المقدمة

إن صناعة إنسان الحضارة ليست بالإمر السهل أو الهين فهي صناعة من الطراز الثقيل وتحتاج إلى مقومات ودعائم عديدة، من خلال هذه الدراسة القيمة سيأخذنا الباحث في جولة فكرية عميقة عن بناء الإنسان ودور الأسرة والمجتمع في بنائه في فكر الأستاذ كولن.

يرى الأستاذ ميمون قرمون أن بيت الزوجية حسب التصور الفكري لكولن يعد النواة الأولى لبناء المجتمع، فصلاحها يؤثر على المجتمع، مثلما سيؤثر فسادها عليه بالسلب في حالة إذا انحرفت الأهداف وغابت المقاصد. ويرى كولن  أيضًا أن مسؤولية اختيار رفيقة الحياة أمر مهم من أجل بناء إدارة قوية منسجمة، كثيرة الإنتاج  ورفيعة الجودة. كما يثني كثيرًا على دور المرأة الصالحة داخل بيت الزوجية، لإدراكه لوظيفتها المهمة التي تجمع بين الأم الحنون، والمربية للأجيال، والمعلمة للمناهج والقيم والفضائل، وبهذا تعدو المرأة عقلاً جامعًا لمجموعة من المهام، كلما أدتها متكاملة ساعد ذلك على تحقق السعادة، وتربية الأطفال تربية بنائة صالحة.

****

من دعائم صناعة الإنسان عند كولن

إن صناعة الإنسان عند فتح الله كولن، تتم عبر دعامتين أساسيتين: تتعلق الأولى بدور الأسرة في تحقيق التربية الحسنة المنشودة، باعتبارها تعد النواة الأولى للإنسان في مرحلة طفولته الأولى، وهذه التربية الأسرية الجديدة في المكان والقديمة في الزمن، يؤطرها كولن بروح القرآن وعطر السنة النبوية، وذلك عندما ينفتح على مدرسة التربية الأسرية عند النبي محمد ﷺ  في تربيته لأبنائه وزوجاته، وتأثر أصحابه بسلوكه التربوي.

فكولن من خلال زمن عصر النبوة يحاول إحياء معالم تلك التربية الأخلاقية التي استطاعت أن تصنع أجيالا لا يخشون إلا الله عز وجل، وهذا المناخ التربوي الخاص، هو نفسه ما يسعى كولن إلى إحيائه بوسائل حديثة تساير العصر ومقام المخاطبين.

من نجح في إقامة عش للزوجية فقد نجح في إحراز ما هو في غاية الأهمية، فمثل هذا العش يؤدي أحيانًا وظيفة المسجد وأحيانًا وظيفة المدرسة، وينفث روح الانبعاث في الأمة بأسرها.

المنهج الإسلامي الذي سلكه كولن يحرص دائمًا على تكوين البيئة الصالحة للإنسان وذلك من خلال الاهتمام بمؤسسة الزواج وتوجيهها لخدمة أهداف الأمة الكبرى من قبل إعمار الأرض، وتطوير العقل، وترسيخ معالم الحضارة الإسلامية، واهتمامه هذا ينبثق من تأثره بالعقيدة الإسلامية، حيث اهتم الدين الإسلامي بالأسرة وأناط بها مهمة تربية الأبناء، وحملها مهمة غرس الإيمان في نفوسهم، وأشار إلى أن أول ما يمكن أن يسمعه الطفل هو ذكر الله والدعوة إلى الصلاة والفلاح.

كما يحرص الإسلام كثيرًا على توفير البيئة المناسبة التي يجب أن يولد فيها الإنسان، وعنايته به لا تبدأ منذ ولادته، بل تنطلق منذ مرحلة التفكير في الزواج والبحث عن الشريك الثاني، لذا يحث المقبلين على الزواج، على اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح كذلك، وهذا يظهر في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:”تنكح المرأة لأربع: لحسبها ومالها، وجمالها ولدينها، فاظفرْ بذاتِ الدِّين تربِتْ يداك”(1).

معالم البيئة الأسرية

إن هذه البيئة الإسلامية الداخلية من معالمها بناء أسرة على هدى من الله، ذات نفس إيماني، وأبعاد أخلاقية متينة، يربط أفرادها الحب في الله، وتلفهم المودة والرحمة، حيث يوجه الزوج فيها  إلى التحري في اختيار زوجته مع مراعاة  شرط ذات الدين، وجعل هذا الأخير من أولويات الشروط المبحوث عنها أثناء الزواج، كما يوجه الإسلام الزوجة كذلك لاختيار الزوج على أساس الإيمان والتقوى، لا على أساس المظاهر، وفي سياق هذا التوجيه العام لتأسيس مؤسسة الزواج وفق رؤية شرعية إسلامية، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في صياغة كولن لتصوره الفكري ومشروعه التربوي الحضاري الخاص بمؤسسة الزواج.

