يؤمن كولن أن التعليم يلعب الدور الأساسي في إرساء القيم التي تجعل الشخص إنسانًا حقيقيًّا. ويرى أن التعليم هو الوسيلة الأجمل لاعتناق الحياة برمتها، وصاحب الدور الأهم في نشر التناغم والتوازن والانضباط والنظام في حياة الفرد وحياة الجماعة.

كذلك يؤمن كولن أن التعليم يوفر فرصة العيش بسلام مع أشخاص من مختلف الديانات واللغات والثقافات والأمم. ذلك لأن التعليم يجعل الأشخاص يتعلمون كيف يفهم أحدهم الآخر، أو على الأقل كيف يحترم أحدهم الآخر وقيمه.

كما يؤمن كولن أن التعليم قادر على إنقاذ حياة الفرد في الدنيا وفي الآخرة. ويؤكد أن أسمى خدمة يؤديها المرء في الدنيا هي خدمة البشرية، وأن أسمى خدمة يؤديها للبشرية هي التعليم. ولهذا السبب، كرس نفسه لخدمة البشرية والتعليم.

لقد تحولت أفكار كولن حول التعليم إلى طريقة حياة بالنسبة للكثيرين بفضل مجموعة القيم التي سعى طويلاً لتصبح جزءًا متأصلاً من حياته.

يؤمن كولن أن تعليم البشر أصحاب الأمكانات العالية والموارد الفطرية، ما هو إلا ديْن يجب رده للبشرية. ذلك أن الأجيال المثالية المتعلمة ستكون كنزًا للبشرية، في حين أن الأجيال غير المتعلمة ستكون خسارة كبيرة ووبالاً على العالم.

البشر والمعرفة

عندما نتناول موضوع التعليم، من المفيد أن نتحدث عن البشر بوصفهم العنصر الرئيسي في فلسفة كولن التعليمية، والعلم بوصفه ثمرة هذا التعليم الموجّه. يشير كولن إلى أن البشر يأتون إلى هذا العالم بإمكانات وقدرات هائلة، إذا تم توجيهها بطريقة صحيحة، فسيفوقون الملائكة. وعلى العكس، إن ضلوا الطريق فسيهوون إلى أحط الدرجات حتى ينتهي بهم المطاف مع الشيطان. الإنسان هو أسمى مخلوق بين جميع المخلوقات، حيث مكّنه الله في الأرض واستخلفه على باقي المخلوقات. لهذا السبب يؤمن كولن أن تعليم البشر أصحاب هذه الإمكانات العالية والموارد الفطرية ما هو إلا ديْن يجب رده للبشرية. ذلك أن الأجيال المثالية المتعلمة ستكون كنزًا للبشرية، في حين أن الأجيال غير المتعلمة ستكون خسارة كبيرة ووبالاً على العالم.

يقول كولن عن المعرفة وأهدافها: “نظرًا لأنه لا يمكن عيش الحياة “الحقيقية” إلا بواسطة المعرفة، فإن أولئك الذين يهملون التعلّم والتدريس “أموات” حتى وإن كانوا على قيد الحياة؛ لأننا خُلقنا لنتعلم وننقل ما تعلمناه للآخرين.

يعتمد اتخاذ القرارات الصائبة على العقل السليم والتفكير السليم. وبما أن العلم والمعرفة ينيران العقل وينميانه، فإن أولئك المحرومين من العلم والمعرفة لا يمكنهم اتخاذ قرارات صائبة، وهم عرضة دائمًا للخداع والضلال.” (كولن، 2006، ص 50).

كولن مفكر يعتنق فلسفة الشاعر الصوفي الأناضولي يونس أمره الذي يقول: “نحب المخلوق من أجل الخالق”. بسبب حب كولن غير المشروط لكل البشر، نجده متأثرًا بشدة لوضع الشعب الأفغاني الذي يعاني ويلات الحرب، ويبكي حال المدنيين الأبرياء الذين يُقتلون في البوسنة، ويتضرع أيامًا طويلة لرفع البلاء عن العراق، ويسجد من أجل ضحايا تسونامي في إندونيسيا. إنه رجل رقيق القلب تشغل باله المشكلات التي تواجه كل البشر، ولا يكتفي بمشاركتهم الهمّ بل يبحث عن وسيلة لتخفيف آلامهم. لقد أصبح هدف حياته رسم البسمة على وجود المنكوبين، ومهمته الوحيدة مد يد العون للمحتاجين، وتخفيف آلام المكروبين، والشد على يد اليتامى، ومساندة الضحايا. فهو يراها فرصة مثالية لنيل مرضاة الله والأجر والثواب من الخالق العظيم (كولن، 1993).

