يواصل موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية تقديم شهادات أكاديميين وعلماء من جنسيات مختلفة حول رؤيتهم للأستاذ فتح الله كولن ولحركة الخدمة، وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية حول حركة الخدمة، أو من خلال المتابعات الميدانية لمؤسسات حركة الخدمة، وما تنجزه من مشاريع إنسانية حضارية، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية والتفاعلات مع أبناء الخدمة ومحبيها وما ينطبع في النفوس عن السلوكيات والمثل العليا التي يتخلق بها المؤمنون بفكر الأستاذ فتح الله كولن، والنموذج الذي يقدمونه للإنسانية عن الإسلام كسلوك معايش . وفي الفيديو أعلاه نقدم شهادة البروفسور ريفن فايرستون، أستاذ متخصص في الدراسات اليهودية والإسلامية في العصور الوسطى بكلية الاتحاد العبري في ولاية لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قال فيها:

“لقد قرأت عن فتح الله كولن، لم أُقابله شخصيًّّا، ولكن قرأت بعض كتبه كما قرأت بعض المقالات التحليلية عنه التي كُتبت من قبل كُتَّاب ليسوا أعضاء في الخدمة، كما أنني على اطلاع حول الجدل الدائر، هل هو حقيقة كما يُقال؟ وهل هو فعلاً الشخص الذي يُخبر عن نفسه أنه هو. وهل هو كما يُخبر عنه مؤيدوه؟

أستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي الشخصية أن ما يقوله صحيح، فلقد كتب عن أهمية الحفاظ على الجذور الدينية، وفي نفس الوقت تقديم تعليم مدني، وهذا ما أؤمن به أنا أيضًا، كما يُشجع على الحوار مع معتنقي الديانات الأخرى، وهذا أمر مهم له وللخدمة، وهو أمر مهم لي جدًّا كيهودي متمسك بتقاليدي الدينية، وأفهم وأُدرك الأهمية القصوى لتواصل المتدينين مع غيرهم من معتنقي الأديان الأخرى وأصحاب اللغات الأخرى والأثنيات الأخرى، لأننا جميعًا بشر، ونعيش جميعًا في عالم واحد زنحتاج جميعًا أن يتعرف كل منا على الآخر  بصورة أفضل.

لقد شاركت في برامج الخدمة في لوس أنجلوس وأطلنطا وتكساس وكلورادو وفي إسطنبول، ولقد وجدت منهم ثباتًا على المبدأ فهم مهتمون بجعل العالم مكانًا أفضل للعيش، إننا نعيش في عالم ملئ بالمخاوف، وكثير من مخاوف الغرب مصدرها الخوف من المسلمين، ولقد كان للخدمة دور مؤثر من وجهة نظري في إظهار الوجه الحقيقي للإسلام ،فالتقاليد الدينية لا تختلتف كثيرًا عن اليهودية أو المسيحية، والنماذج الجيدة والسيئة موجودة، لكن الدين نفسه جميل وعميق، هذه رسالة مهمة للغاية.

أعتقد أن الخدمة تمثل الإسلام بطريقة إيجابية، أحد أهم إسهامات الخدمة أنها أظهرت الوجه النيِّر للإسلام، ولكنها لم تنكر المشاكل التي كانت موجودة عبر التاريخ، وأنا كيهودي وكعالم ديني وكأكاديمي أيضًا أعتقد أنه ينبغي عليَّ الاعتراف بأننا كيهود قمنا بأخطاء عبر التاريخ، ولكن الدين اليهودي في حقيقته جميل، نحن بحاجة إلى أن ننقب ونظهر الجمال الذي فيه، حتى نصبح أفضل مواطني العالم، هذا بالتحديد ما أرى الخدمة تحاول أن تقوم به، طريقة لفهم الإسلام بأسلوب يحث على نفع البشرية ليس حصرًا للمسلمين ولكن للعالم أجمع.