يتحدث كولن قائلاً:”يجب ألا يكون هم المقبلين على الزواج المظهر الخارجي لرفيق العمر أو ملابسه وقيافته أو ثروته أو جماله الخارجي. ففي هذا الأمر الجدي والخطير يجب أن يتم اتخاذ القرار على أساس من الفهم لجمال الروح والفضيلة والأخلاق والسلوك العالي”(2).

كلما اختل نظام مؤسسة الأسرة الصغيرة عبر الصراع في الأفكار والآراء بين الزوجين، أثر ذلك على تنشئة الطفل وساهم في تشتيت أفكاره وقد يؤدي به إلى الانحراف والضياع.

من هنا يظهر مدى تأثره بتوجيه السنة النبوية في حرصها على تأسيس زواج ناجح من أعمدته وجود الدين أولاً، إذ لا يقتنع كولن بزواج المظاهر المؤسس على جمال الجسد والوظيفة والثروة، والجاه والنسب وغير ذالك، ولا مانع لديه في توفر الزوج أو الزوجة على خاصة من هذه الخصائص بشرط توفر الدين، وهو أميل كل الميل إلى البحث عن جمال الروح قبل جمال المظهر عند مباشرة عملية اختيار الطرف الآخر، لأنه يعلم أن البقاء للقيم والأخلاق، وليس للمظاهر المتغيرة بتغير الزمن والظروف، فكم من جمال خارجي تحول إلى قبح، وكم من ثروة أصبحت زائلة، ونفس الأمر يتحقق مع باقي المظاهر الخارجية.

فتركيز كولن على البعد الأخلاقي عند الزوجين، يكشف عن مدى أهمية هذا الركن ودوره في تغذية بيت الزوجية، وتعطير أجوائه على مستوى علاقة الزوجين وتربية الأبناء. لذا فكولن في تأثره بالدين الإسلامي، يدعو المجتمع عامة إلى تكوين أسر تتميز ببيئة مهيأة لنمو الشخصية المستقيمة إلى أقصى الحدود، فكلما توفرت ظروف التغذية السليمة في المنزل الذي أقامه الزوجان على هدى من الله، من خلال النصح والتوجيه وتغذية اللاشعور خلال المراحل الأولى من الطفولة، إلا وأنتجت تلك الأجواء النورانية سلوكًا قويًا لا تهده العواصف.

دور المرأة في التكوين والتأطير

إن الأسرة وفق منهج التربية الإسلامية  تتطلب مناخا مناسبا للزرع والإنتاج البشري، وقد حدد الإسلام شروطه باختيار الزوجة الصالحة أولا، لأن المرأة تشكل نصف المجتمع في عملية الإصلاح  والبناء الاجتماعي، وعن هذه المكانة يعبر كولن بقوله :”المرأة هي المعلمة الأولى لمدرسة الإنسانية. فهي التي تقوم بتعليم الأطفال وتربيتهم وبتأمين النظام والسعادة والتفاهم في البيت”(3).

إنها جوهر العملية التربوية الأسرية الاجتماعية، الموجهة للأجيال والمربية للأبناء، لها دور مركزي في تفرع المجتمع وامتداداته، وهي من يسن نظام الأخوة الدموية والدينية، وتحقيق السعادة المحلية والعالمية داخل الأسرة وخارجها، لذا يصفها كولن بالمعلمة الأولى لمدرسة الإنسانية، لما تقوم به من أدوار طلائعية في تربية النشء، ولما تكابده من جهد في صناعة الإنسان. فنجاح المنزل هو من نجاح المرأة في التكوين والتأطير، والتسيير والتدبير، وهذا النجاح في ضبط المنزل يعتبره كولن مرحلة أولية للنجاح في الحياة العامة، لكن هذا النجاح يكون مرهونًا بالزواج القائم على أسس سليمة مستمدة من عمق الشريعة الإسلامية.

السعادة الأسرية عند ابن سينا

أما السعادة الأسرية التي يربطها كولن بالأخلاق، فقد أشار إليها فلاسفة الإسلام في بيانهم لدور التربية والتعليم في صناعتها، ومن بين هؤلاء نذكر: “ابن سينا” الذي جعل هدف التربية والتعليم هو تنمية القوة المدركة ملفتا النظر إلى أهمية الحكمة وربطها “بأخلاق المرء وأعماله حتى تكون حياته الأولى والأخرى سعيدة ثم ما يتعلق بتدبير المرء لمنزله المشترك بينه وبين زوجته وولده ومملوكه حتى تكون حاله مؤدية إلى كسب السعادة”(4).

يدعو كولن الزوجين إلى الانسجام والترابط بدلاً من الصراع والخلاف، لأن مفهوم الأسرة المسلمة والجامعة بين حياة القلب وعالم الروح، لا يمكن لها أن تتنفس إلا في بيت مغمور بالسعادة المرتبطة بمفهوم التربية الإسلامية.

فلا تتحقق السعادة عند ابن سينا، إلا من خلال شرط الأخلاق، هذه الأخيرة تساعد الإنسان على بناء حياة سليمة داخل بيته، كما تؤهله للاستعداد للآخرة.

