إن فشل التجربة الديمقراطية التركية لم يكن بسبب التمسك بالقيم الإسلامية، بل نتيجة لخيانتها..كان ذلك ملخص ما ذهب إليه الداعية التركى فتح الله كولن مؤسس حركة الخدمة فى مقال لافت بصحيفة لوموند الفرنسية فى 25 فبراير الماضى. وقد قدم المقال مرافعة رفيعة المستوى عن الإسلام الذى أصبحت تنسب إليه كل الشرور والفشل فى التجارب التى ترفع اسمه، وكأنه هو المسئول عن الإخفاق، ومعاد للديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والحريات.

وقد انبرى كولن ليؤكد أن الإسلام ليس على عداء مع هذه القيم، ورد على من يزعمون بالتعارض بين الدين والديمقراطية، كما أكد أن الإسلام ليس أيديولوجيا، وإن كانت به تعاليم وإرشادات حول الحكم، لكن حصره فى ذلك الأمر هو جرم صارخ بحق الإسلام. ورد كولن بقوة على مصطلح الدولة الإسلامية، فالدولة فى رأيه وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، واعتبر أن الطريقة التشاركية أو الديمقراطية تتناغم مع روح الإسلام.

وقد جاء المقال كعريضة اتهام بحق نظام أردوغان، الذى قال كولن إنه قدم بعض الإصلاحات الديمقراطية فى بداية حكمه، ثم حاد عنها منذ عام 2011 بعد انتخابه لفترة ثالثة، واتهم جولن أردوغان بالإساءة للإسلام بما ارتكبه من خيانة صارخة لقيمه، وما اقترفه من انتهاكات تنسب للإسلام زورا وبهتانا، وبمحاولاته فرض أيديولوجيا على الشعب التركى المتعدد الأعراق والأديان والثقافات، وهو ما اعتبره كولن اعتداء على الكرامة الإنسانية، فضلا عن محاولاته الإيقاع بين أطياف المجتمع التركى، وتحريضها ضد بعضها البعض، وأكد كولن أن أردوغان أفسد التجربة الديمقراطية فى تركيا بإحكام قبضته على جهاز الدولة، وملاحقة واعتقال مئات الآلاف ممن ينتقدون سياساته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: جريدة الأهرام المصرية