إن الهدف الوحيد في مفهوم الخدمة والحياة لدى الأستاذ فتح الله كولن هو كسب رضا الله. في الواقع إن قول ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم:﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾(التوبة:72) هو الهدف الأسمى الذي ينبغي لجميع المؤمنين السعي للوصول إليه. فإن السعي لنيل رضا الله وكسب مرضاته لهو الهدف الحقيقي الذي ينبغي أن يكون في عمل المسلم واعتقاده، يقول الأستاذ كولن: “إن الرضا هو أعلى مرتبة عند الله، بل إن أرفع درجة فيه لتُعد صفة مشتركة لأعظم الناس، فقد بَذَلت هذه القامات العظمى ــــ من سيد الأنام صلى الله عليه وسلم والأنبياء الآخرين إلى كل الأصفياء والأولياء ــــ جهودًا مضنية لبلوغ هذا الهدف المبارك بما حازوه من أقصى درجات التسليم والتفويض والتوكل والقرب والإخلاص.
وبذلك أوضح الأستاذ فتح الله كولن من زوايا متعددة أن نيل رضا الله هو الهدف الوحيد في العبودية وفي كل ما يقدم من خدمات.
ومن ثم يُبرز كولن بوضوح غاية وهدف فلسفة الخدمة بقوله: ” على من يقومون بخدمة الإيمان والقرآن ألا ينتظروا مقابلا قط من جراء ما يقومون به، بل يجب أن يسعوا لهدف واحد ليس إلا، وهو إعلاء كلمة الله، ولا يتعلقون بهدف قط سوى كسب الرضا الإلهي”.
وطبقًا له فإن الرضا الإلهي هو الهدف الأساسي وأن كل ما سواه من أعمال وأفكار توصل إليه ما هي إلا أهداف إضافية. ولذا نراه يركز على مسألة نيل رضا الله تعالى، ويعتبرها قيمة كبرى وهدفًا عظيمًا، وعلى ذلك يجب على الإنسان أن يسعى طوال حياته للفوز بهذا الهدف الأسمى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2011، صـ257.
ملاحظة: عنوان المقال من تصرف المحرر.