نوزاد‭ ‬صواش:‭‬‭ ‬أستاذي‭  ‬إذا‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬التعليم‭ ‬فنحن‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬مختلفة‭ ‬لعلك‭ ‬سمعتها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأفارقة‭ ‬عندما‭ ‬حدثونا‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬الخدمة‭ ‬هناك،‭ ‬قالوا‭: ‬سابقًا‭ ‬جاء‭ ‬التجار‭ ‬المسلمون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الديار‭ ‬فتعلمنا‭ ‬منهم‭ ‬الخير،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬شيء‭ ‬مختلف،‭ ‬يأتي‭ ‬معلمون‭ ‬ويأتي‭ ‬معهم‭ ‬التجار،‭ ‬فيمتزج‭ ‬العلم‭ ‬مع‭ ‬التجارة،‭ ‬فهل‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرة؟

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬نعم،‭ ‬لقد‭ ‬أدركَ‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المصلحين‭ ‬المسلمين‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أيضًا‭ ‬الشيخ‭ ‬بديع‭ ‬الزمان‭ ‬سعيد‭ ‬النورسي،‭ ‬جميعهم‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬التعليم،‭ ‬لأن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬إنتاج‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬والبعيد؛‭ ‬عندما‭ ‬تُوَفِّر‭ ‬إمكانيات‭ ‬معينة‭ ‬للإنسان‭ ‬أنت‭ ‬تضمن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬يوم‭ ‬أو‭ ‬يومين‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭ ‬وتضمنه‭ ‬وحده،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تُهيئ‭ ‬تعليمًا‭ ‬قويًّا‭ ‬فأنت‭ ‬تهيئ‭ ‬أمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المتوسط‭ ‬والبعيد‭ ‬يعني‭ ‬تبني‭ ‬حضارة‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش‭:‬ ‬تصنع‭ ‬المستقبل

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬نعم‭ ‬تصنع‭ ‬المستقبل‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لاحظه‭ ‬الأولون،‭ ‬ولذلك‭ ‬ركَّز‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬ونحن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حركات‭ ‬الاستقلال‭ -‬بسبب‭ ‬هيمنة‭ ‬الإيديولوجيات‭ ‬آنذاك‭ ‬وأن‭ ‬الفكر‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬طريًّا‭- ‬كانت‭ ‬مقتنعة‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬مهم‭ ‬جدًّا،‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ “‬بما‭ ‬فيها‭ ‬وزارتنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬المغرب‭” ‬كانت‭ ‬تسمى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منفصلاً‭ ‬عن‭ ‬التربية،‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬تمَّ‭ ‬التخلي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬التربية،‭ ‬فُوِّضت‭ ‬قضية‭ ‬التربية‭ ‬إلى‭ ‬التلفزيون‭ ‬وإلى‭ ‬الشارع‭ ‬وإلى‭ ‬الدعاية‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬آخره،‭ ‬وبقي‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬أدمغة‭ ‬الناس‭ ‬فقط‭. ‬لكن‭ ‬حركة‭ ‬الخدمة‭ ‬أدركت‭ ‬هذا‭ ‬الخلل،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تربية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شخص‭ ‬مُربَّى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القلبي‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬النفساني،‭ ‬وأن‭ ‬المعرفة‭ ‬العقلية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭. ‬لأن‭ ‬الحامل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬المحمول‭ ‬فيه‭ ‬خلل‭ ‬ومتهالك،‭ ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬الإفرازات‭ ‬العلمية‭ ‬ولا‭ ‬الأفكار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الإنسان‭ ‬سويًّا‭ ‬لديه‭ ‬قيم‭ ‬حقيقية‭ ‬ويعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش‭:‬ ‬إذًا‭ ‬تم‭ ‬َّ‭ ‬تناول‭ ‬الإنسان‭ ‬ككلٍّ‭ ‬عقلاً‭ ‬وقلبًا

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬نعم‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الروابط‭ ‬المشتركة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والتربية؛‭ ‬فالتعليم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التربية،‭ ‬والتربية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬التعليم،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬تربوا‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الخدمة‭ ‬وفي‭ ‬مشروع‭ ‬الخدمة‭ ‬تعلموا‭ ‬وتربَّوا،‭ ‬وبتربيتهم‭ ‬الآن‭ ‬يبنون‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعليمية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأسيوية‭ ‬وفي‭ ‬البلدان‭ ‬الأفريقية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش‭:‬ ‬يعني‭ ‬حلقة‭ ‬صالحة‭ ‬ولَّادة‭.‬

