تتعرض حرية التعبير عن الرأي في تركيا منذ الانقلاب المزعوم 15 يوليو 2016 إلى هجوم مستمر ومتزايد، ومنذ ذلك الوقت يواجه صحافيون وكتاب يستخدمون حقهم المشروع في انتقاد حكومتهم إلى إحالات للتحقيق الجنائي، وملاحقات قضائية، واعتقالات وألوان شتى من الترهيب والمضايقة والرقابة المستمرة.
ومن بين هؤلاء الكتاب الكاتبان الصحافيان أحمد ألتان ونازلي إليجاك الذين أمضيا زمنا غير قصير في السجن دون مراعاة لتقدمهما في السن.
أمس الاثنين أمرت محكمة تركية بالإفراج عن الصحافيين البارزين ووضعهما تحت الرقابة القضائية بعد إلغاء حكم بالسجن المؤبد بحقهما كان قد صدر لاتهامهما بالتورط في محاولة الانقلاب عام 2016، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.
كانت المحكمة قد أصدرت في وقت سابق حكما بالسجن عشر سنوات ونصف بحق ألتان، ولكنها أمس طلبت الإفراج عنه ووضعه تحت المراقبة القضائية لأنه أمضى أكثر من ثلاث سنوات في السجن.
وكانت المحكمة قد حكمت من قبل كذلك على الصحافية نازلي إليجاك بالسجن ثماني سنوات وتسعة أشهر بعد إلغاء حكم السجن المؤبد بحقها، ولكنها قد عادت أمس وأمرت بالإفراج عنها ووضعها تحت المراقبة القضائية.
كان الصحافيان قد اتُهما بالارتباط بجماعة الداعية فتح الله كولن التي تتهمها أنقرة بلا دليل بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل ضد رجب طيب أردوغان في يوليو 2016.
ألتان البالغ من العمر (69 عاما) روائي وصحافي أسس صحيفة (طرف) المعارضة والتي سبق أن أغلقها أردوغان.
وعند خروجه من السجن، أكد الكاتب المخضرم أحمد ألتان أنه لا يستطيع أن يسعد بخروجه من السجن، بسبب بقاء عشرات الآلاف من الأبرياء في السجون.
وتابع ألتان: “لم تَضِع السنوات التي قضيتها في السجن سدى أبدًا! لم أسمح لها أن تضيع! (اغتنمتها جيدا). فقط اشتقْت للنظر إلى السماء”.
يُذكر أن ألتان قد ألف كتابًا أثناء وجوده في السجن بعنوان “لن أرى العالم مرة ثانية”.
أما نازلي إليجاك البالغة من العمر (74 عاما) فهي نائبة سابقة في البرلمان وكانت قد كتبت العديد من المقالات في صحف رائدة من بينها صحيفة حرييت.
ويعتبر الاثنان من المثقفين البارزين في تركيا، وقد نفيا أي ضلوع لهما في المحاولة الانقلابية.