يقول كولن إن العقل أهم ما يميز الإنسان. لكنه يرى أن عقل الإنسان في صورته البدائية بسيط ومغلق ويحتاج إلى تثقيف وتنوير. وعندما يتكامل العقل مع الإرادة البشرية، فإنه يكتسب طبيعة جديدة تؤهله لأداء مهمته الأساسية؛ ألا وهي الوصول إلى “معرفة الله”. والوصول إلى هذه المرتبة أحد العوامل المهمة التي تساعد البشر على تحقيق النضج والكمال، وتبعدهم عن السلوكيات الحيوانية، وتشجعهم على فعل الخيرات. والبديل أن يصبح العقل حملاً ثقيلاً على صاحبه، وبلاء على قلبه، وفي نهاية المطاف يتحول إلى أداة تجذب البشر إلى أسفل، وتهوي بهم إلى مرتبة أدنى من مراتب الحيوانات (كولن، 2009، ص 49-53).

يستطيع التعليم الجيد إنقاذ العقل من براثن الجهل، حتى لا يتحول إلى سكين حاد يجرح الإنسان، بل أن يصبح أداة مفيدة تخدم البشرية جمعاء. ولن ينجح هذا التغيير في تشكيل العقول دون إيمان. المعرفة خطوة مهمة في طريق الإيمان، ومعيار أساسي يميز بين الهدى والضلال، المعرفة لغز إلهي (كولن، 2007، الجزء 2، ص 22).

إن أولئك الذين يهملون التعلّم والتدريس “أموات” حتى وإن كانوا على قيد الحياة، لأننا خُلقنا لنتعلم ولننقل ما تعملناه للآخرين.

ينظر كولن إلى التعليم باعتباره العامل الأساسي في رسم مستقبل أي مجتمع. فالقيم الأخلاقية والاجتماعية لا تتجسد إلا في المجتمعات. وتعليم هذه القيم لعامة الناس في المجتمع أمر ضروري ليعم التناغم والانسجام. وقد أوضح كولن هذه النقطة في إحدى مقالاته قائلاً: “أيًّا كان الدور الذي يلعبه الزواج والتناسل في استمرار الأجيال، فإن التعليم يلعب دورًا شبيهًا في استمرار المبادئ الأخلاقية والاجتماعية” (كولن، 1998، ص 98-101).

التعليم

يرى كولن أن البشر أتوا إلى العالم تملؤهم حاجة قوية لتعلم أهم احتياجات حياتهم الأساسية، على عكس المخلوقات الأخرى. على سبيل المثال، في حين يحتاج الحيوان من يومين إلى سبعة أيام لتعلم المشي وإتقان أداء الوظائف الحيوية، يظل الإنسان ما يقرب من عام كامل ليتعلم المشي، ونحو عامين ليتعلم الكلام، وقرابة عشرين عامًا للتمييز بين الأمور الجيدة والسيئة، مع إنها عملية طويلة تستمر حتى وفاته (كولن، 2009، ص 164-168).

يؤكد كولن-كغيره من الباحثين المعاصرين- على أهمية التربية الأسرية في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة في الفئة العمرية من الميلاد حتى 6 أعوام. فهو يرى أنها فئة عمرية حرجة يجب فيها توفير التعليم المناسب للأجيال الجديدة، حتى يتعلموا مفهوم «الحلال» و«الحرام»، ويتعلموا الأمانة، ويدركوا مسؤولية تأسيس أسرة في المستقبل تحترم القيم الأخلاقية والاجتماعية. يرى كولن أن الأبوة تلعب دورًا مهمًّا في صلاح الأطفال الأخلاقي، ويحث المقبلين على الإنجاب على الاستعداد الجيد قبل الإقدام على هذه الخطوة، والحرص الشديد على اتباع نمط حياة حلال أثناء فترة الحمل. يقول كولن إن الجنين لا يتأثر بحالة الأم النفسية فحسب، بل أيضًا بالأصوات التي يسمعها في البيئة المحيطة، وهذا يتماشى مع النتائج التي توصلت إليها النظريات التربوية الحديثة. لهذا فإنه يشجع جميع المقبلين على الإنجاب على تبادل كلمات لطيفة في حديثهم اليومي؛ لأنه يعتقد أن شخصية الطفل قد تتأثر سلبًا عند سماع كلمات نابية (كولن، 2002، ص 62).

