“لم أشترك مطلقًا في أي نشاط سياسي أو قضية سياسية.”
كان هذا جواب كولن عندما سأله رئيس تحرير جريدة حرية أرطغرل أوزكوك في مقابلة أجراها معه في 25 يناير 1995 قائلًا: “هؤلاء الذين يراقبونك من الخارج يشعرون وكأن لديك طموحات سياسة. هل شاركت من قبل في الأنشطة السياسية؟”
في جميع المقابلات التي أجريت مع كولن تقريبًا في التسعينات من القرن الماضي، تصدر هذه المقابلات موضوعان اثنان. الأول، كان بخصوص العلاقة بين الإسلام والديمقراطية ومسألة توافقهما؛ والثاني، بخصوص العلاقة بين كولن نفسه والسياسة.
على سبيل المثال، في المقابلة التي أجراها كولن مع مؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية بتاريخ 3 يوليو 1995، قال كولن:
“أنا مجرد شخص أخذ على عاتقه مساعدة الناس في معرفة الله؛ وأتطلع إلى إبلاغ الناس عن الله سبحانه وتعالى وتوحيد قلوب الناس على الاعتقاد به مع المعرفة الإلهية الحقيقية والحب والسعادة الروحية. لقد شاركت دائمًا نفس الرؤية مع أشخاص مثل مولانا [جلال الدين الرومي] وأحمد يسيفي ويونس إمره وحاجي بكتاشي فيلي وبديع الزمان. وأعتقد أن هذا المبدأ من المبادئ الضرورية والهامة التي تجمع الناس معًا؛ وبالتالي، فإنني أري أن خلط الاعتبارات الأخرى في هذه الفكرة الواضحة والبحتة تدمر علاقتي بربي كمساومة معه سبحانه وتعالى. وقد يكون من عدم إظهار التقديس الكامل لله تعالى أن أتدخل في السياسة في محاولة للوصول إلى مكان ما في الحياة السياسية، كما يعتبر ذلك تشويهًا لعلاقتي بربي وعدم تقديس لعظمته وقدرته سبحانه وتعالى.
“حتى إنني أقول بطريقتي الخاصة– إذا كان يمكن أن يطلق على هذا مهمة ما– إذا لم يبق لي شيء أقوم به في هذه المهمة لتعزيز المعرفة الإلهية والحب والسعادة الروحانية من خلال تشجيع الآخرين على تحسين وتقوية أنفسهم قلبا وإرادة وأن يجتمعوا على التعاون في أعمالهم، فإن بقائي على الأرض في هذه الحالة يصبح بلا معنى.”