كتاب “ملامح بنيتنا الاجتماعية والاقتصادية “هو أحدث إصدارات المفكر والداعية التركي المشهور فتح الله كولن. الكتاب صدر عن دار الانبعاث للنشر والتوزيع بالقاهرة.
الكتابٌ ليس كباقي الكتب.. يهدف من خلاله المؤلف إلى تحويل الأرض إلى جنةٍ انطلاقًا من الأسس الشرعية القائمة على العدالة والمساواة.
ولا يتأتّى السلام والازدهار الاقتصادي المنشود إلا اعتمادًا على بنية مجتمعية سليمة متكوّنة من خلايا أُسَريَّةٍ وفردية آمَنَت بالتكامل فمنحَتْه لذواتها، ووثقت بالتزكية فطبقتها على نفسها، وتمسّكَت بالنقاء فأثْرَتْ به روحَها إلى أن تحرَّرَت من العبودية لغير الله فأخذت بمجامع الحريّة.
إنه ينظر إلى الإنسانية كلّها على أنها أسرةٌ واحدة، وما الاختلافات إلا أزهارٌ متعدّدة الألوان تزيد الحديقةَ بهجةً وجمالًا، وتمنح البشريّةَ فرصةً للتعرّف إلى بعضهم، وإيمانًا بضرورةِ تقاسُمِ العملِ في سبيلِ إعمار الأرض.
لقد تفرّد هذا الكتاب عندما أدرج البنية الاجتماعية السليمة كمقدمةٍ صغرى للمعادلة الاقتصادية، ولن تُنتِجَ المعادلةُ ازدهارًا اقتصاديًّا إلا إذا صحَّ كلُّ من المقدمتين، فالمقدّمة الصغرى هي البنية الاجتماعية السليمة، والكبرى هي البنية الاقتصادية.
لا يمكن للاقتصاد أن يزدهر في مجتمعٍ سادَتْه الرذيلة إلى أن هَوَت به إلى الحضيض، لذا فاللبِنَةُ الأولى في طريق النهضة الاقتصادية هي العمل على سلامة البنية الاجتماعية أوّلًا، ثم تطبيق الملاحظات الاقتصادية.
الكتاب يعد إضافة ثرية للمكتبة الإسلامية، لاسيما من الناحيتين الاجتماعية والإسلامية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم بصفة عامة والأمة الإسلامية بصفة خاصة.