إدريس‭ ‬الكنبوري:‭‬‭ ‬حلقة‭ ‬صالحة‭ ‬من‭ ‬الدورة‭ ‬الحضارية‭ ‬العظيمة‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الزمن‭.‬

نوازد‭ ‬صواش:‭ ‬أستاذي‭ ‬عفوًا‭ ‬نحن‭ ‬رأينا‭ ‬تجارًا‭ ‬أصلاً‭ ‬نشأوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬ورأينا‭ ‬مدرسين‭ ‬أصلاً‭ ‬هم‭ ‬خِرِّيجو‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬ورأينا‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬والأطباء‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬فهذه‭ ‬مخرجات،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬أنهم‭ ‬يتحركون‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ويبنون‭ ‬الحياة‭ ‬وينشرون‭ ‬هذا‭ ‬الخير،‭ ‬لكن‭  ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬سعيُ‭ ‬حركة‭ ‬الخدمة‭ ‬لبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬قد‭ ‬أفهمه،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬لبناء‭ ‬مدارس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬كيف‭ ‬تُقَيِّمه؟‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬الدافع‭ ‬إلى‭ ‬ذلك؟‭ ‬وما‭ ‬الأفق‭ ‬الذي‭ ‬تبتغيه‭ ‬الخدمة؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬همٌّ‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬همِّ‭ ‬تركيا؟

إدريس‭ ‬الكنبوري:صحيح‭ ‬أنا‭ ‬زرت‭ ‬إسطنبول‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬ووقفت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مشروعات‭ ‬الخدمة،‭ ‬لكن‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أنني‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬الحركة‭ ‬ليس‭ ‬تركيًّا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يتجاوز‭ ‬تركيا،‭ ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬السائدة‭ ‬عند‭ ‬كثيرين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬تركي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود،‭ ‬لكن‭ ‬اكتشفنا‭ ‬اليوم‭ ‬وأمس‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬أناسًا‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬يستهدفون‭ ‬المناطق‭ ‬الوعرة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ويستهدفون‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسودها‭ ‬حروب‭ ‬أهلية،‭ ‬يعني‭ ‬يُجازفون‭ ‬ويُخاطرون‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬ويستهدفون‭ ‬المناطق‭ ‬القاحلة‭  ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬شيئًا‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش:إذن‭ ‬أنت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬المجازفة؟

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬طبعًا‭ ‬هي‭ ‬مجازفة،‭ ‬فهم‭ ‬أشخاص‭ ‬أصحاب‭ ‬رسالة‭ ‬ولديهم‭ ‬همٌّ،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُسمي‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬فيها‭ ‬حروب‭ ‬أهلية‭ ‬بغير‭ ‬حماية‭ ‬وبغير‭ ‬حصانة‭ ‬إلا‭ ‬مجازفة،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المغامرات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُقدم‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬قضية‭ ‬بالفعل‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش:الآن‭ ‬اليمن‭ ‬فيه‭ ‬مشاكل‭ ‬وفيه‭ ‬حرب‭ ‬أهلية،‭ ‬لكن‭ ‬مدارس‭ ‬الخدمة‭ ‬موجودة‭ ‬هناك،‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬تعز‭ ‬تعمل‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬والأخوة‭ ‬من‭ ‬المدرسين‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬وفي‭ ‬صنعاء‭ ‬لازالوا‭ ‬هناك،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أيام‭ ‬حرب‭ ‬العراق،‭ ‬المدرسون‭ ‬بقوا‭ ‬هناك‭ ‬فبينما‭ ‬ترك‭ ‬الناس‭ ‬العراق‭ ‬هم‭ ‬بقوا‭ ‬هناك‭.‬