يؤمن كولن بأهمية عملية التعلم داخل الأسرة. لهذا فإن تأسيس الأسرة في بيئة تتمسك بقوة بالقيم والقواعد والنظام والانضباط أمر مهم جدًا. ولا شك أن مشاعر الحب والعطف والسلام التي يختبرها الطفل في بداية نشأته في الأسرة لها تأثير إيجابي مباشر على شخصيته وصحته البدنية. تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم بكثرة إما يعانون من مشكلات أسرية أو ينحدرون من أسر غير مستقرة. لهذا يرى كولن أن الأسرة المتماسكة والنظام الأسري المستقر أمران ضروريان لتنشئة الأجيال الجديدة تنشئة صحية واستمرار الهيكل الاجتماعي بصورة سليمة. مهما بلغ تأثير المدرسة ومهما عظمت القيم التي تقدمها للطفل، فإنها لن تكون بنفس قوة القيم التي تغرسها فيه الأسرة (كولن، 2002، ص 63-65).

يشير كولن إلى أنه ينبغي لنا عند محاولة تربية أطفالنا أن نعطي الأولوية لغرس قيم الإيمان بالخالق العظيم، واحترام كل من سبقونا ونقلوا لنا تعاليمه، وبر والدينا، واحترام كل الناس، واستخدام اللغة بمهارة، والالتزام بالمبادئ الوطنية وحب الوطن.

كذلك يشير كولن إلى أنه ينبغي لنا عند محاولة تربية أطفالنا أن نعطي الأولوية لغرس قيم الإيمان بالخالق العظيم، واحترام وتقدير كل من سبقونا ونقلوا لنا تعاليمه، وبر والدينا، وحب واحترام كل الناس، واستخدام اللغة بمهارة، والالتزام بالمبادئ الوطنية وحب الوطن (كولن، المرجع السابق، ص 86-88).

فيما يلي بعض السلوكيات والتصرفات المهمة الواجب مراعاتها عند تربية الأطفال: اتساق أقوال وأفعال الآباء، ومراعاة إقامة علاقات وثيقة مع الأطفال، ومراقبة نموهم عن كثب، والمشاركة الفعالة في ألعابهم اليومية، وتعزيز شخصيتهم من خلال تخصيص الغرف والكتب والخزانات لهم، والتعامل معهم بعطف، ومعانقتهم تعبيرًا عن الحب، ومناداتهم بالأسماء التي يحبونها، وسؤالهم باستمرار عن مشاعرهم، والوقوف معهم ومساعدتهم في الصعاب مع إبداء تفهم شديد، ومنحهم بعض الحرية لممارسة الألعاب التي يفضلونها، وتكليفهم بمهام بين الحين والآخر ومتابعتهم برقة، وإزالة أي أشياء ضارة أو غير مناسبة من منطقة لعبهم، وتوفير أغراض تعليمية وإيجابية في محيطهم (كولن، المرجع السابق، ص 150).

يؤكد فتح الله كولن على ضرورة اتباع نهج إيجابي في التعليم، بالتعاون مع الدولة، على أن تدعمه الأسرة، وأجواء الحي الآمنة الودودة، والمطبوعات المناسبة التي تخاطب عقول العامة وتتناول القيم الإنسانية العالمية. يستطرد كولن قائلاً: «إنه عندما تتعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع معًا لغرس القيم الرفيعة في الأجيال الجديدة، وتغذية أرواحهم وحمايتها من التقلبات الاجتماعية، وتقوية عزيمتهم، حينها فقط يمكننا اعتبار أنفسنا قد أدينا واجبنا لنأمل في مستقبل أفضل» (كولن، المرجع السابق، ص 151-153).

يتطلع كولن لتنشئة أجيال مثالية. إذا تعلم أطفال اليوم القيم والمُثل العليا، وركزوا على تحقيق أهداف مناسبة، فسيغدون شباب المستقبل المفعم بالإمكانات والطاقة. سيكون الجيل الذي تنتظره البشرية بأكملها. يكمل كولن قائلاً: «إن الأشخاص الآن يستغلون كل قدراتهم للحفاظ على مناصبهم وكسب رضا رؤسائهم، وهي أمور مهينة تحط من قدر الإنسان. وإذا سعوا إلى الترقي، فلن يفكروا في أي شيء آخر بخلاف الترقية حتى وإن خسروا كرامتهم وشرفهم، وقاموا بأمور تناقض ما يمليه عليهم ضميرهم وإيمانهم. سوف ينحنون أمام أي شخص ينتظرون منه منفعة، ويتصرفون بضعف شخصية للدرجة التي تجعلهم يتحدثون بالسوء عن شخص أثنوا عليه في اليوم السابق.» (كولن، 1998، ص 25-27).

