جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله: دلني أو قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك. قال: قل آمنت بالله ثم استقم، آمنت بالله ثم استقم، هذا هو الدين، هذا هو الإسلام، آمنت بالله في قلبي ثم استقم، هذا حلم أيها السادة. أن نجد الإيمان الحقيقي، وأن نجد الاستقامة الحقيقية التي تنفع الناس يشكل لنا في واقعنا المعاصر حلم، يُشكل أمنية نتمناها نحن المسلمون.

هذا الحلم يفتح الواحد منا عينيه، أنا أفتح عيني فأجده متحققا، أجده واقعًا، إنه بإيجاز شديد علم الله، هذا الكلام أقوله من القلب، علم الله هذا الحلم مُتحقق في دعوة الأستاذ، إيمان واستقامة، عبادة وعمارة. بحكم عملي الأكاديمي أسندت إلي رسالة دكتوراه لأقوم بمناقشتها، وكانت عن دعوة الأستاذ فتح الله كولن وكنهها وجهدها، جهود الأستاذ فتح الله كولن في الدعوة إلى الله، ودور الخدمة في الدعوة إلى الله.

قرأت عن الأستاذ ووقعت بعض الكتب في يدي، لكن لم أجلس وقتًا أتوفر فيه على درس بحكم العمل إلا في هذه المرة، فوقعت على الكنز، ووجدت أن الأمل يتحقق، والحلم يتحقق. نحن أساتذة ي التنظير في الكلام، لكن أن نُحوِّل كلامنا إلى واقع، هذا ما فشلنا فيع في الحقيقة. رأيت في دعوة الأستاذ الإيمان الصدق الإخلاص الواقع العمل التطبثق السلوك، كثير من أغنياء المسلمين يأتون إلى بلادنا في مصر، ثم أول شيء يفكرون فيه هو أن يبنون مسجدا، هذا شيء عظيم. عندنا في السنة حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من بنى لله مسجدا لو كمفحص قطاة بنى الله بيتا في الجنة”. لكن في واقعنا حاجة الناس إلى مسجد آخر يتعلمون فيه ويتربون فيه ويدرسون فيه ويتخرجون فيه رجالا صالحين، أحوج منهم إلى مجرد مكان للعبادة، هذه هي المعادلة الصعبة أيها السادة. لا أريد أن أطيل عليكم فأنتم أعرف مني بقيمة الخدمة بقيمة هذا العمل العظيم الجبار الرائع المثالي الخيالي الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوسع وأن يتمدد وأن ينتشر؛ لأنه مخرج آمن للمسلمين من واقعهم المر التعيس.

واعملوا أيها السادة بهذه الحكمة التي قالها سيدي ابن عطاء الله السكندري: “إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك. مقامكم أيها السادة مقام الأنبياء. أنتم تؤدون رسالة الأنبياء. التعليم والتربية والتثقيف على هدي من الله هذه رسالة الأنبياء، فأنتم امتداد للأنبياء، أنتم أنبياء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لا يوحى إليكم. حقيقة عندي كلام كثير، لكن أعلم مدى نفاسة وقتكم، ويكفي هذه الإشارة عن كثير العبارة. أريد أن أتقدم بالشكر لكم جميعا. شكر لكم على هذه الاستضافة، شكرا لكم على مجيئكم في هذا الوقت، في وقت راحتكم، شكرا لكم جميعا.

سؤال: لو أتيحت لكم فرصة للقاء الأستاذ فتح الله كولن، فما السؤال الذي تودون طرحه عليه؟

دكتور أحمد حسين: والله السؤال في غاية الصعوبة، لكن السؤال الذي لو أنا قدر الله عز وجل لي أن أسأله للأستاذ وأنا جالس بين يديه، أقول له يا أستاذ: ما هذا السر الذي حوته جوانحك لتصنع هذا الصنع العجيب بالعالم من حولك؟ الأستاذ حوت جوانحه سرًّا إلهيًّا وتوفيقًا ربانيًّا جعل هذا الخير يمتد بدعوته كما تقول أنت، منذ أربعين سنة كان مجرد واعظ في المسجد. أنا سأسأله عن هذا إن شاء الله لو قدر الله لنا اللقاء.