بدأ موقع “يورونيوز” بنشر رسائل القابعين في السجون التركية عقب المحاولة الانقلابية الغاشمة، معلنًا أنه سينشر رسائل المعتقلين من فصائل مختلفة، سعيًا لتسليط الأضواء على ما يعايشونه.
واستهل الموقع نشر هذه السلسلة برسالة كل من ناكيهان يافوز، ونعمت أجيم جونولو، وشهداء سنا أوكوتالان، وهن ثلاث طالبات عسكريات يقبعن في سجن بكركوي المغلق منذ ثلاث سنوات.
وفيما يلي مقتطفات ومقتبسات من رسائلهن:
“قبل أن نتجاوز صدمة وقوعنا وسط الاشتباكات في تلك الليلة تم عرضنا على محكمة الصلح والجزاء، وحبسنا بدون الخضوع لإجراءات قانونية. كنا نبلغ من العمر 21 عاما فقط عند دخولنا سجن بكركوي النسائي. وبسبب الطوارئ لم تبلغ أي مؤسسة معلومات لأسرنا عن مكان وجودنا لمدة 15 يوما، مما جعل أسرنا تعتقد أننا لقينا حتفنا. منعنا من حق استخدام وسائل كالصحف والتلفزيونات كي نطلع على ما يحدث بالخارج. سُلبنا الكثير من حقوقنا بسبب حالة الطوارئ.
كنا نجري مكالمة هاتفية مرة كل 15 يوما عوضا عن مرة واحدة أسبوعيا، ونلتقي بعائلتنا مرة كل شهرين عوضا عن مرة شهريا، وكانت لقاءات المحامي التي من المفروض أن لا تخضع لأي قيود تتم لساعة واحدة في الأسبوع عبر الكاميرا.
وبعيدا عن هذا لم نحصل على حقوقنا الأخرى من كتابة رسائل واستخدام الصالات الرياضية والحصول على دورات تدريبية. الأهم من كل هذا هو إسقاط القيد الجامعي الممنوح للطلبة المفصولين من المدرسة الحربية الجوية مثلنا، بل ولم يُسمح لنا بخوض الامتحانات. أي أننا سُلبنا أحد أبسط حقوقنا ألا وهو حق التعليم.
استمرت هذه الأوضاع طوال فترة الطوارئ. خلال السنوات الثلاث هذه كان جانبنا الإنساني هو الأكثر تضررا، فعلى الرغم من اشتياقنا ووحدتنا وعجزنا وبراءتنا تم اتهامنا، وتعرضنا للإهانة، وعُزلنا عن المجتمع، مما تسبب لنا في مشاكل كبيرة. وعلى الرغم من كل هذا حاولنا المحافظة على أملنا بأن نصبح مواطنين نافعين لبلدنا جنديات صادقات للزيّ العسكري وبنات مشرفات لأسرهنّ مهما ازداد الأمر صعوبة كلما طالت المدة”.
كيف تم اعتقالهن؟
في السادس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 تم اعتقال الفتيات الثلاث برفقة عدد آخر من الطلاب العسكريين بعد القبض عليهم بمعبر “أورهانلي” الواقع في مدخل إسطنبول عشية المحاولة الانقلابية.
في الثالث عشر من الشهر نفسه تم نقل الطلاب، بينهم الفتيات الثلاث، من مدارسهم في إسطنبول إلى مخيم بمدينة يالوفا، ومن ثم تم إعادتهم إلى المدرسة على متن حافلة عشية المحاولة الانقلابية، ولم يكونوا على دراية بأمر المحاولة الانقلابية.
وخلال شهر مايو من العام الماضي قضت المحكمة بالسجن المؤبد بتهمة “محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري لتركيا أو إقرار نظام آخر محله” خلال القضية التي يُحاكم فيها 63 متهما، من بينهم 57 طالبا بالمدرسة الحربية الجوية.
هذا وتقدم محام الطالبات الثلاث، كمال أوشار، بطعن على القرار ونقل الملف إلى محكمة الاستئناف.
المصدر: موقع جريدة زمان عربي