يرى كولن أن الشباب جيد التربية قوي الإيمان سيلعب دورًا كبيرًا في حل مشكلات البشرية. ويسرد السمات التي يجب أن يتسم بها هذا الجيل الجديد المستمدة من سمات الأنبياء. فهو يحلم بأبناء جيل «…أرواحهم نقية كنقاء قلوب الأنبياء، وأفكارهم قوية بالقدر الكافي لحل مشكلات عصرهم، وقلوبهم رقيقة كقلوب الملائكة، وإرادتهم قوية تفوق خوفهم من النار. هذا هو الجيل المنتظر، الجيل الذي سيوقف الكذب والتلاعب بالكلمات، الجيل الذي سيتكلم بما يُرضي خالق الكلمات، الذي سيقول ما يجب أن يُقال، ويفعل ما يجب أن يُفعل.» جيل يتمتع بوفاء وإخلاص آدم، وعزيمة وإصرار نوح، ورقة وتوكل إبراهيم، وشجاعة موسى، وتسامح عيسى (كولن، المرجع السابق، ص 105-108).

يجب أن يكون هدف المعلم تقديم المنفعة للطالب، وألا يستبعد التضحية بنفسه في سبيل ذلك، لا أن يبذل المعلم جهدًا كبيرًا ويعوص في أعماق نفسه بحثًا عن وسائل أفضل لتعليم الطفل، ويجب عليه أن يكون منظمًا ومنضبطًا وقدوة في سلوكه.

عند الإشارة إلى أهمية المدرسة في التعليم، يوضح كولن أن المدرسة مكان للتعلم والتعليم في آن واحد. قد يبدو أن دور المدرسة يقتصر على مرحلة معينة من حياة الإنسان، غير أن رسالتها عامة في جميع الأوقات، ومستمرة طوال حياة البشر.

عند الإشارة إلى أهمية المعلم في عملية التعليم، يوضح كولن أنه يجب على المعلم إثراء المادة بالمعنى قبل تقديمها للطفل. يجب أن يكون هدف المعلم تقديم المنفعة للطالب، وألا يستبعد التضحية بنفسه في سبيل ذلك. لا بد أن يبذل المعلم جهدًا كبيرًا ويغوص في أعماق نفسه بحثًا عن وسائل أفضل لتعليم الطفل. ويجب عليه أن يكون منظمًا ومنضبطًا وقدوة في سلوكه. الأعرابي الذي وجد أفضل معلم قد يسمو فوق مكانة الملائكة؛ وحياة نبينا محمد  خير دليل على هذا الارتقاء (كولن، المرجع السابق، ص 98-101).

كما يذكر كولن رأيه في نوع المعارف الواجب تقديمها في المدارس. فهو يرى، على سبيل المثال، أن أي شيء لا يساعد الإنسان على حل لغز الكون لا نفع منه، بل إنه حشو غير مفيد وعبء على الطلاب. «…إن حشو عقول الأطفال في سنوات التعليم المدرسي المبكرة بأعباء ثقيلة تتناول جغرافيا العالم أو التاريخ الإنساني أو الفلسفة خطأ ليس فقط على صعيد المنهج ولكن أيضًا خطأ في حق الأطفال. المعلم الذي يترك طلابه فريسة للتساؤلات والشكوك لصالح العلم ليس معلمًا حقيقيًّا. والمبنى التعليمي بكل ما فيه من مختبرات الذي لا يوجّه المعلمين إلى الهدف الصحيح لا يمكن اعتباره مدرسة.» «بل يجب خلال سنوات التعليم المدرسي المبكرة أن يتعلم الأطفال اللغة والمُثل والإيمان والأخلاق والشخصية. وهذه الأسس هي التي ستمنح الشخص فهمًا جديدًا لعملية بناء الهوية الاجتماعية، وإعادة إحياء المنهج الإصلاحي في عصره عند دراسة العلوم. وعند هذه المرحلة، من المستحسن إشراك الأطفال في الفن والتجارة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا».

ويسرد كولن بعض مناهج التعليم الواجب اتباعها. ومن أهمها مبدأ التعرف على الطلاب، والتدرج، والتسامح، واستخدام كلمات رقيقة، وغرس المُثل العليا، وتقديم المواد المجردة بصورة مادية، والحفاظ على التوازن بين الحب والخوف والذنب والعقاب، ومبدأ التضاد عند شرح المفاهيم المتناقضة (كولن، 1996، ص 15-18).

وهكذا نرى أن فلسفة كولن التعليمية لا تضم فقط أفكارًا حول طبيعة التعليم وأهميته في تنشئة أفراد يكونون خلفاء في الأرض وتربية أجيال مثالية تخدم البشرية، بل إنه يحدد أيضًا أهداف هذا التعليم والمناهج الواجب استخدامها فيه. ليس ذلك فحسب، بل إن كولن غير مهتم بوضع فلسفة ومنهجيات تعليمية في حد ذاتها. كما أنه لا يؤمن أن الكلمات وحدها قد تفيد. بل إنه شخص يعيش حياته دائمًا وفقًا لما تمليه عليه أفكاره، ويشجع الآخرين على فعل المثل. وهذا ما يميز كولن عن غيره من الفلاسفة الإسلاميين المعاصرين؛ فهو لا يدعو الآخرين لسماع أفكاره فحسب، بل يشجعهم على أخذ موقف. سوف نتناول في هذا القسم من البحث كيف ترجم كولن أفكاره إلى أفعال.

