صدر العدد الخامس من إصدارة نسمات الورقية فبراير 2018، مشتملاً على مجموعة من الملفات المتميزة التي تسهم في إبراز المشروع الحضاري للخدمة من جوانب متعددة. من ذلك الدراسة التي أعدها البروفسور زكي ساري توبراك أستاذ كرسي النورسي في الدراسات الإسلامية بجامعة جون كارول في كليفلاند أوهايو، والمؤسس لمنتدى الرومي للحوار بين الأديان في واشنطن العاصمة حول إسهام مدارس الخدمة في تحقيق السلام والتسامح في أنحاء متفرقة من العالم، حيث أكد على أن الخدمة من خلال إتاحتها لفرص التعليم والتثقيف للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء تسهم في إرساء مبادئ الأخوة والتضامن في جميع أنحاء العالم.

وفي دراسة متميزة بعنوان: “أسس تشكيل الوعي الجمعي في ضوء كتاب (النور الخالد)” تحدث الكاتب والأكاديمي المغربي محمد جكيب الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب عن الحراك النهضوي في تركيا بشكل عام تقدمةً للحديث عن إسهام حركة الخدمة في تشكيل الوعي الجمعي، وانطلاقًا من قراءته لمقال الوعي الجمعي للأستاذ كولن الذي نُشر في حراء العدد الخامس والعشرين، معززًا هذه القراءة بتتبع أسس هذا الوعي في السِفر الجليل للأستاذ كولن “النور الخالد.. محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية” الذي قدَّم فيه سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بشكل متميز.

كما أجاب محمد شتين الباحث المتخصص في علم الاجتماع السياسي عن سؤال يشغل كثيرين ممن يهتمون بشأن الخدمة حول علاقة الخدمة بالسياسة وهل هي مشروع سياسي أم لا؟ وإن لم تكن فما طبيعتها ودورها في عملية النهوض الحضاري؟

وفي باب “عرض كتاب” يطل علينا د. أبو زيد عبد الرحيم الباحث الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون التركية من خلال عرضه لكتاب صدر حديثًا للأستاذ كولن بعنوان: “جهود التجديد” يتناول فيه أهم الأفكار اللافتة، كما يتابع ملامح مشروع الخدمة بشكل عام من خلال هذا العرض.

وفي متابعة للحوارات المتميزة التي يجريها الأستاذ نوزاد صواش مع كبار المفكرين والكتاب من أنحاء العالم العربي يلتقي في هذا العدد مع الصحافي والأكاديمي المغربي الأستاذ إدريس الكنبوري يحللان سويًّا مشروع الخدمة من جوانبه المختلفة إنسانيًّا واجتماعيًّا وتعليميًّا وإغاثيًّا وسياسيًّا، كما يناقشان دور المرأة في المجتمع من خلال نموذج المرأة في مشروع الخدمة وما تقدمه من إسهامات وعطاءات وتضحيات. ويدعو الكنبوري إلى ضرورة الانكباب على مشروع الخدمة وتعريفه ونشره لما يمثله من قيم فكرية ومنجزات حضارية مستمدة من موروثنا الثقافي الثَرِّ، وأصالتنا الذاتية العامرة.

وفي باب “رسائل علمية” يستعرض د. علاء شكر المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر أطروحته العلمية التي قدمها للدكتوراه حول مشروع الخدمة الإصلاحي، باعتبارها إحدى أهم وأكبر حركات الدعوة والإصلاح المعاصِرة، متناولاً فيها شخصية رائدها الأستاذ كولن ورؤيته الحضارية، كما يتحدث عن أهمية هذا المشروع وأهم سماته، وأهدافه، وأبرز آلياته في عملية الإصلاح والنهوض. ويخلص من هذه الدراسة إلى أنه لابد من ترجمة الأفكار والمناهج الدعوية إلى برامج ومشروعات حضارية كبرى تُخاطِب العالَم أجمع؛ لأن توقُّف العقل المسلم عن الحركة والامتداد يُحدِث فراغًا يتيح “للآخَر” أن يتمدد فيه بمناهجه وبرامجه وأفكاره.

ومن جدلية البناء الروحي أولاً أم الصرح الحضاري ينطلق الأستاذ سعيد الغزاوي الأديب والأكاديمي المغربي ليناقش هذه الجدلية من خلال قراءته في كتابي “ونحن نقيم صرح الروح”، “ونحن نبني حضارتنا” للأستاذ كولن مسترشدًا بمفهوم مفتاحي للأستاذ فريد الأنصاري وهو: “من القرآن إلى العمران” وينتهي إلى أن البناء الروحي والقلبي والأخلاقي يتقدم على الصرح الحضاري والبناء المادي في معالجةٍ أريبةٍ من خلال نصوص الكتابين.

ولأن المسئولية مفهوم مفتاحي في كتابات الأستاذ فتح الله كولن يتناول سيمون روبينسون أستاذ الأخلاقيات التطبيقية والمهنية، ومدير مركز بحوث الحكم والقيادة والمسؤولية العالمية، بجامعة ليدز ميتروبوليتان بإنجلترا هذا المفهوم في إطار علاقته بالإسنادية والمساءلة والأمانة. كما يناقش رؤية الأستاذ كولن للمسؤولية المتجذرة في مبدأ المساءلة، وفق فلسفته الدينية المتمركزة حول الفكر والفعل.

وتنتهي الإصدارة بـ “مفكرة العدد” من خلال إطلالة على جديد ما صدر من كتب للأستاذ كولن، وأحدث الدراسات العلمية التي نوقشت في الجامعات المصرية حول مشروع الخدمة الإصلاحي تربويًّا وحضاريًّا ودعويًّا.

ويجدر بالذكر أن العدد الخامس يمثل الانطلاقة الأولى لنسمات في عامها الثاني، لذا يحظى بأهمية خاصة لدى القراء والمتابعين. ويمكن قراءة ملفات العدد كاملة عبر موقع نسمات على الإنترنت من خلال هذا الرابط www.nesemat.com كما يمكن تحميله كاملاً بصيغة pdf من الموقع أيضًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.