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬صحيح‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬نحن‭ ‬استمعنا‭ ‬إلى‭ ‬قصص‭ ‬مثيرة‭ ‬ومحزنة‭ ‬جدًّا،‭ ‬الناس‭ ‬تسير‭ ‬وسط‭ ‬الكوارث‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬أمس‭ ‬سمعنا‭ ‬أمورًا‭ ‬عن‭ ‬البوسنة‭ ‬أناس‭ ‬خاطروا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬أيام‭ ‬الحروب،‭ ‬وسمعنا‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬وسمعنا‭ ‬عن‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى‭ ‬فيها‭ ‬حروب‭ ‬أهلية،‭ ‬سمعنا‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬مالي،‭ ‬إذن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬رجال‭ ‬مخاطرة،‭ ‬هم‭ ‬يُشبهون‭ ‬متسلقي‭ ‬الجبال‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬فهذه‭ ‬نماذج‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬فيها‭ ‬ونقف‭ ‬طويلاً‭ ‬عندها،‭ ‬أناس‭ ‬مقتنعون‭ ‬بقضيتهم،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬استيعاب‭ ‬تضحياتهم،‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬سمع‭ ‬كمن‭ ‬رأى‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش:يبدو‭ ‬أستاذي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قيمًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفسرها‭ ‬بالمنطق‭ ‬البراجماتي،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تفسرها‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى،‭ ‬مثلاً‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬أربيل‭ ‬أيام‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬حدثونا‭ ‬أنه‭ ‬شاع‭ ‬خبر‭ ‬أنه‭ ‬سيُرمى‭ ‬أسلحة‭ ‬كيماوية‭ ‬في‭ ‬أربيل،‭ ‬يقولون‭ ‬ترك‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬المدينة،‭ ‬وجلس‭ ‬مدرسو‭ ‬الخدمة‭ ‬يفكرون‭ ‬ماذا‭ ‬يفعلون؟‭ ‬فقالوا‭: ‬لو‭ ‬خرجنا‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬العودة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬هنا،‭ ‬فأخذوا‭ ‬بعض‭ ‬الاحتياطات‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وجاءوا‭ ‬بالأولاد‭ ‬والسيدات‭ ‬وجلسوا‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬ينتظرون‭ ‬قدرهم،‭ ‬قائلين‭ ‬هذا‭ ‬وطننا‭ ‬فإن‭ ‬كنا‭ ‬سنموت‭ ‬فلنمت‭ ‬هنا‭.‬

ثم‭ ‬يقول‭ ‬الأخوة‭ ‬لم‭ ‬يُرم‭ ‬سلاح‭ ‬كيماوي،‭ ‬فعاد‭ ‬الناس‭ ‬فوجدوهم‭ ‬هناك،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أقبل‭ ‬أهل‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬عليهم‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبًا،‭ ‬وقالوا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭: ‬واللهِ‭ ‬أنتم‭ ‬لم‭ ‬تتركونا‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الشدة‭ ‬فكيف‭ ‬نترككم‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الرخاء؟‭ ‬يعني‭ ‬الوفاء‭ ‬للشعوب‭ ‬أوقات‭ ‬الشدة،‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬نفسها‭ ‬ستسمعها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدٍ‭ ‬عاش‭ ‬معاناة‭ ‬فوجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬عندهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأوقات‭.‬

إدريس‭ ‬الكنبوري:‭ ‬كلامكم‭ ‬ألهمني‭ ‬بعض‭ ‬المقارنة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬رجال‭ ‬التصوف‭ ‬أو‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬التصوف،‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬والبعض‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬هي‭ ‬حركة‭ ‬صوفية،‭ ‬والإنسان‭ ‬عندما‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬ذهنه‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬مصطلح‭ ‬التصوف،‭ ‬يُفكر‭ ‬في‭ ‬التكايا‭ ‬والزوايا‭ ‬والخمول‭ ‬والمشيخة‭ ‬إلى‭ ‬آخره،‭ ‬لكن‭ ‬الحركة‭ ‬ليست‭ ‬حركة‭ ‬صوفية،‭ ‬هي‭ ‬حركة‭ ‬تربية‭ ‬وبناء‭ ‬حضاري،‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬الموبوءة‭ ‬والمأزومة‭ ‬هي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الكرامات،‭ ‬هي‭ ‬كرامات‭ ‬تليق‭ ‬بمشروع‭ ‬حضاري‭ ‬يبني‭.‬

