الأمر الرائع هو التأثير على العقل والقلب ، وأنت تقرأ كتب الأستاذ كولن تجدها تركز على تصفية العقل وتنقية القلب، وهذه هي مقومات حياتنا الرئيسية، وهي مراكز تواصلنا مع الله تعالى، وهي التي تصفي حياتنا، وتجعلنا نعيش حياة مرتبطة بالله تعالى، وهكذا في هذه الخطة، هذا أكثر ما يلفت نظرنا هو بناء الناس، وزرع النقاء في قلوبهم وعقولهم، كذلك الأخلاق الحميدة، والتميز الخلاقي، وتنمية حياتهم، ولكن الأهم غرس روح الخدمة فيهم، وربطها بالإخلاص والتضحية، هذه هي الطاقة الكامنة وراء هذه المشاريع والمنجزات العملاقة التي تقوم بها الخدمة، والإخلاص هو الوقود الذي يبقى شعلة الخدمة ويدفعها للأمام، ومن هنا يتلقوم الإلهام الذي يمكنهم من التحرك. في بعض الأحيان أتساءل ما الذي يجعل شخصًا يأتي من مكان بعيد كتركيا ويتحمل عناء السفر ومشاقه ليصل إلى دولة ليس بها أحد يعرفه، لا صديق ولا قريب، ويأتي إلى هنا فقط لتقديم خدمة وأمل للناس؟ إن الأمر مدهش ولا يصدق. ما هي الفلسفة؟ ما هي الروح؟ وما هو الذي يبقي هذه الروح نابضة بالحياة؟ إذا أردنا أن نتحدث عن منجزات محددة لفتح الله كولن، فهذه هي أعظم المنجزات. بالتأكيد إذا كان الإسلام متعلق بالحياة، وهذه الحياة مقوماتها الخير للبشرية، وإظهار العطف للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين، والعمل على نشر السلام في العالم، وضمان الأمن، وجلب السعادة لكل المجتمعات الإنسانية، واحترام حقوق الإنسان، هذه الأمور جميعها لو نسبناها للخدمة، لذلك سننظر إلى الخدمة على أنها من عظيم هبات الله تعالى لنا هنا في غانا وكذلك للعالم، مشاريع الخدمة ليست في غانا وحدها، فحسب معرفتي هي موجودة في كل قارات العالم .