في إطار احتفاء إصدارة نسمات الورقية بصدور كتابها الثاني بعنوان: “الغرباء”، لمؤلفه الأستاذ فتح الله كولن، والصادر عن دار الانبعاث للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة، ترجمة أ/ أجير أيشيوك، أ/ نوزاد صواش، هيئة حراء للترجمة، بعد إصدار كتابها الأول، “مواقف في زمن المحنة قراءة في مرتكزات الخطاب”.
أقيمت صباح اليوم ندوة بعنوان: “قراءات في كتاب الغرباء”، برعاية دار الانبعاث للطباعة والنشر والتوزيع، حضر الندوة لفيف من الباحثين وطلبة الماجستير والدكتوراه، من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية.
بدأت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور/ صابر المشرفي المشرف على إصدارة نسمات الورقية، رحب فيها بالسادة المحاضرين، الدكتور/ أشرف سعد الأزهري الكاتب والباحث في الفكر الإسلامي، والأستاذ الدكتور/ بركات مراد محمد أستاذ الفلسفة الإسلامية والخبير التربوي، والدكتور/ إيهاب عبد السلام الشاعر والباحث التربوي
عقب الكلمة الترحيبية عُرض فيلم تعريفي عن كتاب “الغرباء”، وآخر عن العدد 67 الجديد من مجلة حراء.
وفي كلمة الدكتور/ إيهاب عبد السلام، والتي بدأها ببيان مشاعره التي تجمع ما بين الفرح والسرور والاغتباط، فهو بين أناس يحبهم، وفي مكان يحبه، وفي مناسبة عظيمة وهي مناقشة كتاب فارق في مسيرة الأمة كلها؛ لأنه يعالج الجراحات الموجودة بالأمة.
أضاف الدكتور/ إيهاب عبد السلام في كلمته، أن الأستاذ كولن يحتاج إلى أكثر من عقلية تخصصية لقراءته وفهمه، وأن كتاب الغرباء كتابة صادقة مخلصة تعبر عن روح الإنسان السوي في كل زمان ومكان.
وبين الدكتور/ إيهاب عبد السلام أن الأستاذ فتح الله كولن استطاع بهذه المقالات التي كتبت في الثمانينات أن يرتقي بالفكر الديني والروحي وينتقل بهما نقلة تواكب التقدم العلمي الواسع في العلوم العلمية.
كما أشار الدكتور إيهاب عبد السلام أن الأستاذ فتح الله كولن لديه إبداع وتنوع في الكتابة، وذكاء بارع في توظيف المعلومة، وكيفية اختيار الأسلوب الذي تصل به إلى المخاطب، وأنه قدم في هذا الكتاب دلالة جديدة لكلمة الغرباء.
وفي مداخلته أوضح الدكتور أشرف سعد الأزهري أن كتاب “الغرباء” يصحح لنا فيه الأستاذ فتح الله كولن كثيرا من المفاهيم المغلوطة حول قضايا تجديد الدين، كما أن الكتاب يصحح لنا مفهوم الغائب المنتظر، فبينما كان الفكر الإسلامي إلى وقت قريب يعتمد على نظرية القائد المخلص، إذا بالأستاذ كولن يقدم لنا رؤية جديدة لشخصية الغائب المنتظر ويجعلها تدور حول الشخصية الاعتبارية أو المعنوية للأمة كلها.
كما أضاف أن الأستاذ في هذا الكتاب أخرجنا من ضيق فهم بعض الجماعات الدينية لمصطلحات الإسلام، إلى رحابة فهم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الدين، فدعوة الأستاذ كولن وخطابه ليست لجماعة بعينها، وليس متقوقعا على ذاته أو دينه أو جماعته، بل يخاطب الإنسانية كلها.
وفي إجابة عن سؤال هل قدَّم الأستاذ كولن رؤية جديدة للتصوف؟ قال الدكتور أشرف سعد: إن الأستاذ كولن صاحب تجربة صوفية فريدة، لكنه يتحرر من الانبراء تحت المصطلحات والألفاظ، بل هو متمسك بالمعاني تمسكًا أصيلا، فالتصوف عنده عملي وسلوكي.
أما الدكتور/ بركات مراد فقد أشار إلى عبقرية الأستاذ كولن في اختيار عنوان الكتاب، وأنه تمكن أن يجعل من الكتاب بلورة تنعكس على صفحاتها معاني كثيرة فلسفية واجتماعية وإنسانية، وأن الكتاب يكاد يكون قصيدة شعرية في صورة نثرية.
وأضاف أن الأستاذ كولن في كتابه الغرباء يعالج مفاهيم سلوكية لا مفاهيم عقلية فكرية، فهو يريد أن يكون الغرباء ممثلين جيدين للإسلام، كما أن هذا الكتاب روشتة علاج لأدواء وأمراض العصر الاجتماعية والنفسية والسلوكية، وبهذا فإنه يعيد الأمل لكل من يطالعه.
واختتم الدكتور/ بركات كلمته بالإشارة إلى أن من ضمن أهداف الكتاب التوفيق بين المتقابلات مثل الجسد والروح والدين والعلم والعقل والقلب.