يذكر كولن رأيه في في نوع من المعارف الواجب تقديمها في المدارس، فهو يرى أن أي شيء لا يساعد الإنسان على حل لغز الكون لا نفع منه، بل إنه حشو غير مفيد وعبء على الطالب.

من الفكر إلى الفعل

بدأ كولن تطبيق فلسفته على أرض الواقع عندما كان يدرّس في مدرسة القرآن في كستانه بازاري بمدينة إزمير. ولاحظ على الفور ثمار هذا المنهج التعليمي. وسرعان ما بدأ يشجع الأشخاص على المشاركة في الحوارات والندوات والمؤتمرات في المساجد والمنازل. وكان هدفه الرئيسي من وراء ذلك هو زيادة الوعي وإقناع الأشخاص بأهمية هذه الخدمة. فشجعهم على المشاركة وتقديم التضحيات لتيسير توفير تعليم جيد للجيل الجديد. وقد اعتمد كولن على عدة نقاط مهمة؛ أولاً ضرورة تقديم نموذج مثالي يُحتذى به للجيل الجديد. وقد وجد في سيرة النبي محمد  أمثلة محددة تشمل كل جوانب الحياة تقريبًا، ووجده أفضل نموذج للارتقاء بالأجيال الجديدة. استطاع كولن بمساعدة سيرة النبي أن يلقي الضوء على أخلاقه الرفيعة ليضرب أهم مثال على القيم الأخلاقية العامة أمام الجيل الجديد. علاوة على ذلك، أراد كولن أن تترك تعاليمه وإرشاداته وأفعاله أثرها على الآخرين، لهذا سعى جاهدًا أن يتبع نموذج الأنبياء في حياته. ومن خلال قيامه بذلك، أثبت أنه ليس أمرًا مستحيلاً، بل إنه واقع ملموس يمكن تحقيقه.

سافر كولن إلى كل المدن التركية لإلقاء الخطب والمواعظ، وطالب الأشخاص أن يكونوا قوة بنّاءة وليس قوة مدمرة، أن يكونوا دعاة التوحيد وليس التشتيت. ووصف الجيل الذي يحلم بتربيته بأنه الجيل الذهبي. وبعد أن تجلى صدقه وإخلاصه وجديته، لبى دعوته طلاب الجامعات في البداية، ثم رجال الأعمال، ولحقهم أشخاص مخلصون من جميع نواحي الحياة؛ فانضم إليه طلاب جامعيون، ومعلمون، وعمال، وحرفيون، ونساء، ورجال لشن حملة تعليمية هائلة على مستوى البلاد. بدأ هؤلاء الأشخاص ببناء مؤسسات تعليمية، وكرست الشركات الصغيرة كل جهودها لدعم القضية في المدن التي توجد فيها. بعدها تم افتتاح مدارس، ومراكز تأهيل جامعي، ومراكز قراءة. وكان جميع المعلمين العاملين في هذه المؤسسات من الخريجين الجامعيين المؤهلين والمعلمين النموذجيين المسلحين بأفكار ومُثل كولن ممن يتحملون المسؤولية.

وعندما حانت اللحظة، اتسع نطاق هذه الحملة ليتجاوز حدود تركيا. قدم كولن نصيحة مدروسة لأتباعه بالهجرة في البداية إلى وسط آسيا، ثم إلى جميع أنحاء العالم لنشر القيم والمبادئ الرفيعة إلى كل البشرية. تلقى أتباعه النصيحة وكأنها أمر، وبذلوا كل جهد إضافي ممكن، فافتتحوا مئات المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بهدف غرس القيم الأخلاقية الرفيعة في نفوس الجيل الجديد، ليؤمنوا بالسلام والتناغم والحوار واحترام العلم والتطور الفكري. وسرعان ما حققت هذه المدارس نجاحًا هائلاً، ظهر على وجه الخصوص في سلوكيات وتصرفات الطلاب وعلاقاتهم بآبائهم. لهذا فرح الأشخاص بافتتاح هذه المدارس وأرادوا زيادة عددها في مدنهم. فمثلاً تحدث مدير التعليم في موسكو في مراسم حفل الافتتاح قائلاً: «هناك حدثان مهمان وقعا في تاريخ روسيا القريب؛ أحدهما وصول جاجارين إلى القمر، والثاني افتتاح مدرسة تركية هنا» (http://tr.fgulen.com/content/view/12486/11/). أما في أفغانستان وقيرغيزستان، فقد تم تقديم أكثر من ألف طلب للالتحاق بهذه المدارس في حين أن الأماكن المتاحة كانت قرابة المائة فقط. وهناك مدرسة أخرى في الفيلبين تعلّم الطلاب المسيحيين والمسلمين جنبًا إلى جنب في سلام وتناغم وانسجام بالرغم من الصراعات الدائرة في البلاد. جعلت هذه النتائج الملموسة الأشخاص يشعرون بالرضا تجاه مهمة هذه المدارس. هناك مدرسة في شمال العراق، تعلّم طلابًا من أصول سنية وشيعية وعربية وتركمانية وكردية، ولم نسمع حتى الآن عن أي مشكلات حدثت. وهكذا ساعدت هذه المدارس في إبعاد الطلاب في شمال العراق وشرق تركيا عن الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وبدلاً من ذلك نجحت في تنمية شخصياتهم بطريقة موجّهة ليصبحوا أعضاء فعالين في مجتمعاتهم.

