أنا أعتقد أن الإلهام الذي يمثله فتح الله كولن والمتمثل في التعليم والحوار بين الأديان وخدمة الآخر، هو أجمل ما في حركة الخدمة. اسمي كاثي يوستس وأنا واحدة ممن بدأوا تأسيس مؤسسة أطلس عام 2002. لم أكن أعرف الكثير عن حركة الخدمة حتى عندما شرعنا في تأسيس “أطلس”، فقد لامستها حين كنت في تركيا ولم أكن أعرف وقتها أن لها اسمًا أو تجمعًا أو غرضًا معينًا، لكننا سافرنا كثيرًا وحيثما حللنا وجدنا أناسًا طيبين للغاية، كرماء مكرسين حياتهم لخدمة الدين، وهذه كانت تجربتي الأولى مع الإسلام. لهذا أعتقد أنني عشت الخدمة ولم أكن أعرف أن لها اسمًا في هذا الوقت، لقد أصبحت جزءًا غاية في الجمال من حياتي. عندما بدأنا أطلس لم يكن لدي أدنى فكرة عما نريد فعله كنت أظن أن تأثيرها فقط سيكون على حوار الأديان، ولكنها أصبحت أشمل بكثير وأصبحت جزءًا مهما ورائعًا في حياتي. لقد حظيت بفرصة مقابلة الأستاذ فتح الله كولن في مايو 2005، وقد كان موقفًا لا ينسى بالنسبة لي، حيث بقيت ليومين في المجمع الذي يسكن به قبل هذا اللقاء، لهذا حظيت بفرصة قراءة بعض كتبه وأعماله، وكنت على دراية ببعض أشعاره والتقيت به وجهًا لوجه، وكان أكبر أسفي أنني لم أستطع تحدث التركية حيث كان هناك أسئلة كثيرة أود طرحها ولكننا تواصلنا عبر أحد أصدقائي المترجمين من “أطلس”. ذكرتني عيناه يعيني أبي، وسألني عدة أسئلة لطيفة تخص عائلتي وقمت بسؤاله عما ينبغي أن نقوم به “كأطلس” في نيو أورلينز، لقد كانت 15 دقيقة لا تنسى، وقبل هذا الاجتماع وقبل وصولي كان يجتمع ببعض الأشخاص، الرجال كانوا يجلسون معه في الأسفل أما النساء فكانوا في الطابق العلوي، وكنت قد وصلت لتوي وصعدت لتلك الغرفة الكبيرة، وجلست ولم يكن لدي أدنى فكرة عما أسمعه، ولكن السيدات كانوا يكتبن بعض الملاحظات، كان الجو هادئًا جدا ورأيت شغفًا في عينيه وحماسة شديدة، وعند انتهائه قمت بسؤال أحد السيدات عما كان يتحدث؟ فأجابت: كان يتحدث عن العائلة وأهمية تماسكها وأنه إذا تماسكت العائلة تماسك المجتمع ككل، لقد كان هذا رائعًا، كم كنت أود أن أفهم المزيد وقتها، أنا أعتقد أن الإلهام الذي يمثله فتح الله كولن والمتمثل في التعليم والحوار بين الأديان وخدمة الآخر هو أجمل ما في حركة الخدمة. أعتقد أن حركة الخدمة ستستمر في طريقها بما بدأه الأستاذ فتح الله كولن. لقد كان هذا شيئًا مختلفًا وغريبًا عندما بدأه، لذا تطلب الأمر شجاعة نادرة منه وكان هذا الأمر ملهمًا جدًا. أعتقد أن المدارس التي أنشأها كانت مبادرة طيبه جدا نحو البشرية بأكملها. ولقد حظيت بفرصة التدريس في بعض هذه المدارس في كازاخستان وتركمانستان وأوزباكستان وقد أحب الطلاب دروسي كثيرًا، إلى جانب دروس اللغة الإنجليزية. حركة الخدمة تمثل قلب الإسلام بالنسبة لي. فقد أتيحت لي الفرصة للعمل مع الكثير من المسلمين المنتمين لفكر الخدمة في عدة دول مختلفة. لذا أعتقد أن أفضل طريقة لتمثيل الإسلام هي الاهتمام بمن حولك، وتعليمهم وجمعهم على كلمة واحدة من أجل أن يتفهموا بعضهم بطريقة أفضل وباحترام الاختلافات ولكن في نفس الوقت محاولة إيجاد رؤية مشتركة. لذا أعتقد أن هدف أي دين هو توحيد الناس بدلا من تقسيمهم على أساس مفاهيم دينية مختلفة، وحركة الخدمة تقوم بعمل رائع في هذا النحو من وجهة نظري، أنا لست على دراية واتصال بمؤسسات