الزواج تخطيط إستراتيجي

وفي مقام حديث كولن عن الأسرة والزواج، واختيار الزوجة، وبناء البدايات الأولى للبنات المجتمع، يشير إلى أن الأسرة “ليست مصنعا لتوليد الأطفال، وليست آلة للتفريخ أو لإشباع الرغبات الجسمانية، إنما هي النواة الأولى للأمة وأهم جزء في المجتمع، وهي مؤسسة مقدسة أبرز معالمها النكاح، والنكاح ميثاق له هدف وغاية”(5).

هنا يفصح كولن عن الوظائف الأساسية للزواج، كما يضع الأسس الحقيقية لبناء الأسرة بناء قويًا، فالزواج في تصوره التربوي ليس كما يعتقده الكثير، أي زواج بين اثنين من أجل إشباع الرغبات والحصول على اللذة، أو قضاء أشغال البيت، أو الانتفاع من ممتلكات الغير، بل الزواج عنده هو تخطيط استراتيجي جاء به الإسلام من أجل إعمار الأرض وتكثير النسل وفق منهج تربوي واضح المعالم في البناء والمخرجات، ينطلق من فكرة تشكيل أسرة ذات نظام داخلي محكم بقانون التربية الأخلاقية الإسلامية وبهدف بقاء الأمة ودوامها.

وبيت الزوجية حسب التصور الفكري لكولن، ليس مصنعًا لرفع الإنتاج دون مراعاة الجودة، وإنما هو خلية اجتماعية مهمة تعد النواة الأولى لبناء المجتمع، ومن ثم فصلاحها يؤثر على المجتمع، مثلما سيؤثر فسادها عليه بالسلب في حالة إذا انحرفت الأهداف وغابت المقاصد.

لا تتحقق السعادة عند ابن سينا، إلا من خلال شرط الأخلاق فهي تساعد الإنسان على بناء حياة سليمة داخل بيته، كما تؤهله للاستعداد للآخرة.

لذا يعد كولن الاقتران بالنكاح المشروع  ركنًا وأساسًا وقاعدة للأمة الصالحة، من خلاله ينشأ جيل يرتضيه الله تعالى، وبه يتم إنقاذ أحاسيس الفرد وأفكاره من التشتت، لأن غاية الزواج حسب كولن قد تكون واحدة بالنسبة للفرد لكنها متعددة بالنسبة للأمة، لهذا كل زواج غير مخطط له تكون أضراره جسيمة وعديدة على الفرد والمجتمع، وكل زواج فاشل يشبهه كولن بالكوليرا الذي ينخر في جسد الأمة.

وبهذا يكون الزواج الهادف على حد تعبيره هو الذي يقوم على “العقل والمنطق إلى جانب الحس والعاطفة، فإن ارتبط الزواج بغاية وهدف عمت الأسرة الطمأنينة والسكينة، أما إن لم يراع الهدف في الزواج فلا جرم أن النتيجة هي وقوع الكثير من المشاكل، وسيادة القلق والاضطراب الدائم على أفراد الأسرة”(6).

شروط مؤسسة الزواج الناجح

يحرص كولن في مؤسسة الزواج على تحقيق شرطين: (الأول) يتعلق بمراعاة التوازن بين العقل والقلب، و(الثاني) يرتبط برسم الهدف والغاية من الزواج.

ويؤكد على أن الطمأنينة والسكينة لا يمكنها أن تشمل الأسر خارج الشرطين السابقين؛ لأن الله عز وجل شرع الزواج لهدف نبيل وغاية سامية، وليس من العبث أن يحصر في عالم الغرائز فقط، لكون الإنسان يسمو على الحيوان بالعقل الذي يسمو عن حياة الشهوات، التي يتميز بها عالم الحيوان، لذا يتساءل كولن عن واقع من ينشد من زواجه إشباع رغباته الجسمانية فقط، فهل ينتظر منه أن يهب المجتمع ولدًا صالحًا أو أسرة نافعة؟ أكيد الجواب هنا بالنفي، لذا فالتشبث بالغاية وتنظيم الحياة وفن التخطيط كلها طرق من اختصاص الإنسان العاقل من أجل تحقيقه النجاح في حياته الأسرية.

بينما “أي زواج لا يتم بتفكير وتمحيص لا يخلف وراءه سوى أزواج بعيون دامعة وأطفال في ملاجئ الأيتام وجرائم تفتت القلوب والأكباد”(7).

فبعدما أشار كولن إلى النتائج الإيجابية للزواج القائم على توازن العقل والقلب، يشير هنا إلى النتائج الكارثية لكل زواج لا يتأسس على بعد التفكير وعمق التمحيص، فالأول يحقق السعادة والطمأنينة داخل الأسرة، ويجعلها ممتدة العطاء اجتماعيًّا، بينما الثاني يخلف عيونًا دامعة، وقلوبًا جريحة، وأطفالاً بدون هوية، مما يعود بالسلب على حياة الفرد وبناء المجتمع.

