يواصل موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية تقديم شهادات أكاديميين من جنسيات مختلفة حول رؤيتهم للأستاذ فتح الله كولن ولحركة الخدمة، وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية حول حركة الخدمة، أو من خلال المتابعات الميدانية لمؤسسات حركة الخدمة، وما تنجزه من مشاريع إنسانية حضارية، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية والتفاعلات مع أبناء الخدمة ومحبيها وما ينطبع في النفوس عن السلوكيات والمثل العليا التي يتخلق بها المؤمنون بفكر الأستاذ فتح الله كولن، والنموذج الذي يقدمونه للإنسانية عن الإسلام كسلوك معايش . وفي الفيديو أعلاه نقدم شهادة الأستاذ الدكتور شيرل سانتوس/ رئيسة قسم التعليم والخدمة الإنسانية جامعة شمال تكساس بولاية تكساس الأمريكية والتي جاء فيها:
أنا أعمل في مجال التعليم، التعليم المتعلق بتعدد الثقافات واللغات لذا قضيت كل حياتي أحاول جمع الناس المختلفين مع بعضهم ليتعرفوا على الثقافات الأخرى، وليفهموا بعضهم البعض، لذلك عندما تعرفت على فتح الله كولن وكتاباته وحركة الخدمة حدذ لي انجذاب فطري. لقد تعرفت عليهم عند زيارتي إلى تركيا مع بعض طلاب الجامعة.
في رأيي كولن شخصية مثالية. لقد قرأت الكثير من كتاباته، ولقد شعرت بما يريد أن يحققه، وهو متوافق مع العصر، أفكاره ومعاشه ونيته، والخدمات التي يحاول تقديمها من خلال كتبه ومواعظه ومواقعه الإلكترونية تنتشر لتصل إلى كل الناس، وهم بدروهم يسمعون رسالته، وهذه هي الطريقة التي يتعرف بها الناس على السيد فتح الله كولن، وما يحاول أن يقدمه للعالم هو العيش المشترك المشترك، السلام، تعليم الناس كل الناس ليس فقط الأغنياء منهم، وهذه الرسائل عالمية ونحن نحتاجها في عالمن اليوم . إننا نحتاج الآن أن نستمع إلى فتح الله كولن وأن نقرأ كتبه ومقالاته. الأمر المدهش بخصوص حركة الخدمة أنها ليست حركة، في الحقيقة الخدمة أفكار حيَّة تلامس جوَّانية الإنسان، وهم ينادونك للخدمة لا تحتاج أن تسجل أو توقع على أوراق ول أن تدفع أموالاً. أنت تعيش هذه الأفكار وهذه المثالية، وعندما يستمع الناس حسنو النية إلى هذه الأفكار، أفكار العيش المشترك والحوار بين الأديان يأتون للخدمة ويطلبون أن يكونوا جزءًا منها وهذا ما دفعني للمشاركة معهم كما يعرف الجميع نحن نقرأ عن بعض العناصر التي أساءت تمثيل الإسلام في العالم بأفعالهم الرهيبة، وهذه الأفعال تلصق بالإسلم صفة سيئة.
رؤية السيد كولن مختلفة، فهو يبحث في النصوص الأصلية ويخبرنا ماذا يقول الدين حقيقة، وكيف يجب علينا أن نتعامل مع بعضنا البعض، وكيف نتعايش، وأعتقد أن هذه الرسالة تؤدي عملاً ممتازًا للمسلمين وللآخرين الذين لا يعتنقون الإسلام، ولكي تفهم بصورة صحيحة عليك أن تستمع بهدوء، وأن تستمع رسالة المحبة ورسالة التعليم ورسالة العيش المشترك والاحترام والحوار، هذه هي الرسالة التي تحتاجها الإنسانية اليوم، أعتقد أن أنشطة حوار الإنسان ضرورية للناس وللخدمة ولكل شخص على هذا الكوكب، ولقد اشتركت في العديد من أمسيات الحوار، وبعض الأشخاص المسيحيين الذين تواجدوا- ولكي أكون صريحة- عندما دعوتهم في البداية كانت لديهم مخاوف، كانوا يقولون لا يمكننا أن نذهب إلى مكان فيه مسلمين، هذا أمر خطر وهكذا.. وأنا قلت لهم الأمر ليس كذلك، الأمر مختلف، أنتم تذهبون لتعرفوا أمورًا إيجابية عن الإسلام، ولتعرفوا أمورًا إيجابية عن مواطنين أتراك ومن مختلف البلدان، لا تخافوا ولا تقلقوا، وكل حوار اشتركت فيه، لا سيما الأمسيات حيث يقدم العشاء، فالعشاء مهم لأنك تتقاسم الخبز، وعندما تتقاسم الخبز، وتجلس في مقابلة الآخر تنهار كل الحواجز بينك وبين الآخر؛ لهذا فإن الحوار بين الأديان مهم وضروري.
أكثر ما يعجبني بخصوص حوار الأديان أنه حوار حقيقي وليس عبارة عن مسلمين يقولون هذا ما أؤمن به وأريدك أن تؤمن بما أؤمن به، الأمر ليس كذلك، الأمر أنك تعرض من أنت؟ وبما تؤمن وتستمع للآخرين، بماذا تؤمن؟ أوه ..هذا مثير للاهتمام. إننا من خلال الحوار لا نحاول تغيير معتقدات الناس، نحن نحاول أن نفهم، نحاول أن نتشارك، نحاول أن نجد القواسم المشتركة، ماذا يمكن أن يكون أفضل من هذا؟ لا شيء، هذا بالتحديد ما يحتاجه العالم.