إن فلسفة التعليم لدى كولن ولدى حركة الخدمة أمر يهدف إلى فائدة العالم، وهو أمر على الأقل من وجهة نظري المقصود من وراءه تعزيز نموذج يسمح بالاختلاف ويعطي فرصة للتفاهم، لأننا في عالم اليوم منقسمين للغاية، منقسمين بسبب الآراء والأديان والهويات والتعليم.
الفلسفة التعليمية لحركة الخدمة أعتقد أنها تهدف إلى تعزيز التفاهم، وبالتالي ليس فقط التفاهم، ولكن الرعاية الحقيقية وسعادة الآخرين. كما تعرف الدين واحد من أهم مكونات الهوية لكثير من الناس، والهوية غالبًا ما تفرقنا لأنه كما تعرف الشخص يقول: “أنا من هؤلاء وهذا ديني وأنت من هؤلاء ودينك كذا”. إذًا الهوية تملك القدرة على جعلنا منقسمين، وما دام الأمر هكذا فالتنغم الديني واحد من أهم الأمور التي يتوجب علينا تعزيزها في عالم اليوم، لأنه عندما يكون لدينا تناغم ديني سيتكون تناغم بين الهويات المختلفة وهكذا من خلال فاعليات الحوار بين الأديان، أعتقد أن الخدمة تظهر أن لدينا قواسم مشتركة كثيرة، وتظهر ما نتقاسمه بدلا مما يفرقنا، لأن الناس المتدينين متشابهين للغاية كما تعرف المتدينين الحقيقيين متشابهين للغاية وبأشكال متعددة حتى ولو اختلفت عقائدهم، هذا ما أشعر بأنه هام فيما يتعلق بفاعليات حوار الأديان.
نعم، بعض الناس يقولون الخدمة جيدة جدا إلى درجة يصعب تخيلها، وكما تعرف المثالية دائما يصعب تخيل أنها حقيقية، تفكر في الجنة، مكان لا معاناة فيه ولا ألم إطلاقًا، النعيم في أنقى معانيه يبدو جميلا لدرجة يصعب التخيل أنه حقيقة، لكن هذا وبعض الناس قد يقولون إنه من المستحيل أن نحصل على مجتمع مثالي.
إذًا لماذا تحاولون تحقيق ذلك؟ لكن هذا الكلام يجب ألا يثبط عزيمة أي أحد يسعى جاهدًا لتحقيق عمل مثالي ونموذجي، لأن هذه هي القيمة أن تسعى لتحقيق المثالية وتعمل من أجل ذلك، فالقيمة ليست في النهاية. في الحقيقة الجنة ليست هي الأمر المهم، محبة الله هي الأمر الأهم. هذا ما يجب تحقيقه.
ونفس الأمر كذلك بغض النظر أوجدنا مجتمعُا مثاليا أم لا؟ هذا ليس الأمر الهام، الأمر الهام هو السعي بجد لتحقيقه والوصول إليه، وأنا أشعر أن هذا ما تقوم به الخدمة، إنها تسعى بجد، ومن أجل الوصول بهذا الكمال وهذه المثالية في حياة البشر، حيث أننا دائمًا لدينا أمر مثالي، نسعى من أجل الوصول إليه، وهكذا على طول الطريق سنقوم بعمل إيجابي