في مؤتمر صحفي عقد أمس السبت 21/ 9/ 2018، بالعاصمة التركية أنقرة، وجه أحد الصحفيين سؤالًا إلى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين فحواه: “لقد أكدتم أن العمليات التي تنفذ ضد أعضاء تنظيم فتح الله كولن -حركة الخدمة-ستستمر في خارج تركيا. خاصة أن المخابرات التركية تلقي القبض على أعضاء التنظيم في الخارج وتقودهم إلى تركيا. ومن المعلوم أن الرئيس أردوغان سيتوجه قريبًا إلى الولايات المتحدة وسيتبادل الرأي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسليم فتح الله كولن إلى تركيا. هل سنشاهد تطورات جديدة في هذا الصدد؟ هل سنرى إعادة أعضاء “تنظيم فتح الله كولن” إلى تركيا في المرحلة الجديدة. نريد الاطلاع على آخر التطورات الخاصة بتنظيم فتح الله كولن…”
وقد أجاب كبير مستشاري الرئيس التركي والمتحدث باسمه إبراهيم كالين على السؤال الصحفي بالاعتراف بعمليات الاختطاف التي تنفذها المخابرات التركية ضد المعارضين عامة والمتعاطفين مع حركة الخدمة خاصة في أنحاء مختلفة من العالم.
كما استخدم كالين أثناء المؤتمر الصحفي عبارات شديدة اللهجة في التهديد والوعيد والجزم بالمُضي قُدمًا في التنكيل بكافة المعارضين وعلى رأسهم حركة الخدمة، وقد بدا لمتابعي المؤتمر الصحفي كيف خرجت تركيا بسياستها الداخلية والخارجية فيما يتعلق بالتنكيل بمواطنيها عن إطار القوانين المحلية والدولية، إذ قال في إجابته: “لا شك أن عملياتنا الخارجية التي ننفذها ضد أعضاء “تنظيم فتح الله كولن…” ستتواصل دون توقف، سواء كانت في الولايات المتحدة أو أماكن أخرى من العالم. فأجهزتنا المعنية ستواصل عملياتها ضدهم دون فتور، وبالتالي سيشعرون بأنفاس الدولة تحاصرهم في كل مكان. لا يشكنّ أحد في ذلك”.
سنخطف المعارضين ولو في أمريكا
كما أشار كالين إلى إمكانية تنفيذ عمليات الاختطاف ضد المعارضين في أي دولة كانت، بما فيها الولايات المتحدة قائلا: “بطبيعة الحال لا يمكنني أن أزودكم بمعلومات تفصيلية بأننا سنقوم بكذا وكذا في الدولة الفلانية أو الأخرى. لكن أؤكد لكم أنه يمكن أن يحدث أي شيء في أي مكان ولحظة”.
يُذكر أن المخابرات التركية تقوم بتنفيذ أعمال الترحيل والاختطاف غير القانونية في مختلف دول العالم لمعارضيها منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 من خلال التواطؤ مع أجهزة مخابرات تلك الدول أو حتى بدون تواصل وتنسيق معها.
أردوغان يُصدر أوامر الاختطاف
كما أقر كالين بأن هذه الأوامر غير القانونية باختطاف المعارضين وأفراد حركة الخدمة المتوزعين حول العالم، ومعظمهم مدرسون وأكاديميون، صدرت بصورة مباشرة من الرئيس أردوغان، حيث أكد قائلًا: “ولا بد أن أقول إن هناك تعليمات واضحة صارمة من رئيس جمهوريتنا في هذا الصدد، وإن أجهزتنا تنفذ أعمالها بصورة احترافية للغاية. يمكن أن يتم تنفيذ عمليات في بلدان مختلفة على غرار ما حدث في كوسوفو”.
وشهدت كوسوفو واقعة اختطاف طبيب و5 معلمين أتراك في أبريل/ نيسان الماضي، أقال على إثره راموش هاراديناج رئيس وزراء كوسوفو كلا من وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات بسبب وقوع الحادث دون علمه وتخطيهما صلاحيات منصبهما، وأمر بفتح تحقيق منفصل، كما شكل البرلمان الكوسوفي لجنة للتحقيق في الواقعة.
من جانبه أقر الرئيس أردوغان في وقت سابق بقيام جهاز الاستخبارات التركي ونظيره الكوسوفي بالتنسيق فيما بينهما، ووجه انتقادات إلى رئيس وزراء كوسوفو بسبب إقالته وزيري الداخلية والمخابرات.
كالين يهدد المعارضين
وفي ختام المؤتمر الصحفي وجه إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، تهديدًا للمعارضين بقوله: “على الجميع أن يعلموا أن أعضاء “تنظيم فتح الله كولن…” لن يتنفسوا بكل أريحية في أي مكان من العالم!”
استياء روَّاد التواصل الاجتماعي
أثارت هذه التصريحات الصادمة استياءً كبيرًا لدى رواد منصَّات التواصل الاجتماعي، وقال حساب “نبض تركيا” على تويتر “إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تحول تركيا من الدولة النموذجية في فترة من الزمان إلى دولة مارقة”، فيما لفت حساب “ملف تركيا” إلى أنه “لا أمان لمعارضة أردوغان لا في الداخل التركي ولا في الخارج. هل أصبحت تركيا دولة مافيا؟ المتحدث باسم أردوغان يعترف بهذا التحول الخطير”.