تُمثِّل حركة الخدمة الإسلام المرتبط بالمجتمع وليس الإسلام المهيمن المتعالي والبعيد عن الناس الذين يعيشون في المجتمع، فالإسلام بالنسبة للخدمة هو أناس حقيقيون يقومون بعمل حقيقي ويتحركون لتغيير العالم، والإسلام الذي تمثله الخدمة متعلق بالعمل الخيري داخل المجتمع وهو ما أراه أمرًا استثنائيًّا ويُمثِّل نقطة محورية في عالم اليوم الذي نشاهد فيه الكثير من العنف، والعديد من الأسباب للابتعاد عن بعضنا البعض وأن ينعزل كل منا عن الآخرين، ولكن الإسلام الذي تمثله الخدمة يمد يد العون للآخرين، ويفهم الاختلافات على أنها قوة وليس بالضرورة وسيلة لعزل المجتمعات الأخرى عن بعضها البعض؛ لأنهم يهتم بالوضع العام في العالم. مشروع الخدمة يقدم إمكانية حقيقية للإيثار، إذا نظرنا إلى الحركات الاجتماعية الأخرى نجد هناك منفعة ذاتية يحصلونها، ولكن في الخدمة نجد أن المحفز الحققي هو الإيثار دون مقابل، وأظن أن كثيرين حول العالم لديهم شكوك ما يؤدي إلى توتر وبحث مستمر عن السبب المحفّز لهؤلاء الناس، ولكن داخل مجتمع الخدمة لا توجد شكوك حول هذا الأمر، نحن ما يدفعن أننا مجتمع يسعى لمساعدة المجتمع الإنساني، نحن إنسانيون بالمعنى الحقيقي، كل ما في الأمر أن لديهم إيثار ليس عند الكثير من الحركات الاجتماعية. لقد زرت عددًا من مدارس الخدمة في تايلاند وتركيا وكمبوديا، وما تقدمه الخدمة في مجال التعليم لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل استثنائي، وسأعطيك مثالاً: فالمدارس في كمبوديا وكإرث للاستعمار كانت تدرس باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، والمدارس التي تديرها الحكومة الفرنسية، وكذلك التي تديرها المنظمات غير الحكومية الإنجليزية أو الفرنسية تشترط أن تكون لغة التعليم هي الإنجليزية أو الفرنسية، وعندما تحدثت مع طلاب الخدمة أو الطلاب الكمبوديين الذين يدرسون في مدارس الخدمة كانوا يخبرونني عن مدى سعادتهم بانهم يتلقون تعليمهم باللغة الخميرية وهي لغتهم الرسمية. خدمة تعليمية مميزة حول العالم، فهي مهتمة بالمجتمع، وتعي الظروف التي يمر بها هذا المجتمع، ولات تسعى لتعزيز فكرة الخدمة التركية، ولكنها تسعى لتعزيز الهوية الأصلية المهمة للطلاب وتعطيهم الحرية في اختيار العرف الثقافة والدين، ولذك أرى أن الخدمة تقدم خدمة تعليمية متميزة حول العالم