وكان أول من لاحظ إنجازات هذه المدارس، الأكاديميون والعلماء في تلك البلاد. على سبيل المثال يقول بيكيم أجاي، الباحث المقدوني في شؤون التعليم: «تقدم هذه المدارس جيدة التجهيز التعليم الذي لا تقدمه أي مدرسة أخرى في المنطقة. ويمكن رؤية ثمار هذه المبادرة في النجاح الهائل الذي حققته، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل أيضًا على الصعيد الدولي.» (كوراي، 1997).

علّق مؤلف آخر قام بزيارة ومتابعة عدد كبير من هذه المدارس قائلاً: “ليس الهدف مجرد زيادة المعارف الدينية، وليس زيادة الوعي الديني بالشريعة الإسلامية بمساعدة مجموعة من الرموز، بل تيسير عملية التغير الأخلاقي وارتقاء شخصية أبناء الجيل الجديد. عندما راقبنا الطلاب عن كثب، لاحظنا أنهم أصبحوا يتمتعون بالانضباط الذاتي مع احترام تقاليدهم والقيم الإسلامية” (بايرام أوغلو، 1996).

كتب خلوصي تورغوت مجموعة مقالات عن هذه المدارس، أشار فيها إلى أن أغلب الطلاب أقلعوا عن التدخين وتناول الكحوليات. وتحدث محمد ألتان عن والدتين قررتا إرسال ابنيهما إلى هذه المدارس فقط لأن الطلاب لا يدخنون، ولأن اللغة الإنجليزية هي لغة التدريس (ألتان، 1998).

أهم ما يميز هذه المدارس أنها ليست لها أي أغراض سياسية أو عرقية أو مادية، بل إن الأشخاص الذين أسسوا هذه المدارس والمعلّمين الذين يعملون فيها يقدمون تضحيات كبيرة. فأصحاب هذه المدارس لا يحققون أي ربح مادي، ويحصل المعلّمون على أجر زهيد. أضف إلى ذلك أن هذه المدارس تقدم العلم والتكنولوجيا، وهي بعيدة كل البُعد عن كونها مدارس دينية. تركز هذه المدارس في خطابها اليومي على الأخلاق الرفيعة والقيم العامة المشتركة بين كل البشر. (بايرام أوغلو، 1996)

نرى هؤلاء المتطوعين ومؤيدي الخدمة يسافرون إلى طاجيكستان بينما تتآكلها الحرب الأهلية، ونراهم يذهبون إلى البوسنة وهي فريسة الحرب، ونراهم يتوجهون إلى جورجيا وهي تعج بالقلاقل الاجتماعية، وكل ذلك بهدف افتتاح مدارس جديدة. بالرغم من مواجهة صعوبات خطيرة، واحتمال فقدان حياتهم، لا يستسلمون ولا يتركون البلاد التي يعملون فيها. بل إنهم أصدقاء حقيقيون ليس لهم أي هدف مادي. ولا يوجد وصف لمثابرتهم أفضل من كلمات الرئيس الجورجي ساكاشفيلي “لقد حضروا في وقت صعب، وقت لم يرغب أحد في الحضور إلى جورجيا فيه. لقد حضروا في وقت عصيب ولم يتركونا مطلقًا”. (ديمير، 2010).

أسس أفكار كولن وأفعاله

لن نجانب الصواب إذا قلنا إن أول وأهم العوامل التي أثرت في أفكار كولن هي عائلته الصغيرة والكبيرة والبيئة التي عاش فيها. وينعكس أثرها في خطاباته وكتاباته وأفعاله. لهذا نسأل: كيف كان شكل حياته في أسرته؟ ومَن هو أكثر شخص أثّر فيه؟ يجيب كولن عن هذه الأسئلة: “كان أول شخص في أسرتنا يقيم في كوروجوك هو جدي الأكبر مولَّا أحمد بن خورشيد أغا بن خليل أفندي. كان مولا أحمد رجلاً استثنائيًّا اشتهر بعلمه وتقواه. لم ينم على فراش خلال آخر 30 عامًا في حياته. يُقال إنه عندما يشعر بالنعاس، كان يجلس ويريح رأسه على يده اليمنى ويغفو قليلاً.”

