هاجر فتح إلى الله كولن بجسده إلى أمريكا منذ عام 1999م، لكن قلبه وشغفه وشوقه لتركيا الحبيبة ظل ملازما له، يظهر ذلك في حديثه ومقالاته وحواراته الصحفيّة وشعره “الغربة الحزينة”.
بلغ حبّه لتركيا أنه احتفظ بملابس أتى بها معه دون أن يغسلها؛ سأله أحد الضيوف: “هذه الملابس كنت ترتديها وأنت قادم من تركيا، أليس كذلك؟!” فرد الأستاذ فتح الله: “بلى، أحتفظ بها منذ مجيئي، ولم أغسلها قطّ، بل لم أنفض ترابها بعد، فتركيا معي رَوحًا ورُوحًا ورائحة”. يواسي نفسه بتراب أُحضر من أنحاء تركيا كافَّة.
فحجرته في أمريكا هي بيت أسراره وشاهد على آلامه ومكابداته، يموت حسرةً عند حدوث أي فاجعة في العالم، فيتردد بين حجرات الممر والرَّدهة المقابلة لحجرته لعلَّه يعثر على خليل لقلبه الكليم.
لم يكن يأذن في مجلسه بحديث لا ينفع في دين ولا دنيا، لسانه لا يزال رطبًا بذكر الله وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلامه لا يخلو من الحديث عن الله ورسوله.
أهلّ رمضان، فأشار أطباء الغدد الصُمّ والسكري عليه بالإفطار، وكان يُعنَى بالعبادة أيّما عناية، فقال: “أنصح مَن حاله كحالي بترك الصيام، بل أفتيه بذلك، أمّا أنا فلا أستطيع”، وتابع صومه؛ وكان الصوم في المرض يُقعِده عن الحركة.