كشف رئيس حزب الوطن اليساري دغو برينجك في تصريحات مثيرة أن حركة الخدمة هي التى كانت مستهدفة مما يسمى في تركيا “عملية 28 شباط” وهو “الانقلاب الناعم” الذي قاده جنرالات الجيش “الأوراسيون” في عام 1997 وأسفر عن إسقاط الحكومة الائتلافية بين رئيس حزب الرفاه نجم الدين أربكان الراحل ورئيسة حزب الوطن الأم تانسو تيشلّر.

برينجك الذي يعتبر الحليف الصغير حجمًا والواسع نفوذًا للرئيس رجب طيب أردوغان ويدافع عن المعسكر الأوراسي في مقابل المعسكر الأطلسي، اعترف خلال تعليقه على “عملية 28 شباط” الانقلابية بأن هذه العملية أجريت من أجل القضاء على حركة الخدمة ورئيسة حزب الوطن الأم.

قال برينجك خلال برنامج تليفزيوني على قناة “جلوبال خبر”: “عملية 28 شباط كانت ضد منظمة فتح الله كولن، وتانسو تشيلّر، ولم يكن هدفها نجم الدين أربكان، (زعيم حزب الرفاه الحاكم في ذلك الوقت). واليوم يستمر حبس واعتقال أعضاء منظمة فتح الله كولن، مما يعني أن عملية 28 شباط لا تزال مستمرة”.

وأوضح برينجك أن حزب الوطن لا يشارك في تحالف الجمهور الحاكم الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وإنما حزبه يدعمهما من الخارج لمواجهة المؤامرات الأمريكية التي تستهدف الانتقام من تركيا بسبب بعدها عن المعسكر الأطلسي الغربي وتقرّبها من المعسكر الأوراسي (الروسي – الصيني)، على عد تعبيره.

مقدمة البرنامج ذكّرت بريجك بأنه ينشر من وقت لآخر معلومات ووثائق “سرية للغاية” لا يحصل عليها أي صحفي أو زعيم حزب سياسي، ثم أشارت إلى الاتهامات الموجهة إليه من أنه عميل روسي، مردفة بسؤال جريئ: “هل سبق لك أن عملت لحساب أي وكالة استخباراتية أجنبية؟”، مما استشاط غضب برينجك.

رد برينجك على السؤال قائلاً: “كيف تتجرئين على توجيه مثل هذا السؤال لشخصية هي أكثر احترامًا وأفضل أخلاقًا في تركيا؟! هذا السؤال لا يمكن لأحد أن يوجهه إليّ إلا الاستخباراتين العاملين لحساب الآخرين! إذا لم تذيعوا ما قلته هنا فأنتم مفتقرون إلى الشرف والشرف الإعلامي؟! حزب الوطن هو الحزب الذي أفسد الألاعيب الأمريكية، وقضى على اتهامات إبادة الأرمن الموجهة لتركيا، وهدم أسوار سجن سيليفري ليخرج منه المتهمون في إطار قضية أرجنكون، وجعل هذه الدولة تستهدف كلا من حزب العمال الكردستاني ومنظمة فتح الله كولن. لذلك فإن الولايات المتحدة وسي آي إي (CIA) وعناصرها في المخابرات الوطنية التركية هم المستاؤون من حزب الوطن.. فهل أنتم تقفون إلى جانب هؤلاء حتى توجهون لي هذا السؤال؟!”، على حد قوله.

يذكر أن دوغو برينجك يؤكد في كل تصريحاته أن حزب الوطن، الذي يقوده، هو من يحكم تركيا منذ 2014، وهو من يشرف على مشروع القضاء على حركة الخدمة، بينما لا تواجه تلك التصريحات بأي رد من الرئيس أردوغان.

وكان أردوغان أفرج عن برينجك في عام 2014 بعدما كان محكوما عليه في إطار قضية تنظيم أرجنكون أو بعبارة أخرى الدولة العميقة.

المصدر: موقع زمان عربي