إهداء: هذه الخواطر أهديها،
لأحبتي من أبناء الجيل الجديد..
عسى أن تمتلئ عقولنا بالفكر،
وتلتهب أرواحنا إيمانا بعشق البحث لبناء عالمنا،
فنتشبع بنشوة القيم الروحانية ومعانيها،
نضع يدًا بيد ونتكلم بقلمنا لنُسمع النجومَ ما يدور في صدورنا،
فنحتضن الوجود كله بقلب واسع يفنى من أجل إسعاد الآخرين…
محبتكم مريم آيت أحمد
تقديم
هذه السطور أقدمها بين يدي القراء.. وهي خواطر، عشت تفاصيلها من وحي رحلة إسطنبولية نورانية مع أهل الخدمات الإيمانية.. خواطر انتقلت بروحي من أرض تطوان لتلتف بمعاني “السفر في الإنسان” قبل “السفر في الزمان والمكان”، الإنسان الذي يعرف كيف يجدد نفسه مع الحفاظ على جوهره، ويعرف كيف يروّض الأحداث فتأتي لأمره طائعة خاضعة. يسبق عصره، فيسير أمام التاريخ قدُما على الدوام بهمّة تتجاوز حدود إرادته، وشوق عارم وحب عميق واعتماد بالله عظيم.. خواطر سافرت بي في عمق الإنسان الذي يغوص كل يوم داخل أعماق أعماق ذاته، ويطلق شراعه على الفضاء الشاسع دوما فينصب رايته على أبراج جديدة كل حين.. يصرّ بعزم طرق الأبواب المكنونة وفتحها في الآفاق والأنفُس، وكلما بلغ بفضل إيمانه وعرفانه إلى أسرارِ الكون ازداد شوقا ورغبة، وظل يتنقل بخِبائه من بلد إلى بلد، ليستنشق نسيم أعياد محبة الإنسان.
خواطر رحلتي لإسطنبول عرفتني بشكل أوضح وأعمق جمال الإيمان الذي يحرك شوق التقرب إلى الله بالفناء في خدمة الإنسان، ومخاض الليل الذي يحمل جنين نور النهار، وآلام برد الشتاء الذي يحمل ثلجه نطفة جنين الربيع.. فبنور المحبة صارع الأستاذ فتح الله كولن الظلامَ ليصل إلى عمقه الحقيقي، وبجمال العناية أظهر أفضل ما عنده في مقابل ما يحيط به من قبح…
كل هذه الخواطر حولتها إلى مكتوب بدأت بتدوينه على شكل رسالة فور عودتي من إسطنبول إلى الرباط بالمغرب الأقصى بداية يناير 2011 وأنهيتها في ليلة 26 رمضان 1434 هـ الموافق لـ 15 أغسطس 2012 بتطوان في بيت جدي المجاهد طلحة الدريج الأنصاري.
شاكرة ومقدرة عناية نوزاد صواش، والأستاذ مصطفى أزوجان، وجمال الترك، وكل أبناء أهل الخدمة الإيمانية الذين وفّروا لي برقي أخلاقهم، بكلماتهم الرقيقة ومشاعرهم الساحرة، أجواء سياحة روحانية، فتحت لي صفحات من صحبة العيش مع جميع أمم الأرض.
مريم آيت أحمد
تطوان: 26 رمضان 1433ه
26 أغسطس 2012م
Leave a Reply