تقدم مدارس الخدمة جيدة التجهيز التعليم الذي لا تقدمه أي مدرسة أخرى في المنطقة. ويمكن رؤية ثمار هذه المبادرة في النجاح الهائل الذي حققته، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل أيضا على الصعيد الدولي.

«كان جدي شامل أغا يشبه والده من عدة جوانب، فقد كان رجلاً يسبق عصره. بفضل وقاره ومكانته، احترمه جميع أهالي القرية. إلى جانب تأثيره عليّ، كان لجدتي مؤنسة هانم تأثير أكبر عليّ. كانت امرأة مميزة قليلة الكلام، حاولت أن تكون صورة للإسلام في كل جوانب حياتها. كذلك ترك والدي أثرًا كبيرًا في نفسي. عاش الحياة بيقظة، وكانت رقيق المشاعر غزير الدموع، حريصًا على اغتنام الوقت. نشأ في قرية صغيرة في ظروف من الفقر والشح والقحط، لكنه على حد وصف أحد معارفه المقربين نشأ “نشأة ملكية”. تمتع هذا الرجل النبيل الكريم المحب للعلم بعقل ألمعي ظهر في المواقف، وكان متعلقًا بالإسلام بكل كيانه. أما جدتي لوالدتي خديجة هانم، فقد كانت مثالاً للنقاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وكانت ابنتها والدتي رفيعة هانم رمزًا للرحمة وعمق التفكير. قامت بتعليم القرآن لكل نساء القرية، وعلمتني القرآن في وقت كانت فيه مجرد تلاوته مهمة صعبة».

«لم يخل منزلنا من الضيوف، وخاصة العلماء. وقد أوليناهم عناية كبيرة. طوال سنوات طفولتي وشبابي، لم أجلس مطلقًا مع أقراني أو مَن هم في مثل سني، بل كنت أرافق دائمًا الأكبر سنًّا، وأستمع إليهم وهم يشرحون أمورًا تشبع شغف القلب والعقل».

«اعتاد والدي أن يطعّم كلامه بتعليقات فطنة كان قد سمعها أو ابتكرها، مما يؤكد على حدة عقله وتفكيره. اندهشت لأنه لم يتجاوز حدود ما هو لائق مطلقًا. فقد حافظ على الحدود في هدوئه وفي غضبه. تعلق بصحابة رسول الله تعلقًا شديدًا، وغرس محبتهم في قلبي أنا وإخوتي».

«أما خارج نطاق أسرتي، فقد ترك محمد لطفي أفندي أثرًا كبيرًا في نفسي. كانت كل كلمة تخرج من فمه بمثابة إلهام يغمرني من عالم آخر. كنا ننصت له جيدًا وهو يتحدث، وكأننا نسمع كلمات سماوية نزلت إلى الأرض».

«لا أزعم أنني تعلمت منه كل شيء، لأنه رحل قبل أن أتم عامي السادس عشر. وبالرغم من ذلك، ولأنه كان أول شخص يفتح عيني وإدراكي، فقد حاولت أن أفهم كل أفكاره بعقلي ومواهبي الفطرية، لأن صغر سني حال دون أن أفعل ذلك منه مباشرة. وأنا أعزو حدسي وحساسيتي ومشاعري اليوم لما شعرت به في حضرته». (جريدة زمان اليومية)

وهكذا بدأت عملية تعليمه في منزل والده واستمرت على يدي محمد لطفي أفندي. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف رحلة تعلمه ونضجه الديني والروحاني. التقى في بداية شبابه بطلاب بديع الزمان سعيد النورسي صاحب رسائل النور، الذين قدموا إسهامات كبيرة في تكوينه الفكري والروحاني أيضًا.

يمكنني القول من واقع خبرتي الشخصية إن عقله مشغول دائمًا بالقرآن والسنة. كلما واجه مشكلة في حياته اليومية، بحث عن الحلول في هذين المصدرين. وفي نفس الوقت، لا يمر يوم واحد دون أن يضرب مثلاً من حياة أحد الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.

