرة. فيلا في بريطانيا، وفيلا في ألمانيا، وأخرى في فرنسا. ثم الاحتياط ضروي، صحيح الأمور على ما يرام اليوم، ولكن غدا قد يأتي أحد يفضحنا مرة أخرى، فنضطر إلى أن نغادر بطائرة، ونحتاج إلى تلك الفيلل. ثم عليّ أن أنقل أكياسا من النقود إلى مناطق شتى من العالم، أن أخزّن أموالا هناك. صحيح أن واحدا من هذه البدائل يكفيني مدى الحياة، ولكن الاحتياط أولى، ينبغي أن أعدد في البدائل، الاحتياط ضروري“.

عبيد اليوم، من يعبدون يومهم، وثنيو ”اليوم“ أناس مسمومون، مسمومون بالنَّهَم، مسمومون بطول الأمل، مسمومون بسلطان القوة، مسمومون بالسلطة المؤقتة. لا يفكرون بأن كل ما توهموه ملكهم، سينفلت من بين أيديه ويتبخر، فإذا بهم في العراء. الأشياء التي سممتهم ستتناثر وتتلاشى، وقتَها سيحنون رؤوسهم خجلا أمام المجتمع. لم ينحنوا اليوم أمام الله ولم يخضعوا له، بل انحنوا أمام القوة والسلطة والإمكان والنفوذ، واعتمدوا على المجموعات التي انجرفت وراءهم، وضعوا لأنفسهم فلسفة توافق أهواءهم، ابتعدوا عن الله. سيأتي يوم على هؤلاء ينكمشون على أنفسهم خجلا، يخجلون من النظر إلى وجوه الناس الذين اتبعوهم. سيخجلون من المساعي التي بذلوها من أجل إطفاء النور. ولكن أقول لهم استلهاما من القرآن ”محال أن تطفئوا هذا النور، كيف، والله من أوقده؟“
إن شعلة أوقدها الله وبعث فيها الوهج والضياء، هل لأحد أن يطفئها؟ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

Leave a Reply

Your email address will not be published.