في‭ ‬التصوف‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يُصدِّعون‭ ‬عقولنا‭ ‬بكرامات‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬أن‭ ‬الرشاق (‬الشيخ) يطير‭ ‬فوق‭ ‬الماء،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬الشيخ‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬مشروع‭ ‬حضاري،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬كرامات‭ ‬حقيقية‭ ‬فعلاً،‭ ‬ناس‭ ‬يبنون‭ ‬مدرسة‭ ‬لأطفال‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬قوت‭ ‬يومهم،‭ ‬ويبنون‭ ‬مستشفيات‭ ‬إلى‭ ‬آخره،‭ ‬ويعتصمون‭ ‬في‭ ‬أماكنهم‭ ‬ويرابطون‭ ‬بالاصطلاح‭ ‬الصوفي،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬الكرامات‭ ‬المعاصرة‭. ‬إذًا‭ ‬نحن‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الجهاد‭ ‬وعن‭ ‬مفهوم‭ ‬الهجرة‭ ‬والآن‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الكرامة‭ ‬أيضًا،‭ ‬مفهوم‭ ‬الكرامة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬الطقوس‭ ‬ومن‭ ‬الدجل‭ ‬والخرافة‭ ‬والشعوذة‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬المتحركة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأرض‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش:‬‭ ‬يعني‭ ‬أستاذي‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬هاجروا‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬وغير‭ ‬الإسلامي،‭ ‬شرق‭ ‬العالم‭ ‬وغربه،‭ ‬إفريقيا،‭ ‬آسيا،‭ ‬أوروبا،‭ ‬والآن‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬والشرق‭ ‬الأقصى‭ ‬وأستراليا،‭ ‬كان‭ ‬دافعهم‭ ‬ومُحرِّكهم‭ ‬هو‭ ‬شعورهم‭ ‬بمعاناة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تَمثُّلهم‭ ‬لتلك‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬النبي‭ ‬صلى الله عليه وسلم،‭ ‬هل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفرسان‭ ‬يشعرون‭ ‬بمسؤولية‭ ‬كونية،‭ ‬وإلا‭ ‬فماذا‭ ‬يفعل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وفي‭ ‬مدغشقر‭. ‬ذكر‭ ‬لنا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بعضُ‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬أدرنه‭ ‬أنهم‭ ‬بدأوا‭ ‬يبحثون‭ ‬في‭ ‬الخريطة‭ ‬عن‭ ‬بلد‭ ‬لم‭ ‬يذهب‭ ‬إليه‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬ليفتحوا‭ ‬فيها‭ ‬مدارس،‭ ‬قالوا‭: ‬فوجدنا‭ ‬جزيرة‭ ‬صغيرة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مدغشقر‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬الخريطة‭ ‬اسمها‭ ‬موريشيوس،‭ ‬قالوا‭: ‬ركبنا‭ ‬لنكون‭ ‬نحن‭ ‬السباقين‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الجزيرة‭ ‬فنؤسس‭ ‬شيئًا،‭ ‬دولة‭ ‬صغيرة‭ ‬تعداد‭ ‬سُكَّانها‭ ‬حوالي‭ ‬مئة‭ ‬ألف‭ ‬فوجدنا‭ -‬يقول‭ ‬هذا‭ ‬الأخ‭- ‬أن‭ ‬الأخوة‭ ‬أسسوا‭ ‬مدرسة‭ ‬هناك‭ ‬ويستقبلوننا‭ ‬في‭ ‬المطار‭. ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬الآن،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الهم‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬هؤلاء‭ ‬ويدفعهم‭ ‬للهجرة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كيف‭ ‬تفسرون‭ ‬ذلك؟‭ ‬

