نشرت مؤسسة الصحفيين والكتاب (Journalist and Writers Foundation) في تركيا تقريرًا بعنوان “الحكومة التركية تستغل قوانين مكافحة الإرهاب” ذكرت فيه أن هناك عشرت الآلاف من الأبرياء في سجون تركيا بتهمة التورط في محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد ليلة 15 يوليو/ تموز 2016.

وطالبت المؤسسة في تقريرها باللغتين التركية والإنجليزية الحكومة التركية بوقف عمليات التعذيب غير الإنسانية الموجودة في تركيا في الوقت الحالي، وحملات الاعتقال، وحملات المطاردة التي تشن بتهمة الإرهاب.

كولن هدف محوري لكل الأنظمة

وأوضح التقرير أن المفكر الإسلامي فتح الله كولن كان ولا يزال هدفًا في كل فترة من فترات تركيا، وعلى رأسهم محاولة انقلاب 28 فبراير/ شباط، كما سلط الضوء على الإحصائيات المتعلقة بحملات الاعتقالات والاحتجاز التعسفية التي بدأتها الحكومة التركية في عام  2014م ضد أنصاره، بعد فضائح الرشوة والفساد عام 2013م.

وأشار تقرير المؤسسة إلى أنه بحسب البيانات الصادرة عن وزارة العدل التركية، فقد وجهت تهم الانتماء لتنظيم إرهابي أو إدارته لما لا يقل عن 612.347 شخصًا حسب المادة 314 من قانون العقوبات التركية، وأن هناك ما يزيد عن 88 ألف شخص تعرض للاعتقال، مطالبًا حكومة حزب العدالة والتنمية بالإفراج عن عشرات الآلاف من الضحايا الذين فقدوا حرياتهم بشكل تعسفي.

ودعت مؤسسة الصحفيين والكتاب منظمة الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع الدولي أجمع لتحذير الحكومة التركية.

وقالت المؤسسة في تقريرها إن التهم الموجهة لحركة الخدمة والداعية فتح الله كولن بالوقوف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 ليست جديدة، مشيرة إلى أنه قد تم رفع دعوى قضائية عقب الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا في 28 فبراير/ شباط 1997 بطلب إعدام الداعية فتح الله كولن بتهمة “إدارة تنظيم إرهابي مكون من شخص واحد”.

وكان الداعية فتح الله كولن قد اضطر لمغادرة تركيا متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناءً على توصية من رئيس الوزراء التركي الأسبق بولنت أجاويد، نتيجة لادعاءات صدور قرار اعتقال واتهامه من قبل مؤسسات قضائية وعسكرية بالتورط في محاولة انقلاب للإطاحة بالحكومة.

وبعد مرور السنوات تبينت براءة فتح الله كولن من التهم الموجهة له، وأنها لا أساس لها من الصحة، وصدر حكم قضائي نهائي في 2008 برد الدعوى.

وبحسب البيانات الأخيرة التي جمعها وأعدها مركز الحرية في ستوكهولم (SCF)، فقد تم اعتقال نحو 88.000 شخص بتهمة وجود علاقة لهم مع حركة الخدمة، منذ انقلاب 2016 وحتى الآن.

وكانت حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان قد سارعوا عقب مرور سويعات قليلة على اندلاع أحداث الانقلاب، بالقول: “إن تنظيم فتح الله كولن -حركة الخدمة” يقف وراء محاولة الانقلاب”. إلا أن فتح الله كولن رفض بشكل قطعي التهم الموجهة له، وطالب بفتح تحقيق دولي حول التهم، بينما الحكومة التركية وأردوغان تجاهلوا دعواته.

وكان أردوغان وصف محاولة الانقلاب بالهدية الإلهية بسبب أنه أعطى له فرصة لتطهير مؤسسات الدولة مما سماه “أعضاء الكيان الموازي”.

المصدر: موقع زمان عربي.

رابط المقال: https://goo.gl/wncnX1