بيان عقب العملية الإرهابية في ملهى “رينا” بإسطنبول *
أُدين بشدة العملية الإرهابية الخسيسة الغادرة التي استهدفت في مطلع العام الجاري أبرياء من المواطنين أثناء الاحتفال برأس السنة في مدينة إسطنبول بمنطقة أورطا قوي. وأؤكد على ما سبق وكررته مرارا من أن الإرهاب لا دين له، ولا يمكن أن يكون حلا لأي مشكلة.
وأدعو الدولة بكافة قطاعاتها إلى تحمل مسئولياتها بكل جدية وأمانة، وأن تعمل الجهات المعنية فيها على تكثيف جهودها للكشف عن الجُناة ومَن وراءهم أمام الرأي العام المحلي والعالمي. وعلى المسئولين السياسيين أن يحترموا دماء شعبهم المنوط بهم حمايتهم، وألا يعلّقوا فشلهم وإخفاقهم على شمّاعات جاهزة دون الكشف عن الحقائق بكل شفافية ونزاهة.
إن سلسلة الأخطاء المتعاقبة في الداخل والخارج التي ترتكبها القيادة الحالية في تركيا ولغةَ العنف والتحريض والكراهية التي يتبنّاها عديد من المسئولين في البلاد، من شأنها أن تزيد دوامة العنف والإرهاب، وتقود البلاد إلى منحدر خطير.
لقد فُرّغتْ الدولة من أهم الكفاءات والخبراء في كافة القطاعات، ولا سيما في القطاعات الأمنية والاستخباراتية منها بتهم وأوهام فارغة، وعُيّن بدلا من هؤلاء أهلُ الثقة والولاء، مما أسهم في تدهور الحالة الأمنية ووصولها إلى هذا المستوى المزري من الاضطراب والاختراق الأمنيين، حتى صار المسؤولون عن الأمن فيها هم الذين يقومون بالعمليات الإرهابية.
إننا نُهِيب بالمواطنين من شعبنا التركي العظيم أن يتحلى بروح الوعي والتسامح والتعايش، وألا ينجرّ إلى هذه المحاولات الحثيثة التي تدعوه إلى الاستقطاب البغيض، والاصطفاف الطائفي الممقوت الذي يضع البلاد أمنَها وأمانَها واستقرارها على حافة الهاوية.
كما نُهِيب بالمسئولين وصناع القرار أن ينحازوا إلى جانب القيم الإنسانية العالمية العادلة من احترام حقوق الإنسان، والحرية والمساواة والعدالة، وأن يعززوا الديمقراطية في البلاد بدلا من العمل على تكريس مناخ الظلم والاستبداد، وتقويض المكتسبات الوطنية التي حققتها البلاد على مدار الخمسين عاما الماضية.
وأخيرا نسأل الله تعالى أن يتغمد هؤلاء الذين قضوا في الحادث الإرهابي بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، كما نسأله تعالى أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يمن على شعبنا الأصيل بالأمن والاستقرار، وأن يوفق ولاة الأمور إلى الصائب من القول والعمل، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.
* بتاريخ 1 يناير 2017.