لم يتوقع قادير، هذا الرجل التركي الذي امتلك 5 محال للذهب في قلب مدينة إسطنبول التركية وضواحيها، أن يقع فريسة للفقر أو التشرد وهو أب لبنت على وشك الالتحاق بالجامعة وفتى يقترب من إنهاء المرحلة الثانوية.. فقادير بحسابات تركيا قبل انقلاب يوليو 2016 يعد من الأغنياء، فهو يتاجر في نحو 130 كليو ذهبا هي حجم ممتلكاته عشية الانقلاب المزعوم، ويعمل لديه 49 موظفًا ويحقق دخلاً يوميًّا يتجاوز المليون دولار.. العوائد اليومية التي ذكرها قادير لي خلال مهمة في نيويورك لا تحمل أي مبالغة، ومعروف عنه في وسط رجال الأعمال الأتراك أنه واحد من بين أكبر دافعي الضرائب في إسطنبول. وبما أن دوام الحال من المحال كما يقول المثل الشعبي، فقد وجد قادير نفسه بين عشية وضحاها معتقلاً عقب الانقلاب الذي قلب حياة الملايين من أبناء الشعب التركي الذين مروا بمراحل من الاعتقال والتعذيب ومصادرة أموالهم بل وحياتهم، واضطر معظمهم للهرب أو اللجوء إلى دول العالم والولايات المتحدة الأمريكية.. أما الجماعة الانقلابية وهى الطغمة الحاكمة فقد سيطرت على مقاليد السلطة تماما بعد أن كمَّمت أفواه المعارضة وفصلت آلاف الموظفين والضباط والعسكريين من الشرطة والجيش والقضاة. كل هذا قرأناه كثيرا غداة الانقلاب الأردوغانى على نفسه ليمسك بتلابيب السلطة له وحاشيته الفاسدة.. وكم تركت تصرفات هذا النظام الظالمة علامات شديدة البؤس على الأتراك الذي اضطروا إلى الهرب من بطش الشرطة التي اعتقلت الناس على الهوية وهي الانتماء إلى حركة الخدمة المهتمة بنشر رسالة التعليم وإعلاء القيم الإنسانية التي أسّسها الأستاذ فتح الله كولن. فرفعت أنقرة مقاصل محاكم التفتيش في جميع أنحاء البلاد، ولم يفلت من المقصلة شيخ ولا طفل أو سيدة.
وفي حين نجح قادير في النجاة بنفسه وعائلته من براثن هذا الظلم ولجأ إلى نيويورك، فقد شعر بظلم بالغ من جراء ما تعرضوا له، حتى إنه خضع لعلاج نفسي كي يتعافى من أزمته، فقد أصبح غريبًا في مجتمع جديد عليه بعد أن كان الأغنياء في بلاده يحسدونه على ثروته وسمعته الطيبة. نستكمل السبت المقبل بإذن الله..
رابط المقال من المصدر: http://www.ahram.org.eg/NewsQ/674055.aspx