فمن أجل تأمين البيوت وحفظ الأسر من الشتات والخراب، وإنقاذ الأجيال من الضياع، يعتبر الدين البحث عن المرأة الصالحة شرطًا أساسيًّا ضمن شروط الزواج الناجح والبناء الأسري القوي، لما للمرأة من أهمية قصوى داخل بيتها، من حيث التنظيم والتسيير والتدبير، فهي تشكل بمفردها إدارة داخلية تصهر على تسييرها، وتكون مسؤولة بدرجة أكبر على طبيعة مخرجات بيتها، فإما أن تكون المخرجات صالحة تقوي بنية المجتمع وتشد من عضده، أو فاسدة تساهم في هدم المجتمع وتشتته وخرابه. وهذا ما يدفع كولن إلى تشبيه البيت بالأمة الصغيرة، بينما الأمة هي بيت كبير يتكون من مجموعة من الأسر،

النجاح في إدارة البيت

وعن نجاح إدارة البيت وعلاقة ذلك بنجاح الإنسان في باقي مسؤولياته يقول كولن: “والشخص الذي ينجح في إدارة بيت- كبيرًا كان أم صغيرًا- إدارة صحيحة ويرتفع بأفراد ذلك البيت إلى المستوى الإنساني اللائق ويستطيع ببذل جهد صغير القيام بإدارة أكبر المؤسسات إدارة ناجحة”(8).

إن الطفولة تمثل البراءة، وصفاء النفس، واستعدادها لقبول كل شيء يعرض أمامها، مما يجعل مسألة تربيتها أمر يسير خلال المراحل الأولى إذا كان المنهج المعتمد في ذلك صحيحًا ومستمدًا من روح الشرع الإسلامي.

فالنجاح بوجه عام عبارة عن تربية لا تتحقق إلا بالتدرج، ولا يمكن للإنسان أن ينجح في مهامه الخارجية إذا لم يكن ناجحا في إدارة بيته، فالنجاح بناء وتكوين وتدرج، يبدأ مع أصغر مؤسسة وهي البيت ثم يتطور ليشمل مؤسسات أخرى، لذا يرى كولن أن مسؤولية اختيار رفيقة الحياة أمر مهم من أجل بناء إدارة قوية منسجمة، كثيرة الإنتاج ورفيعة الجودة، وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق كل شخص معني بالزواج، والذي عليه أن يحسن الاختيار من صنف المسلمات المؤمنات، القانتات الصادقات، الصابرات والخاشعات وفق الوصف القرآني للمرأة الصالحة.

صفات الزوجة الصالحة

أما عن مواصفات الزوجة الصالحة، والمرأة الإدارية الناجحة يقول كولن:”فمن أهم أركان السعادة الدنيوية والأخروية أن تكون رفيقة الحياة معلمة فاضلة ومربية كريمة، يشاطرها الرجل كل شؤون حياته. أجل، لا بد أن تكون ذات عقل وقلب، حتى تفهم مشاعر زوجها الدنيوية والأخروية إذا ما حدثها عنها، فإن كل طفل ينشأ في هذا البيت سينمو ويترعرع تحت رعاية هذه المربية والمعلمة الفاضلة”(9).

فهنا يعرض كولن لبعض مواصفات الزوجة الصالحة، والتي منها: المعلمة، والفاضلة، والمربية، والعاقلة، والمحبة، وبتوفر هذه العناصر في الزوجة تستطيع بذلك بث السعادة في بيتها، وقلبها كله نشاط وحيوية مفعم بروح الإيمان المؤمن لقيمة السعادة الدنيوية الأخروية، والطفل الذي يولد في هذه البيئة الأسرية السوية والمناسبة للتربية، سينمو وبدون شك نموًا سليمًا من حيث ملكاته الذهنية، وقدراته الفكرية، وطاقاته الجسدية.

وهنا يظهر الدور الفعال للمرأة الفاضلة التي يتحدث عنها كولن، والتي من وظائفها الأساسية توفير البيئة المناسبة لعش الزوجية، ومنحها هذا البيت طعم السكينة، ولذة العيش، والإحساس بنعمة الأسرة.

فكولن يثني كثيرًا على دور المرأة الصالحة داخل بيت الزوجية، وثناؤه عليها يأتي من خلال إدراكه لوظيفتها المهمة التي تجمع بين الأم الحنون، والمربية للأجيال، والمعلمة للمناهج والقيم والفضائل، وبهذا تعدو المرأة عقلاً جامعًا لمجموعة من المهام، كلما أدتها متكاملة ساعد ذلك على تحقق السعادة، وتربية الأطفال تربية بانية صالحة. فهي نموذج بشري يجمع بين عاطفة القلب ورجاحة العقل، مما يسعفها هذا التوازن في أداء وظيفتها على أحسن وجه.

فالمرأة الفاضلة الحكيمة ذات الخلق الحسن والقيم الرفيعة، هي من يتحدث عنها كولن ويهدف إلى إحياء صورتها في المجتمع الإسلامي الحديث، بعد أن فقدت معانيها السامية، وتخلت عن مكانتها القرآنية، وأصبحت عاشقة لحياة الفوضى والضياع.

