صدر مؤخرًا عن دار الانبعاث للنشر والتوزيع أحدث كتب الأستاذ محمد فتح الله كولن، كتاب التلال الزمردية (2)
الكتاب هو الجزء الثاني من سلسلة “التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح”، وتدور موضوعاته حول المصطلحات والأحوال الصوفية، ويجدُ فيه أرباب السير والسلوك بغيَتَهم بالارتقاء إلى مدارج المعرفة الإلهية، وفَتْحِ بصيرتهم على العوالم المعنوية، وإشباع شغفهم بالكمالات والعلوم الذاتية.
الكتاب يُمثّل إضافة قوية للمكتبة الإسلامية، ويأتي كأحد أهم المراجع الرئيسة المعاصرة للتصوف الإسلامي السُّنّي، ولا يقل أهمية عن كتابات الإمام الغزالي والإمام الرباني والأستاذ بديع الزمان النورسي؛ إذ أنه يضع- وعلى نطاق أوسع- المصطلحات الصوفية على أساس صحيح من خلال ترسيخه مبادئ “الحذر والحيطة” للمعنويات الإسلامية السُّنّيّة.
حاول الأستاذ فتح الله كولن من خلال الكتاب تحليل المفاهيم الأساسية الرئيسة للفكر الصوفي.. وبينما يُحلّل المفاهيم واحدًا تلو الآخر، يحافظ بعناية وحساسية على البنية التكاملية للتصوف الإسلامي، كاشفًا عن الأسس الشرعية للفكر الصوفي السنّي، حتى أنه أثناء تحليله لأكثر التعبيرات الصوفية تجاوزًا وغرابة للمرجعيات الصوفية، كان يحاول أن يتناولها من جانبها الذي يحافظ على بقائها داخل حدود الشريعة، ويتبع منهجًا توفيقيًّا وتأليفيًّا قدر المستطاع.
وكما هو معروف، كانت هناك عاصفة مستعرة حول بعض المفاهيم الصوفية في التاريخ.. ومع ذلك فإن الأستاذ محمد فتح الله كولن يتعامل مع مثل هذه المفاهيم والتفسيرات بحساسية كبيرة وشعور واعٍ بالمسؤولية.
وجملة القول فإن كتاب التلال الزمردية يُشكِّل تصديًا للانحرافات الصوفية والفكرية والقلبية، وهو في ذات الوقت يُعدُّ نوعًا من الدفيئة والحصن ضد النزعات المادية والعقلانية التي تهدد النفس الإسلامية، ونتاج جهود تسعى إلى أن تجذب من جديد العمليات الفكرية والعقلية والقلبية المشتتة إلى قلب التقاليد ومركزها.
جدير بالذكر أن مقر دار الانبعاث للطباعة والنشر والتوزيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام صالة 4 دار رقمc 57..