قدَّم المفكر التركي فتح الله كولن رائد حركة الخدمة تعازيه إلى الشعب الفرنسى في ضحايا حادثي مدينة نيس الفرنسية، ومقتل المدرس “صامويل باتي”، منددًا فيها بالأعمال الإرهابية ومستنكرًا أفعال المتورطين في الجرائم بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم.

وقد جاء في برقية تعزية كولن التي نشرتها منظمة “التحالف من أجل القيم المشتركة” (AFSV): “لقد أصابتني صدمة عندما سمعت بحادث مقتل صامويل باتي في حي قريب من العاصمة الفرنسية باريس. كما فجعت عندما سعمت خبر مقتل ثلاثة أشخاص آخرين بالطعن بالسكين بشكل وحشي داخل أحد دور العبادة خلال أدائهم الصلاة. وقد تعمق حزني أكثر من استخدام مرتكبي هذه الجرائم للشعارات الإسلامية”.

وأوضح كولن أن انزعاج أي شخص يؤمن بالأنبياء والرُسل، بدءًا من آدم عليه السلام وانتهاء بخاتم المرسلين، من عبارات وصور مسيئة لسيدنا مُحمد عليه الصلاة والسلام، أمر مفهوم، مؤكدًا أن التعبير عن هذا الانزعاج والغضب، له العديد من الطرق المختلفة في ضوء قواعد القانون والدبلوماسية والإنسانية.

وأكد مُلهم حركة الخدمة أن الإنسان مخلوق مكرَّم من الله مهما كان معتقده، وأن حياة الإنسان مقدَّسة، مضيفًا: “الاستهانة بحياة الإنسان بهذا الشكل لا علاقة له نهائيًا بالإسلام”.

وتابع قائلاً: “مهما كانت الأسباب، فإن العنف والإساءة والوحشية ليس أبدًا من الطرق التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا لا يمكن أن يوافق الإسلام على مثل هذه الجرائم وإن تم ارتكابها تحت غطاء ديني ومنطلقات إسلامية. بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع المستهزئين منه والمسيئين له باللين والعطف والشفقة دائمًا، ويعارض كافة أشكال العداء”.

ولفت فتح الله كولن إلى أن الإقدام على مثل هذه التصرفات الوحشية باسم الرسول أصدق دليل على أن المتورطين فيها لم يستوعبوا الرسالة التي جاء بها الرسول واحتنضت الإنسانية جمعاء، كما أنها تعتبر في الوقت ذاته إساءة للميراث النبوي في هذا الصدد، منوهًا بأنه يدين مرة أخرى كل أنواع الإرهاب بصرف النظر عن هوية المجرمين ومنطلقاتهم ودوافعهم.

وأردف كولن قائلاً: “في هذه الهجمات التي أظهرت لنا مرة أخرى احتياجنا للأيام التي نلتفّ فيها حول القيم المشتركة ونعانق بعضنا البعض دون النظر إلى الاختلافات في اللون والدين والمعتقد، أتقدَّم بخالص العزاء لأهالي وأقارب الضحايا، وأود أن أشارك أحزاني مع الشعب الفرنسي وكل من يرى نفسه فردًا من العائلة الإنسانية”.