يرى كولن أن مسؤولية اختيار رفيقة الحياة أمر مهم من أجل بناء إدارة قوية منسجمة، كثيرة الإنتاج  ورفيعة الجودة.

وهذا الحرص على المرأة هو من أجل أن ينشأ الطفل نشأة صالحة على مبادئ الدين والخلق القويم، وأن يساهم في بناء مجتمع قوي.

فالزواج هو النواة الأولى للمجتمع، وصلاح الأسرة يساهم مباشرة في صلاح المجتمع، يقول كولن: “المرأة عندنا أساس متين في شرف الأمة ونجابتها، وحصتها في إنشاء تاريخ أمتنا المجيدة لا تقل بحال عن حصة المجاهدين الذين قاتلوا الأعداء وفتحوا البلدان”(10).

فدور المرأة في التربية وصناعة الأجيال، لا يقل أهمية عن دور المجاهدين المرابطين في الثغور والمدافعين عن وحدة الوطن، وكلاهما يسهم في صناعة تاريخ الأمة، كل من موقعه وحسب المهام الموكول إليه، ولولا تشبع مجاهدي الأمة بقيم حب الوطن والدفاع عنه أيام تلقيهم التربية البانية لكل من الأسرة والمدرسة، لما سمح لهم غرورهم وكبرياءهم اليوم بحمل البندقية وتعريض أنفسهم للموت في سبيل الشهادة، فالمرأة مصنع ينتج ويربي، والمجتمع شركة عملاقة تستقبل وتوزع إنتاج المرأة المديرة لبيتها، ومن ثم هناك علاقة قوية بين معامل الإنتاج ومحطات التسويق.

فتاريخ الأمة تساهم فيه المرأة بشكل كبير مثلما يساهم فيه الرجل أيضًا، ويشبه كولن تربيتها للأجيال بدور المجاهدين في فتح البلدان وقتال الأعداء، وهذا التشبيه دليل قوي على الدور الذي ينبغي أن تؤديه المرأة في صناعة الأجيال. لأن نهضة الأمم وشموخها رهين بتركيبة أسرها، فالتدبير الإداري الناجح داخل البيت، خاصة ذلك المشترك بين الزوجين، يكون له بالغ الأثر على مؤسسة الأسرة أولاً، وتركيبة المجتمع ثانيًا.

الإتقان في التربية

وعن المهارة الجيدة في أداء وظيفة التربية يقول كولن: “فإن توليتم وظيفة في مؤسسة تعليمية صغيرة أو كبيرة أو في وحدة أنيط بكم إدارتها فلا بد أن تعلموا أنكم أنتم منبع النظام والانتظام، فإن انحرفتم تبدى على الفور كل ما في الهيئة من انحرافات وزلل، ولكن إن سلكتم طريق الاستقامة ما وجد الانحراف طريقه إلى النظام أو الجماعة التابعة لكم، وإن حدث فهو ضئيل”(11).

إن استمرارية البيت وحفاظه على وظائفه الأساسية باعتباره مؤسسة صغرى، مرتبط بنوعية النظام السائد فيه، فكلما عاشت الأسرة على إيقاع النظام والانتظام حققت أهدافها المسطرة سابقًا.

وهذا النظام لا يمكن أن يباع أو يشترى، وإنما يكتسب بالتعلم والتربية بعد مصاحبة آيات القرآن الكريم، والسفر إلى عصر النبوة، ومجالسة الصحابة بدار الأرقم بن أبي الأرقم، وتعرف حياة الرسول صلى الله عليه وسلم داخل بيته، مرورًا بروضات العلماء من أمثال: جلال الدين الرومي وسعيد النورسي وغيرهم، وبهذا السفر البعيد في الزمن يمكن للإنسان أن يتوج بشهادة النظام والانتظام، وحينها يستطيع تدبير بيته، وتجارته، ووظيفته، وعلاقاته بنوع من النظام التام، الذي لا يعرف الانحراف إلا استثناء، والفوضى إلا نادرًا. ففتح الله كولن يرى أن الزواج كلما تأسس على العقل والمنطق إلى جانب الحس والعاطفة، عمت الطمأنينة داخل الأسرة وتحقق مقصد تربية الأطفال وفق القيم الأخلاقية، وكلما خرج عن هذه الشروط كانت النتيجة تمزق عروة الأسرة، وشتاتها، ووجدت الأمة نفسها أمام انهيار واضح للنواة الأساسية في تكوين فئة الشاب التي تعتبر دعامة المجتمع ورأس ماله البشري.

الأسرة DNA المجتمع

إن الأسرة حسب كولن، هي أهم عنصر في المجتمع، لذا ينصح بعدم التنقيص من أهمية الزواج أو اعتباره أمرًا بسيطًا يتعلق بالرغبات الجسمانية للفرد، فالزواج عنده مسألة عامة، وقضية وطنية، ودينية تتحكم في سعادة الأمة أو شقائها، بل تؤثر على الإنسانية جمعاء من حيث توازنها أو فوضويتها.

