بدأ القضاء التركي في الثامن من يناير الجاري محاكمة المتهمين بقتل السفير التركي على هامش افتتاح معرض فني بقلب العاصمة التركية أنقرة، ففي إحدى جلسات المحاكمة والتي أجريت الأربعاء الماضي نفى 28 متهمًا تورطهم في هذه القضية، وبرروا إفاداتهم أثناء التحقيق بما تعرضوا له من ضغط شديد مورس ضدهم، بالإضافة إلى تهديد بأقسى ألوان التعذيب.
حسان تونيش يبرئ كولن
كشف موقع تركيش مينيت السبت الماضي أن الضابط السابق بجهاز الشرطة حسان تونيش وهو أحد المتهمين بقتل كارلوف أقر بأن اتهامه بعضوية حركة كولن ليس صحيحاً، وقال خلال جلسة في محكمة أنقرة الثانية العليا أنه منذ فترة طويلة يتبع الطريقة المنزلية وكل من حوله يعرفون الأمر. الضابط التركي مضى قائلاً: “منذ الدراسة في جامعة فرات في معمورة العزيز بتركيا، أتبع الطريقة الصوفية المشهورة، وألازم شيخها فايزيتين”.
أردوغان يحاول إلصاق التهمة بكولن
حاول أردوغان إلصاق تهمة قتل السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف بحركة الخدمة، وزعيمها الأستاذ فتح الله كولن، للتنصل من الجريمة التي شغلت الرأي العام العالمي في 2016.
وفي أثناء جلسات المحكمة حاول ممثل الادعاء أمام المحكمة الزعم بأن منفذ العملية الضابط مولود مرت ألتن طاش ينتمي إلى “الخدمة”، وأنه جرى تكليفه بها من قبل قيادي في الحركة يدعى شاهين سوغوت، التقاه قبل 10 أيام من تصويب 9 طلقات إلى السفير، من مسافة لا تتجاوز ثلاثة أمتار.
كولن ينفي بشدة
في أحد المقابلات الصحفية التي أجريت مع الأستاذ فتح الله كولن في 22 ديسمبر 2016م ، أكَّد أنه دائمًا وأبدًا ما كان يدين ويلعن الإرهاب، ثم أعاد تكرار أنه ومن صميم قلبه يدين العمل الإرهابي الغاشم الذي استهدف السفير الروسي، وأكَّد أن السفير الروسي كان متعاطفًا مع نشاطات حركة الخدمة في روسيا، كما سبق له أن شارك في بعض الفاعليات التي أقامتها الخدمة في روسيا، وأنه تحدث بإيجابية حول مبادرات الخدمة، ثم كرر كولن تعاطفه وإدانته لهذه الجريمة النكراء، وقدَّم تعازيه للشعب الروسي عامة وللمسؤولين خاصة، ودعا المسؤولين الروس لتقييم المشهد من هذا المنطلق، ومن ثم يتخذوا قرارهم المناسب.
كما أكَّد الأستاذ كولن أن القاتل كان يعمل حارسًا في الفريق الرئاسي لأردوغان، وأن ما قام به يوحي بأنه متأثر بأفكار جبهة النصرة. ونفى الأستاذ كولن أن تكون بين القاتل وحركة الخدمة أية صلة من قريب أو من بعيد. وأكد أنه ربما يكون هذا الاعتداء على السفير مقصودًا لكي تلصق التهمة بحركة الخدمة، أو أن همالاً ما قد حدث، وحتى يتم التكتم على هذا الإهمال تم إلصاق التهمة بحركة الخدمة.