عندما أطلق كولن أنشطة دعم الحوار في تركيا، سمع منه أشخاص ظنوا أنهم متدينون، معلومات يسمعونها لأول مرة حول حوار النبي محمد  مع أصحاب الديانات الأخرى. وذكّرهم كولن ببعض آيات القرآن مثل: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 8). إذا قرأنا تفسير كولن للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، فسنلاحظ أنه مليء بالأفكار الفريدة، لأنه رجل يفهم جيدًا العصر الذي نعيش فيه، ويمكنه إيجاد علاقات تربط هذه النصوص القديمة بعصرنا الحديث. لقد كرس حياته لخدمة البشرية، متخذًا من كتاب الله وسنة نبيه دليله ومرشده. كما أنه رجل منفتح العقل مستعد لأخذ العلم والمعرفة والخبرات من أي شخص دون تردد، يقول تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (النحل، 16: 43). يشجع كولن على تطوير مهاراتهم وزيادة معارفهم بصورة يومية حتى آخر يوم في حياتهم. هذه هي الفلسفة التي يتبعها في حياته، والتي تبرر تركيزه على التعليم.

الخاتمة

يبرز كولن أهمية أول رسالة في القرآن ﴿اقْرَأْ﴾ (سورة العلق: 1) التي حملها نبينا محمد  إلى كل البشرية، ويشير إلى دورها المهم في تشكيل حياتنا وحواراتنا اليومية. يؤكد كولن على أهمية القراءة في حياته الشخصية. بالرغم من مرضه وازدحام جدوله اليومي، يحافظ على قراءة ما يقرب من مائتي صفحة يوميًّا. كما أن تعليم الآخرين ما يعرفه المرء أحد وصايا النبي محمد . لهذا بالرغم من كبر سنه، يبذل كولن جهدًا كبيرًا في القراءة وتعليم الطلاب. وهو بذلك يسعى ليثبت للبشرية كلها أن جهود التعليم يجب أن تبدأ من المهد وتستمر حتى اللحد. تعكس مسيرة حياة كولن أن القراءة والتعلم والتعليم من أهم العادات التي تجعلنا نرتقي باعتبارنا بشرًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع

– خلوصي تورغوت، “فتح الله كولن والمدارس”، جريدة Yeni Yüzyil، 15 يناير 1998.

– فتح الله كولن، “درر من الحكمة”، 50-51، دار نشر Light Publishing، نيو جيرسي، 2006.

– كولن، “الشفقة”، دار نشر The Fountain، لندن، يناير-مارس 1993

– كولن، “العصر والجيل”، ص 49-53، 164-168، دار نشر النيل، إزمير، 2009.

– كولن، “مفاهيم أساسية في الممارسة الصوفية-تلال القلب الزمردية”، “العلم”، الجزء الثاني، ص 22، دار نشر Light Publishing، نيو جيرسي، 2007.

– كولن، “نحو الفردوس المفقود”، ص 25-27، 98-101، 105-108، الطبعة الثانية، كياناك، إزمير، 1998.

– كولن، “من البذرة إلى الثمرة (التعليم في الأسرة من منظور مختلف)”، ص 62، 63-65، 86-88، 150، 151-153، دار نشر النيل، إسطنبول، 2002.

– كولن، “رجل في خليج الكوارث”، ص 15-18، النسخة التاسعة، دار نشر T.Ö.V. Publication، إزمير، 1996.

– جينك كوراي، جريدة المساء، 16 مايو 1997.

– علي بايرام أوغلو، صحيفة “القرن الجديد”، 2 نوفمبر 1996.

– محمد ألتان، جريدة الصباح، 22 يناير 1998.

– علي بايرام أوغلو، صحيفة “القرن الجديد”، 31 أكتوبر-2 نوفمبر 1996.

– فاتح ديمير، جريدة “زمان” اليومية، باتومي، 10 مارس 2010

كولن، “عالمي الصغير”، لقاء مع لطيف أردوغان، جريدة زمان اليومية.

About The Author

حصل على الدكتوراه عام 2009 في أصول الدين الإسلامي من جامعة سلجوق في قونيا. تناول موضوع بحثه العوامل التي تؤثر على توجهات الفرد نحو الإسلام ومعرفته به أثناء الإقامة في العاصمة واشنطن. ترأس دكتور أونسال جمعية الصداقة الأمريكية التركية في فيرفاكس بولاية فرجينيا، وشغل منصب الأب الروحي في المركز الطبي لشؤون المحاربين القدماء في العاصمة واشنطن. كما تطوع لشغل منصب رئيس مجلس منتدى الرومي خلال الفترة بين عامي 2003 و2009. قام دكتور أونسال في عام 2007 بتأسيس معهد الدراسات الإسلامية والتركية وكان مديره التنفيذي. ويشغل حاليًّا منصب مدير كرسي فتح الله كولن في جامعة شريف هداية الله الإسلامية في جاكرتا، له عدد كبير من المقالات حول علم أصول الدين الإسلامي منشورة في المجلات والمواقع الأكاديمية.

Related Posts