ويرى أن كل زواج يقوم على العجلة والسرعة وفي غياب تام للعقل، سيؤثر سلبًا على حياة الأطفال الذين لن يتمكنوا من نيل حظهم من التربية اللازمة، إذ سينشؤون كاليتامى رغم وجود الأب والأم، وقد يصبحون أعداء لآبائهم، وللمجتمع عامة، لأنهم يفتقدون إلى الإحساس والشعور بدفء الأسرة وحب الوطن.

وبالمقابل يرى كولن أن من “ينجح في إقامة عش للزوجية فقد نجح في إحراز ما هو في غاية الأهمية، فمثل هذا العش يؤدي أحيانًا وظيفة المسجد وأحيانًا وظيفة المدرسة، وينفث روح الانبعاث في الأمة بأسرها، كما أن مثل هذا العش الذي يخضع للضوابط التي وضعها الله عز وجل يعتبر الحمض النووي(DNA) للمجتمع بأسره”(12).

المرأة مصنع ينتج ويربي، والمجتمع شركة عملاقة تستقبل وتوزع إنتاج المرأة المديرة لبيتها، ومن ثم هناك علاقة قوية بين معامل الإنتاج ومحطات التسويق.

فكولن يرى أن الأسر الناجحة في بيت الزوجية يمكن أن تؤدي وظائف شبيهة بالمسجد من حيث التربية وإسداء النصيحة والتوجيه، وزرع القيم في نفوس الأطفال، وحثهم على الانضباط والنظام، كما قد تؤدي وظائف المدرسة عند ممارستها عملية تلقين القواعد واحترام الوقت، والتربية على الأخلاق، وصناعة النجاح الأسري، من خلال زرع روح المنافسة الشريفة بين الأبناء في حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، والمحفوظات الهادفة، والأقوال والحكم ذات الفائدة والعبرة، وغيرها من الأعمال اليدوية وفن الرسم والرياضات، ويشبه كولن دور الأسرة النموذجية في صناعة المجتمع بالحمض النووي الذي يحمل المعلومات الوراثية للمجتمع وتفرعاته، وبناء على هذا الدور الأساسي للأسرة ومكانتها الاجتماعية، فإن للأم دورًا كبيرًا في هذه الإدارة الصغيرة.

وكما قال كولن سابقًا: “فهي مربية ومعلمة في بيتها، يمكن لها في وقت فراغها من أشغال البيت، بل عليها أن تخصص وقتًا ضمن أعمالها اليومية لمجالسة أطفالها، ومحاورتهم، واللعب معهم وتحريك مشاعرهم واختبار أفكارهم، كم بإمكانها أن تحول المنزل إلى مدرسة، وغُرفه إلى حجرات درس، وذلك عندما تكون هي المربية وتنظم فصلها بالشرح والدرس، موجهة أبناءها إلى فعل أفعال وأشياء مع شرح منافعها قصد الإقناع بالأخذ والعمل، ومانعة إياهم من أفعال أخرى مع ذكرها لأسباب المنع بنوع من التفصيل المرفق بالأمثلة من أرض الواقع، بهدف إقناعهم، فمن طبيعة الأطفال الإقبال على كل ما يعرض أمام أعينهم من لعب اللهو، ومأكولات ومشروبات وحلويات وغيرها، والاستماع إلى ما يمر بأذهانهم من كلام ساقط دون التمييز بين النافع والضار.

فتح الله كولن يرى أن الزواج  كلما تأسس على العقل والمنطق إلى جانب الحس والعاطفة، عمت الطمأنينة داخل الأسرة وتحقق مقصد تربية الأطفال وفق القيم الأخلاقية.

لهذا لا بد من توجيههم منذ الصغر وإطلاعهم على الفرق بين الصالح والطالح، مع تحمل الصبر على توجيههم في كل وقت وحين، فمثلاً الطفل يصعب منعه من أكل ما يضره مما هو معروض أمامه في الأسواق والمحلات التجارية، ولا يمكن إقناعه بتركه مطلوبه حينها، إلا إذا كان مزودًا بمصل تربوي سابق أخذه ضمن ما تلقاه من دروس التوجيه في مدرسة البيت.

فموضوع الطفولة يعرف اهتمامًا كبيرًا من قبل فتح الله كولن، ومن خلال حاضر التربية الحسنة الملقنة للأطفال يعقد آمال بناء المستقبل ونهضة الأمة من جديد، لذا يشبه الطفل بالبذرة التي تنمو وتتطور وتتفرع وتثمر فيشمل خيرها البشرية جمعاء،

الطفل كالبذرة للنبات

عن هذه المقارنة يقول الأستاذ كولن: “يمثل الطفل بالنسبة لنسل الإنسان ما تمثله البذرة بالنسبة لاستمرار نوع ونسل الشجرة. والأمم التي تهمل أطفالها محكوم عليها بالانقراض. والأمم التي تدع أطفالها في أيدي الأجانب وتحت تأثير الثقافات الأجنبية سرعان ما تفقد هويتها”(13).

