لقد أدنّا الإرهاب في كل مرة. أكرر مرة أخرى بأنني أدين من صميم قلبي الإرهاب الذي استهدف السيد سفير روسيا. هذا أولا. ثانيا، حسبما سمعت من إخواني فلقد كان هذا السيد متعاطفا مع ما نقوم به من خدمات في روسيا. بل شارك في بعض أنشطتنا هناك. وأدلى بتصريحات إيجابية حولها. لذلك أجدد إدانتي لهذه الجريمة. وأقدم تعازيّ للشعب الروسي عامة، والمسؤولين خاصة. أرجو أن يقرأ المسؤولون في روسيا المشهد من هذا المنطلق، ويقيّموه على هذا النحو، وبناء على ذلك يتخذون قرارهم.
القاتل، هذا القاتل الدموي كان يعمل قريبا من المسؤولين الأتراك أصلا. عمل حارسا في الفريق الرئاسي، يقولون إنه تولى هذه المهمة ١٠ مرات، الإعلام ذكر ذلك. الرجل قريب من السيد الرئيس إلى هذه الدرجة، ثم توحي فعلته أنه من جبهة النصرة، فكيف تكون له صلة أصلا بالخدمة من قريب أو بعيد؟
لقد كان ضمن المختارين في الشرطة بعد ٢٠١٤، أي بعد طرد وإقصاء خبراء الإرهاب في جهاز الأمن، ومن ثم الإهمالِ في متابعة القضايا الإرهابية، أي التخلي عما ينبغي القيام به، هذه أخطاء إضافية أخرى.
ثم توظيف هذا الرجل في مثل هذا الموقع، يعني اذهب بسلاحك وقم بحراسة السفير، هذه كلها تعبر عن عمى خطير في البصيرة، أو تعبر عن عمل مقصود أساسا، أي دعوا الرجل يقتل ونحن بدورنا نلقي بالتهمة على آخرين. هناك إهمال وعمى في البصيرة، وبالتالي فهم يقولون “بما أنه وقع ما وقع، تعالوا نحمّل الفاتورة على هؤلاء (الخدمة)، تعالوا نشوّه سمعتهم مرة أخرى كما فعلنا في فضائح الفساد بديسمبر 2013 وأحداث يوليو 2016”.
قناعتي المتواضعة، أن أخطر ما في الأمر أنهم سيغتالون لاحقا بعض الشخصيات بمثل هذه الطرق، ثم يعمدون إلى إلصاقها بحركة الخدمة، وهذا هو الأخطر. بالتأكيد، العالم سيضحك منهم، ولن يصدقهم، نعم سيضحك منهم ولن يصدقهم.
حتى روسيا، المتضرر الأول في هذه الجريمة، رفضت اتهامهم للخدمة، وبالتالي يستحيل أن يقنعوا العالم بمثل هذه الاتهامات. أسأل الله تعالى ألا يتيح فرصة لمثل هذه الأحداث الإرهابية مرة أخرى. أسأل الله تعالى أن يرد على من يخططون مثل هذه الجرائم مكرَهم. إنهم لا يفتؤون عن تدبير المكائد الواحدة تلو الأخرى. أنا على يقين بأن الله سيرد كيدهم إلى نحورهم.
* بتاريخ 22 ديسمبر 2016.