مدنية أخرى كما هو الحال مع حركة الخدمة لهذا من الصعب المقارنة بينها وبين غيرها، لكن أعتقد أن الخدمة تقوم بعمل رائع من خلال الاهتمام بالشخص، كل شخص يشعر بأهميته ودوره في جميع الأنشطة والبرامج التي تقوم بها. وهذه الأنشطة تجدها عالمية وفي كل مكان، وأنا على يقين بأني أستطيع السفر إلى أي مكان في العالم، وإذا أردت أي مساعدة أستطيع الاتصال بأحدهم قائلة: “هل لك من معارف هنا؟” سيكون هناك اتصال ما، أحد ما هنا يعرف عن حركة الخدمة وحينها سأشعر بأن هذا المكان هو بيتي أيضا. أنا أعتقد بأن حوار الأديان هو جزء جدا مهم من حركة الخدمة، عندما شرعنا في تأسيس “أطلس” كمؤسسة لحوار الأديان كنت متوترة كثيرا ولم أكن أملك أدنى فكرة، عن كيفية القيام بحوار الأديان هذا، لكن تعلمت بسرعة أنه لا يوجد شيء اسمه “القيام بحوار الأديان”، حيث أنك تجمع الناس بعضهم مع بعض من خلال أنشطة مختلفة ثم يبدأ الحوار تلقائيا، وكانت أفضل طريقة للقيام بذلك في نيو أورلينز هو القيام بإعداد وجبة طعام، لأن الناس يحبون أن يتشاركوا في وجبة طعام لذيذة، لهذا اكتشفت أنه عندما تجلس مع شخص ما ذو طبيعة ومعتقدات وثقافة مختلفة على مائدة طعام تجد نفسك فجأة تتحدث عن عائلتك ومدينتك ومعتقداتك لهذا تتسنى لك الفرصة للتعرف على بعضكم البعض وأن تصبحوا أصدقاء اكتشفت ذلك أيضا من خلال عدة أنشطة مختلفة أخرى منها الإفطار الجماعي الذي كنا نقيمه في الجامعات والكنائس وموائد العشاء في كل سنة. كانت هذه طرق كثيرة رائعة لخلق حوار، لذا تعدى الأمر مجرد كونه حوار بين الأديان إلى حوار عام. لقد أحببت تأثير حركة الخدمة على التعليم، إنه أمر مهم للغاية، أن تمتلك جمهورًا يستطيع من خلال التعليم الجيد أن يعتني بمستقبله وببناء عالم أفضل، لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة مدرسة “الأفق” الدولية بجوهانسبرج “جنوب أفريقيا” . جلست مع أحد الأولاد هناك لمدة ساعة وسألني عن نيو أورلينز وعني وعن معتقداتي ووجهت إليه أيضا بعض الأسئلة، لقد انبهرت كثيرا بمدى معرفتهم بكثير من الأشياء المختلفة وأنا ما زالت على اتصال بكثير منهم إلى الآن، لهذا لن أنسى هذه التجربة. أنا أعتقد أن العمل التطوعي الذي تقوم به حركة الخدمة هو مهم جدا، لقد قمنا بحملة تبرعات هنا في نيو أورلينز بعد الزلزال الذي ضرب اليابان، منذ عدة سنوات وقمنا بتسليم شيك للحكومة اليابانية لتقديم المساعدة هناك، وأيضا بعد تسونامي قمنا بإعداد الكثير من الأطعمة، وبعض المصنوعات اليدوية وقمنا ببيعها من أجل هذا الأمر، أنا أعرف أن هناك الكثير من المؤسسات التي تتبرع بالأموال لأجل هذه الأهداف ولكن الأكثر أهمية هو التكاتف من أجل مساعدة الشعوب الأخرى، أحيانا أشعر بأن هذا الأمر جميل جدا بتعدى حدود المنطق، خياليا ولكنه واقعيا أيضا، أنا أريد أن أقول للناس: “تعالوا وانضموا إلينا وشاهدوا ماذا نفعل”، لن يصدق أحد روعة ما تقوم به حركة الخدمة إلا إذا شارك فيه بنفسه، وشخصيا أجد أن الخدمة قامت بتوسيع أفقي ورؤيتي وكل شيء، لقد كنت دائما مهتمة بمعرفة أشياء أكثر عن الدول الأجنبية الأخرى والمعتقدات الأخرى فوجدت أنني أتعلم الكثير عن نفي أيضا، لقد كانت 13 عاما رائعة وسوف أكمل الرحلة ما دمت أستطيع “تعالوا وانضموا إلينا” لو أنكم لا تصدقوا، إذا تعالوا وشاهدوا بأنفسكم.