فطبيعة الطفولة هي دليل استمرار الإنسانية، وهي شبيهة بالبذرة، فإذا حسنت رعايتها تكون نتائجها طيبة، وحينها يمكن الحديث عن خلف لخير سلف، أما إذا شملها الإهمال والتقصير والتأثر بالثقافات الأجنبية، فذلك سيسهم في انقراض الأمة وتآكلها. كما تمثل الطفولة البراءة، وصفاء النفس، واستعدادها لقبول كل شيء يعرض أمامها، مما يجعل مسألة تربيتها أمر يسير خلال المراحل الأولى إذا كان المنهج المعتمد في ذلك صحيحًا ومستمدًا من روح الشرع الإسلامي. وعن هذه القابلية يقول الإمام الغزالي: “إن قلب الطفل فارغ، صاف، له ميل فطري لتلقي كل شيء، والميل إلى كل شيء”(14).

فالطفل في بداياته الأولى يتميز بفراغ القلب وصفاء الروح، ويكون كالإناء الفارغ الذي يمكن ملؤه بأي شيء، فلا بد من الاستفادة من هذا الفراغ في أوله وملئه بما يخدم الإنسانية، وكلما تأخرت عملية تزويد الطفل بالتربية المناسبة، فذلك ليس في صالح بناء الجيل المثالي الذي يتحدث عنه كولن، لأن الواقع يعج بأنواع التربية الهادمة، والتي سيتقبلها الطفل إذا لم يكن محصنًا سابقًا بلقاح التربية المضادة لشتى أنواع الضياع والانحراف وسوء الأخلاق.

تقسيم الأعمال بين الزوجين

هذا النجاح في التوجيه والتربية يرتبط بطبيعة الزوجين من حيث تربيتهما أولاً، و تقسيم العمل والأدوار بينهما ثانيًا، ولا يستقيم العرف القائل بأن الزوج هو وزير للخارجية مسؤول عن جلب الطعام والشراب وباقي حاجيات البيت، بينما الزوجة مهمتها هي بمثابة منصب وزيرة الداخلية مسؤولة عما يجري داخل البيت من أشغال وأطفال، فهذا التقسيم جائر في حق الأسر التي تعمل به، لأن بيت الزوجية عش متكامل لا تكتمل وظائفه إلا من خلال تعاون كل من الزوج والزوجة.

بيت الزوجية حسب التصور الفكري لكولن، النواة الأولى لبناء المجتمع، فصلاحها يؤثر على المجتمع، مثلما سيؤثر فسادها عليه بالسلب إذا انحرفت الأهداف وغابت المقاصد.

وبالطبع فإن كلاًّ منهما له مواهبه الفطرية كالرضاع والحضانة، الخاصة بالمرأة، وتميزها بالعواطف المساعدة كالرحمة والحنان، لينشأ الطفل نشأة صالحة تعينه على النمو المستمر في وسط جو عائلي يحيطه بالرعاية والحب، كما للرجل قدراته البدنية في كسب الرزق وتحمل المعاناة، لكن هذا لا يمنع من تعاونهما في تسيير إدارة البيت، خاصة إذا تعلق الأمر بمشروع كبير وضخم هو مشروع التربية وبناء الأجيال.

حفظ النظام الإداري للبيت

وعن حفظ النظام الإداري للبيت يقول كولن:” يجب ألا يخلو البيت من الإدارة، فإن خلا من إدارة تحفظ التناغم والتوازن فيه سادت هذا البيت الفوضى الإدارية، وما تمكن الأطفال من التخلص من الازدواجية”(15).

لا شك أن النظام هو أساس الحياة، والكون كله مبني على نظام ولا يعرف العبث أبدًا، لذا فكل متعلقات هذا الكون يجب أن تتأثر بنظامه العام، ومن ذلك إدارة بيت الأسرة، التي يجب أن يكون لها نظامها الخاص في التربية من حيث الانضباط وسمو الأخلاق، وكلما افتقدت لهذا النظام فمن البديهي أن تغرق في يم الفوضى والعبث، مما يؤثر سلبًا على مقاصدها وأهدافها الكبرى المتعلقة بمهمة صناعة الإنسان. ومن المعلوم أن مسؤولية ضبط نظام البيت التي يحرص عليها كولن، هي من الأفعال التي يحب الطفل أن يجدها في أسرته، لأن الإحساس بالمسؤولية يكسب إحساسًا بالأمان ويقوي الشخصية وينقش خصلة الأب المسؤول في ذهن الطفل، كما يجعله يتربى على حس النظام بدل العبث والفوضى، فلابد للرجل أن يكون مسؤولاً في بيته على حفظ نظامه الداخلي، كما للزوجة دور كبير في تحمل مسؤولية التربية داخل هذا البيت، وكلما اختل نظام هذه المؤسسة الصغيرة من خلال نشوب صراع في الأفكار والآراء بين الزوجين، أثر ذلك على تنشئة الطفل وساهم في تشتيت أفكاره وقد يؤدي به إلى الانحراف والضياع.

إن تركيز كولن على البعد الأخلاقي عند الزوجين، يكشف عن مدى أهمية هذا الركن ودوره في تغذية بيت الزوجية،  وتعطير أجوائه على مستوى علاقة الزوجين وتربية الأبناء.

