في حوار مطول أجراه أ/ أيمن سمير الصحفي بجريدة الأهرام العربي مع الأستاذ فتح الله كولن العالم والمفكر التركي، على خلفية الذكرى السنوية الثانية للانقلاب المزعوم، وقبيل الانتخابات التركية المبكرة بيومين، أكّد كولن على النقاط التالية:

ــ أن أحداث 15 يوليو 2016 في تركيا كانت مسرحية، شارك أردوغان بنفسه في كتابة السيناريو لها بهدف السيطرة والبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة.

ــ أن هدف أردوغان من الانتخابات المبكرة التي ستجرى في 24 يونيو الجاري هو شرعنة بقاءه في الحكم ربما لما بعد 2029.

ــ أن أردوغان سعى ليكون «زعيم المسلمين في العالم» عن طريق التدخل في الدول الأخرى متسلحًا بالجماعات الإرهابية، ومنها داعش.

ــ أن زعيم الحزب الحاكم في تركيا لم يكن من تلاميذ كولن، وأن من أسباب الخلاف بينهما رفض كولن الاستغلال السياسي للدين بشكل قاطع.

ــ أن أردوغان حول تركيا من دولة “صفر أعداء” إلى “صفر أصدقاء”.

ــ أن أكثر من مليون فرد من المظلومين والمتضررين في تركيا محرومون من ممارسة حياتهم العادية.

ــ أن النظام التركي لم يتورع عن اعتقال النساء الحوامل والأمهات على أسِرّة الولادة وزجّوا بهن في السجون مع أطفالهن الرضع.

ــ أن الحزب الحاكم في تركيا أقحم السياسة في المدارس الدينية، وجعل الدين والتعليم الديني أداة للوصول إلى أغراضهم السياسية.

ــ أن تقديم الإسلام للناس باعتباره أيديولوجية سياسية واستخدامه أداة لتحقيق أغراض سياسية أكبر خيانة يمكن أن ترتكب في حق الإسلام.

ــ أن حركة الخدمة نجحت بسبب التفاف الناس حول فكرة «معقولية القرآن» الوسطي الذي يجمع الجميع.

ــ أن حركة «الخدمة» مشروع يجمع بين الروح الإسلامية والمشتركات الإنسانية لذلك رحبت 160 دولة في العالم بنشاط الخدمة.

ــ أنه يرفض كل الأعمال الإرهابية بشكل قاطع مؤكدًا: ” أنه لا يمكن لمسلم حقيقي أن يكون إرهابيا، ولا يمكن لإرهابي أن يكون مسلما حقيقيا”.

ــ أنه ليس زعيم الإسلام الاجتماعي؛ بل هو إنسان بسيط، لا يرى نفسه أفضل من أي إنسان عادي، وأكبر سعادة له هو أن يتقبله الله عبدًا بسيطًا.

ــ أن السلام الداخلي لمصر واستقرارها الأمني والاقتصادي بالغ الأهمية لأمن واستقرار هذه المنطقة.

حركة «الخدمة» مشروع يجمع بين الروح الإسلامية والمشتركات الإنسانية لذلك رحبت 160 دولة في العالم بنشاط الخدمة.

يذكر أن الحوار تضمن 26 سؤالا وُجهت إلى الأستاذ كولن وأجاب عنها، وقد جاءت الأسئلة على النحو التالي:

ــ 7 أسئلة تتعلق بحركة الخدمة والآفاق التي وصلت إليها أنشطة الخدمة وانتشارها الواسع داخل تركيا وخارجها، وأوجه الاختلاف والاتفاق بين حركة الخدمة وحركة النور، والتحديات التي تواجها الخدمة في الوقت الحالي، ومدى استمرار الزخم الذي كانت تتمتع به الخدمة في السابق.

ومن أهم ما قاله كولن في هذا الشأن، أن الخدمة مبادرة تشكلت من أفراد التقوا حول قيم إنسانية سامية مثل توقير الإنسان، واعتبار التنوع ثراء وليس سبب صدام، وتَقبُّل الجميع على وضعه، والأخذ بأيدي الشباب وتنمية قدراتهم عن طريق التربية والتعليم. هؤلاء الأفراد اجتمعوا حول فكرة معقولية القرآن، فالخدمة مبادرة إسلامية من جهة لأن أغلب المشاركين في أنشطتها مسلمون يستلهمون رؤاهم وأفكارهم من منابع دينية، وهي حركة إنسانية من جهة أخرى لأنها تفتح صدرها للجميع وتهدف إلى تقديم خدماتها لجميع الإنسانية دون تمييز.

