يحتاج الإسلام بصفة عامة والأسرة المسلمة بصفة خاصة إلى إعادة بناء جديد بمنهج راسخ قوي، ثابت الأركان والدعائم، لتكون نواة تتربى فيها الأجيال التي تحمل رسالة الإسلام إلى أبعاد متناهية الأطراف. هذا ولقد استحوذت الأسرة على جانب كبير من اهتمام داعية العصر ومربي الجيل القادم الأستاذ محمد فتح الله كولن، وهذا ما تأكد للباحثين والأكاديميين من خلال مطالعتهم لكتب الأستاذ فتح الله كولن التي احتوت على مبتغاهم في فلسفة الإسلام الناصعة البياض، والتي تعنى بإعادة بناء غد مشرق مفعم بالخير والسؤدد بين شعوب العالم.

ومن ثمَّ فقد ساهمت إحدى مؤسسات الخدمة بنيجيريا بتنظيم ورشة علمية ثقافية شارك فيه الأكاديميين والمثقفين من مختلف الجامعات النيجيرية من شرقيها إلى غربيها. وكان ذلك على خلفية مثيل لها أقيمت بتاريخ 22-25 من شهر أبريل 2019 الماضي.

وعقب الورشة أثنى الأكاديميون والباحثون المجتمعون على الورشة، والتي عالجتها، وطالبت بتكرار تنظيم مثل تلك الورش بلغات مختلفة، حتى يتسنى لأكبر عدد من الأكاديميين المشاركة فيها. شارك في هذه الورشة 36 مؤسسة تعليمية ما بين معهد وجامعة، فتدارسوا فيها كتاب “من البذرة إلى الثمرة ” المترجم إلى اللغة الإنكليزية، وقد بدى الحضور متحمسون جدا لما عاينوه من محتوى كتاب من البذرة إلى الثمرة، والذي يؤكد قدرة مؤلفه على استيعاب صاحبه لما يعانيه العلام الإسلامي من تراجع في التربية الإسلامية، وكيفية ربطه الماضي بالحاضر في معالجة القضايا التربوية. ثم عمل المشاركون على كيفية تطبيق بعض القضايا المطروحة في الكتاب وسبل احتوائها كي تطابق مطالب المجتمعات النيجيرية.

أقيمت هذه الورشة بمقر جامعة النيل النيجيرية بتاريخ 26-27 نوفمبر 2019م، حيث استضاف رئيس الجامعة السيد البروفيسور عثمان آرس الوفود وفتح أبواب التعاون وأحسن استقبالهم وإكرامهم.

قام المنظمون بتقسيم الكتاب إلي سبعة أجزاء، وإسناد كل قسم لأحد الأكاديميين، للقيام بقراءته قراءة تحليلية، ومن ثم عرض الجزء المخصص له على الحضور. ثم أعقب العرض مناقشات عامة لكل قسم على حدة. وقد قدم العروض كل من:

رقم الإسم المؤسسة
1. الدكتور توفيق أبوبكر حسين جامعة بايرو كنو
2. البروفيسورة سعادة ليمن جامعة نصراوا
3. أستاذ مشارك رأفت عبد الحميد جامعة أبوجا العاصمة
4. الدكتور شعيب مختار شعيب جامعة بايرو
5. الدكتور بشير إمام كلية التربية يولا أدماوا
6. الدكتور إبراهيم إسحاق جامعة نصراوا
7. الدكتور عزة الدين أديتنجي جامعة إبادن

وقد أثمرت المناقشات وأنتجت كثيرا من الأفكار منها:

  • أن الإسلام دين تسامح وأمان وسلام فعليه يجب حمل الناس على الرفق والإحسان فقد قال تعالى: ﭧ ﭨ ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ التوبة: ١٢٨
  • العمل المشترك بين الجامعات والمؤسسات التعليمية على مستوى الدولة النيجيرية في إدخال بعض فصول الكتاب في المنهج التعليمي الوطني بصيغة رسمية، وإن كان المشاركون قد تعاهدوا كما في السابق إدخال البعض من فصول الكتاب في دروسهم الخاصة والعامة.
  • أن الفساد الخلقي الذي احتل المجتمعات الإسلامية هو العامل الرئيس في انهيار الأمم، وعليه يجب استعمال الوصايا القرآنية والحديثية التي تم تشخيصها في كتاب من البذرة إلى الثمرة.
  • وجوب اعتناق الوسطية عند عرض الحلول والقضايا التربوبة وغيرها من القضايا.

ثم تقرر في البيان الختامي ما يلي:

  • وجوب تطبيق التربية الإسلامية المنبثقة من الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم.
  • تشغيل أنفس الشباب وتنوير حوالكهم وأفكارهم بالذات المحمدية حتى يشعروا بضرورة التأسي به في صغيرة وكبيرة.
  • إعادة تثقيف الشباب بالتعليم الغربي الحديث وضرورة الإشارة بأن هذه العلوم إنما منبعها علماء مسلمين أجلاء كابن سينا والفارابي وابن رشد والغزالي وغيرهم من جهابذة العلم والثقافة.
  • الإسراع بمكافحة كل ما له صلة بالفساد من أي نوع كان وبأسرع وقت ممكن ومهما كان صغيرا، كي لا يتجسد جسما ويكون معالجته أشبه بالمستحيل.
  • مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي وأنشطتها لدى الشباب وبقية وسائل الإعلام من التلفزة وغيرها، وفرض قيود تربوية عليها حتى تتماشى مع معطيات التربية التي نحتاج إليها.
  • يرفع المشاركون أقدر التحايا والإجلال لمؤلف الكتاب الأستاذ محمد فتح الله كولن على إيقاظه للهمم وانبعاث الروح لأنفس الشعوب الإسلامية من خلال كتبه وهذا الكتاب خاصة.