ففي حديث كولن عن البناء الأسري الصحيح، ومن خلال جل مؤلفاته الخاصة بالتربية، يظهر حرصه الشديد على ضرورة تحقق فعل التكامل بين الزوجين، إذ يرى أن المرأة بدون رجل ناقصة، ونفس الأمر بالنسبة للرجل، ويستشهد على هذا الترابط بين الجنسين ببداية خلق الإنسان، فالله عز وجل بعدما خلق آدم خلق له حواء ليفيد بذلك معاني التكامل والتقارب والأنس بين الرجل والمرأة، وحاجة بعضهما إلى البعض في تسيير شؤون البيت الداخلية والخارجية.

فإذا كان الرجل حسب الفطرة قد تكلف بالعمل وتحمل مسؤولية النفقة، فإن المرأة قد وكلت لها مهمة التربية عندما خصها الإسلام بوظيفة الرضاع والحضانة، وهيأها الله  لذلك، لطبيعة وجدانها واتصافها بالرحمة والحنان.

ومن خلال هذا التنظيم الفطري والكوني لأدوارهما، فمن الضروري أن تتأسس علاقة الترابط والتكامل بينهما، فكلاهما يكمل الطرف الآخر، فعلى حد تعبير كولن” إذا كان الرجل في مرتبة الدماغ، كانت المرأة في مرتبة القلب، أي هناك رابطة وثيقة بينهما، فالقلب يضخ الدم ليعيش الدماغ، وإذا حدث نزيف في الدماغ مات القلب نظرًا لتداخل وترابط حياة العضوين، ونفس الأمر بالنسبة للزوجين فكلاهما يشكلان نواة إدارة البيت، التي عليها أن تتميز بجودة التسيير وحسن التدبير، ورسم أفضل الغايات من خلال أنسب الخطط، وفي حالة إخلال أحدهما بوظيفته، فسيؤثر ذلك النقص على حياة الطرف الآخر وعلى الجو الأسري عامة، لهذا يبدو كولن واضحًًا في دعوته الزوجين إلى الانسجام والترابط بدل الصراع والخلاف، لأن مفهوم الأسرة المسلمة المتوازنة، والجامعة بين حياة القلب وعالم الروح لا يمكن لها أن تتنفس إلا في بيت مغمور بالسعادة المرتبطة بمفهوم التربية الإسلامية.

ختام

ارتباطًا بما سبق، يعد استقرار الأسرة وتجانسها وغناها في القيم الإسلامية من النتائج الإيجابية لتحقق توازنها، مما سيسهم بشكل كبير في إبعاد الطفل عن الرذائل وقرناء السوء، وحفظه مِن الآثار التي تترتب على الإهمال والتفريط ولهذه الغاية الكبرى احتلت مسألة الزواج وتربية الطفل وفق التربية الدينية، مكانة مهمة في تصور المشروع التربوي لكولن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

(1)  صحيح البخاري،.5090.

(2)  الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط التاسعة 2013م،ص 145.

(3)  الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط 9/2013م، ص 137.

(4)  مجلة حراء، مقاصد التربية في الفكر الإسلامي وقدرتها على التكيف مع حاجات المجتمع، خالد الصمدي، العدد السادس/ 2007، ص9.

(5)  من البذرة إلى الثمرة (تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل، الطبعة الثانية 2015، ص 41.

(6)  من البذرة إلى الثمرة (تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل، الطبعة الثانية 2015، ص41.

(7)  الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط 9/2013 م، ص 146.

(8)  الموازين أو أضواء على الطريق ، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط التاسعة 2013م، ص 147.

(9)  من البذرة إلى الثمرة (تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل،الطبعة الثانية 2015،ص77.

(10) الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط التاسعة 2013م،ص140.

(11) من البذرة إلى الثمرة(تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل، الطبعة الثانية 2015، ص137.

(12) من البذرة إلى الثمرة (تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل، الطبعة الثانية 2015، ص 48.

(13) الموازين أو أضواء على الطريق، فتح الله كولن، ترجمة أورخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، ط التاسعة 2013م، ص 82.

(14) مجلة حراء، كيف نكون الحس الديني لدى الأطفال، صدر الدين أيدر، العدد الأول، 2005م، ص 15.

(15) من البذرة إلى الثمرة( تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة)، محمد فتح الله كولن، ترجمة عبد الله محمد عنتر، دار النيل، ط الثانية 2015، ص98.

 

About The Author

ولد عام 1981م في المغرب. حصل على ليسانس كلية الآداب من جامعة محمد الأول. حصل على الماجستير حول النقد الأدبي العربي: المناهج والمصطلحات. وهو باحث دكتوراه بوحدة فكر الإصلاح والتغيير بالمغرب والعالم الإسلامي، الموضوع: «المفاهيم والاستشراف في فكر محمد فتح الله كولن».يعمل أستاذًا لمادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي.

Related Posts