وفي معرض جواب الأستاذ كولن عن قدرة الخدمة على أن تبرهن على أنها نموذج لقبول الآخر والتفاعل بين الإسلام والديانات الأخرى، أشار الأستاذ إلى أن الخدمة في البلاد ذات الأقليات المسلمة لفتت أنظار الكثيرين ولاقت ترحيبا ملحوظا بانفتاحها على قضايا الحوار والعيش المشترك. وقدم أبناء الخدمة للغرب نموذجا صحيحا عن الإسلام، وكسروا حدة الأفكار السلبية التي تشكلت تجاه المسلمين. لكن الأمر يختلف فيما يتعلق بالبلدان ذات الأغلبية المسلمة، فعلى سبيل المثال، عندما انطلقت الخدمة ببرامج الحوار مع الآخر في تركيا في بداية التسعينيات نظر إليها بعض الإسلاميين وكأنها نوع من تمييع الإسلام أو التنازل عن ثوابته وشنوا حملات ضدها لتشويه صورتها. وفى الفترة الأخيرة عملت قيادة أردوغان على تشويه سمعة الخدمة لدى الجماهير من خلال الترويج لمقولات مزيفة من قبيل العمالة لقوى خارجية مثل الفاتيكان والاستخبارات الأمريكية والموساد.

حوَّل أردوغان تركيا من دولة “صفر أعداء” إلى “صفر أصدقاء”.

ــ 3 أسئلة عن قضايا الإرهاب والجماعات الإسلامية وعلى رأسها “داعش”، وهل خروج الأستاذ كولن من تركيا، كان السبب الأول في ظهور داعش في تركيا، وما رؤية الأستاذ للقضاء على الإرهاب وداعش، وتعليق الأستاذ على سعي بعض القوى السياسية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها أردوغان باعتبارها جماعة إرهابية.

ــ 11سؤالا تدور حول العلاقة بين الأستاذ كولن وأردوغان، ولماذا لا يحاول المجتمع الدولي حماية «الخدمة» من بطش أردوغان وحزب العدالة والتنمية؟ ورأي الأستاذ كولن في الانقلاب والتحول من النظام البرلماني إلى الرئاسي في عهد أردوغان، وكيف ينظر كولن للانتخابات المبكرة، وهل هي محاولة من أردوغان للبقاء حتى 2029 في السلطة؟

ــ كان من أهم ما جاء في إجابات الأستاذ كولن عن هذه الأسئلة، نفيه القاطع أن يكون أردوغان تلميذًا له، وأن الخلافات بينهما جذرية بدءا من استغلال الدين من أجل مصالح سياسية إلى قضايا أخرى عديدة. أهمها أن الخدمة لم تتبنّ ما ادّعاه أردوغان من أنه «زعيم المسلمين في العالم» ولم تدعمه في ادعائه هذا؛ الأمر الذي أثار حقده، وجعله يحشد–حتى اليوم – كل إمكانات الدولة التركية، ويستنفر جميع الدبلوماسيين وأجهزة المخابرات من أجل الضغط على إغلاق مدارس الخدمة وجامعاتها في العالم.

السلام الداخلي لمصر واستقرارها الأمني والاقتصادي بالغ الأهمية لأمن واستقرار هذه منطقة الشرق الأوسط.

ـــ سؤلان عن رؤية الأستاذ كولن لمصر وشعبها في ظل التحديات التي يمر بها الشرق الأوسط، ومحاولة أردوغان تقويض الدولة المصرية.

وقد حملت إجابة الأستاذ كولن الكثير من التقدير لمصر نظرًا لمكانتها الخاصة في عالم المسلمين، فهي مهد لحضارات عريقة. وفي العهد الإسلامي منحت مصرُ الإنسانيةَ علماءَ يشار إليهم بالبنان، وأسست مجمعات ومراكز علمية على مستوى العالم. كما أكد في إجابته على أن السلام الداخلي لمصر واستقرارها الأمني والاقتصادي بالغ الأهمية لأمن واستقرار هذه منطقة الشرق الأوسط.

ــ 3 أسئلة عن الأستاذ كولن ودور والديه في تنشئته، ومدى قبوله بما لقبه به البعض من أنه “أبو “الإسلام الاجتماعي”

About The Author

تخرج من جامعة الأزهر كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، حصل على دبلوم الأديان المقارنة، وماجستير فلسفة الأديان المقارنة عن أطروحة: "التجديد في الفكر الديني المعاصر في تركيا فتح الله كولن نموذجا"، ودكتوراه فلسفة ودراسات بحوث الديانات من جامعة الزقازيق بتقدير مرتبة الشرف الأولى، عن أطروحة: "حوار الدين والعلمانية في تركيا حزب العدالة والتنمية نموذجا"، عمل مدرسًا للعلوم الشرعية بالأزهر الشريف، وأستاذا للدراسات الإسلامية واللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة بدر الإسلامية بجمهورية ألبانيا، وجامعة فاتح بجمهورية تركيا، ويشرف الآن على موقعي فتح الله كولن باللغة العربية، ونسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية، ومدير تحرير مجلة نسمات

Related Posts