الخدمة حركة مدنية تربوية ومجتمعية ظهرت في تركيا عام 1966، على أساس أفكار واجتهادات المفكر التركي محمد فتح الله كولن. وقد أُطْلِقَ عليها اسم “الخدمة” نظرا لطبيعة أنشطتها القائمة على خدمة الإنسانية في مجال التربية والتعليم، وقد ظهرت أول مؤسسة أنشأتها لاستقبال الطلبة بتأثير من أفكار الأستاذ كولن سنة 1974 في مدينة إزمير، ومنها إلى بقية أنحاء تركيا، حيث تُعَدُّ الخدمةُ اليوم واحدة من أكثر الحركات المدنية انتشارا.
رسالة الخدمة؟
تتلخص رسالة الخدمة كما تعبر عنها كتب وأفكار الأستاذ محمد فتح الله كولن المنشورة خلال الأربعين سنة الماضية في بناء الإنسان وإعداده تربويًّا وتعليميًّا وفكريًّا حتى يكون مؤهلاً لإسعاد نفسه ومساعدة غيره ورقيّ مجتمعه وتقدُّم بلاده، وليتشبع بقيم التعايش والحوار فيكون عنصر سلام في عالمه.
رؤية حركة الخدمة في التغيير
تتلخص رؤية حركة الخدمة لبلوغ رسالتها في التركيز على العمق المعنوي والحضاري والمجتمعي للإنسان عن طريق التربية والتعليم والأنشطة الاقتصادية والإغاثية، والتركيز على برامج الحوار في كل مكان من العالم.
وسائل حركة الخدمة لتحقيق أهدافها
تتمثل الوسائل التي تستثمرها حركة الخدمة لتحقيق غايتها في: العمل الإيجابي البناء من خلال مجالات:
–التعليم، ببناء المدارس والجامعات وإقامات الطلبة ومدارس الدعم المدرسي.
–الإعلام والنشر والثقافة والفنون، بتأسيس دور نشر الكتاب، وتأسيس الصحف والمجلات، وتنظيم الندوات والمحاضرات وإقامة المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية، التي تعد وسيلة لتعارف الشعوب وتلاقح الثقافات.
–الأنشطة الاقتصادية، بتشجيع الناس على الكسب الاقتصادي ومساعدتهم على امتلاك الخبرات في هذا المجال، ليتمكنوا من مساعدة غيرهم من المحتاجين.
–العمل الإنساني والإغاثي، وتعود تلك المؤسسات لأشخاص أو شركات خاصة أو جمعيات مدنية مستقلة أسسها متطوعو الخدمة.
إنجازات حركة الخدمة
يقدم متطوعو حركة الخدمة خدماتٍ إغاثيةً وطبيةً ومساعداتٍ إنسانيةً في مناطق الكوارث وبُؤَر التوتر، ولا سيما دول آسيا وإفريقيا حيث تعمل مؤسسة ” هل من أحد؟”.
بالإضافة إلى أنشطتها المتنوعة في المجال الاقتصادي حيث تنشط في ربط علاقات الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك بالعالم، وأنشطتها في مجال تعليم اللغات والبرامج التعريفية بحضارات وثقافات المجتمعات المختلفة.
إن حركة الخدمة تُعَدُّ اليوم نموذجا عالميا رائدا في مجال تثبيث السلم العالمي من خلال الحوار الديني والثقافي، وتجربة رائدة تستلهمها دول ومؤسسات مَعْنِيَة بهذا المجال.
بلغ عدد المدارس التي أسستها حركة الخدمة داخل تركيا وخارجها حوالي 3000 مدرسة، وعدد الجامعات 30 جامعة في دول كثيرة، ويتخرج من هذه المؤسسات التعليمية آلاف الطلاب الذين يستجمعون في تكوينهم البُعدَينِ المعرفيَ والقيميَ، وتَترسَّخ فيهم سلوكيات السلم وقبول الآخر والتعايش الإيجابي، حيث يدرس في تلك المؤسسات طلابٌ من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق والطوائف عبر العالم، إلى درجة أنها تُعتبر “جزر سلام في عالم متوتر”، خصوصا في بعض مناطق الحروب والتوترات.