إدريس‭ ‬الكنبوري:‬‭ ‬أستاذي‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يتجاوز‭ ‬الكلمات‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬يعني‭ ‬أنت‭ ‬عندما‭ ‬تجد‭ ‬دولة‭ ‬بكل‭ ‬صولجانها‭ ‬وبكل‭ ‬مؤسساتها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬حتى‭ ‬بخمس‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬وتجد‭ ‬حركة‭ ‬تقوم‭ ‬بها،‭ ‬هذا‭ ‬شيء‭ ‬أولاً‭ ‬يسترعي‭ ‬التفكير،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الشعور‭ ‬بالألم،‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تُقيم‭ ‬مشروعًا‭ ‬جماعيًّا‭ ‬أو‭ ‬فرديًّا‭ ‬يُساعد‭ ‬في‭ ‬كفكفة‭ ‬دموع‭ ‬الآخرين‭ ‬وإطعام‭ ‬الجائعين‭ ‬منهم‭ ‬وإنقاذ‭ ‬من‭ ‬تتعرض‭ ‬حياتهم‭ ‬للخطر،‭ ‬أحيانًا‭ ‬يحز‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬أننا‭ ‬نرى‭ ‬ممثلين‭ ‬وممثلات‭ ‬أمريكيين‭ ‬تتجلَّى‭ ‬فيهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الراقية،‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المنكوبة‭ ‬ومساعدة‭ ‬أهلها،‭ ‬وعندما‭ ‬يعودون‭ ‬يلفتون‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المآسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استضافتهم‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬التلفزيون‭ ‬التي‭ ‬يتحدثون‭ ‬فيها‭ ‬باكين‭ ‬متألمين‭ ‬عن‭ ‬تجاربهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬أصحاب‭ ‬الحاجات،‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬المرء‭ ‬أمام‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لوم‭ ‬أنفسنا‭ ‬كمسلمين،‭ ‬كيف‭ ‬نكون‭ ‬أقل‭ ‬غيرة‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬منهم،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭. ‬وأنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬الرئيسية‭ ‬فيما‭ ‬قلتم‭ ‬تعود‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬الفكر‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬يتحركون‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬ولكنه‭ ‬ليس‭ ‬أيَّ‭ ‬مشروع،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬بُني‭ ‬حول‭ ‬فكرة،‭ ‬والأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬كما‭ ‬قرأنا‭ ‬في‭ ‬كتبه‭ ‬يرُكِّز‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬أنسنة‭ ‬الإسلام،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الإسلام‭ ‬فعلاً‭ ‬دين‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬منتهى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الإنسانية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬أو‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬يعني‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬لهذا‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬مفهومه‭ ‬الحرفي‭ ‬الحقيقي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬شفرة‭ ‬أو‭ ‬كود‭ ‬يجب‭ ‬فكُّه‭.‬

نوزاد‭ ‬صواش:‬‭ ‬كيف‭ ‬سنفكُّه؟

إدريس‭ ‬الكنبوري‭:‬ ‬أنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬فك‭ ‬شفرة‭ ‬أو‭ ‬كود‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬عليها‭ ‬المسلمون،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميها‭ ‬القيم‭ ‬الصامتة،‭ ‬هي‭ ‬قيم‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬تراثنا‭ ‬الإسلامي‭ ‬لكنها‭ ‬قيم‭ ‬صامتة‭ ‬نقرأها‭ ‬ونحن‭ ‬نشعر‭ ‬بالخشوع‭ ‬ثم‭ ‬نعتبرها‭ ‬تاريخًا‭ ‬ونطوي‭ ‬صفحتها‭ ‬ونمضي،‭ ‬أما‭ ‬مشروع‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬فقد‭ ‬وقف‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬الصامتة،‭ ‬وحاول‭ ‬أن‭ ‬يُنْطِقها،‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬يمكن‭ ‬إنطاقها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وعندما‭ ‬نقف‭ ‬عند‭ ‬أمور‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الصحابة‭ ‬أو‭ ‬أمور‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬النبي‭ ‬صلى الله عليه وسلم‭ ‬وحياة‭ ‬بعض‭ ‬الصالحين‭ ‬نتساءل،‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬خلقت‭ ‬لكي‭ ‬تموت؟‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال،‭ ‬هل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬كانت‭ ‬فيهم‭ ‬كروموزومات‭ ‬معينة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين؟‭ ‬هل‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬اجتماعية‭ ‬مختلفة‭ ‬عنا؟‭ ‬وعندما‭ ‬تتبين‭ ‬لنا‭ ‬الحقائق‭ ‬نوقن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬يمكن‭ ‬بعثها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وأن‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬رجل‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الأستاذ‭ ‬كولن‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬نفوس‭ ‬متقبلة‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬مثلما‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬أبناء‭ ‬الخدمة‭.‬