لقد تكرر الكلام كثيرًا عن دعاوي البناء من جديد في عهود وأزمان متعددة وبقاع متنوعة من الأرض وبعناوين مختلفة. ولكن يبقى صدق هذه الدعاوى قابلاً للأخذ والرد ومفتوحًا للنقاش في كل وقت. إلاّ أن هنالك عالَمًا يوفي عمل...
في هذه الأيام المطلة على أيام الحبور، إذ يستنشق فجرها أنفاس العيد، نجد في الواقع نوبات مرض ومعضلات تبدو مستعصية على الحل. وإن العلل الاجتماعية وأمراض الأمة الجسيمة، والآفات الطبيعية، وما يشبه هذه الأزمات التي...
إن الجميع يفتش اليوم باحثًا عن وصْفات ناجعة وخُطط فاعلة تقوم عليها المعمورةُ في المستقبل. ونحن -بدورنا- سنضرب بريشتنا على أوتار قلوبنا مرة أخرى لنبعث بأنّاتنا المثقَلة بالهموم، المؤرَّقة بالآلام، منبّهين إلى "مكابدة الفكر". ولا أدري هل سيكون لهذا التنبيه تأثير...
إن المجتمع المثالي هو الذي يتكون من أفراد مثاليّين. أمّا تلك الأكوام الهائمة المتخبطة التي تتشكّل أجزاؤها وجُزيئاتُها من المساوئ والآثام، فهي حشود فارغة عقيمة مُوصَدة أبوابُها أمام كافة ألوان الخير والفضيلة و...
إن أجيال الأمل باعتبار الزمن الحاضر هم ممثلو العلم والإيمان والأخلاق والفن، وهم مهندسـو الروح لمن يأتون بعدنا. وسيشكّل هؤلاء تكوينات جديدة في كل شريحة اجتماعية بتفريغ حرارة الإلهام لقلوبهم المتغذية بالأخرويات إ...
منذ عصور والناظر إلى مجتمعنا يرى أنقاضًا وأنكاثًا من حيث الأخلاق والفضيلة والعلم والفكر. فما زال المجتمع يبحث عن نظام وفكر بديل في التربية والفن والأخلاق. والصحيح هو أننا بحاجة إلى إرادات فولاذية وأدمغة أصيلة تحتضن الوجود بأعماقه جميعًا، والإنسان برحابه الدن...
إن جذور الإسلام لانهائيةٌ فوق الزمان والمكان، والمخاطَبُ في الإسلام هو قلب الإنسان الذي يسع السموات والأرض بسعته المعنوية، وهدفُه السعادة الدنيوية والأخروية.
الإسلام، اسم الصراط المستقيم الممتد من الأزل إلى ال...
تجديد الذات هو الشرط الأول لمن أراد البقاء. ومن عجز عن تجديد ذاته وقت الحاجة؛ محكوم عليه بالزوال والفناء عاجلاً أم آجلاً مهما بلغ من القوة. كل كائن في هذا الوجود يحافظ على حيويته، ويواصل مسيرته عبر تجديدٍ لذاته...
إننا كأمة لابد لنا اليوم أن نعرف البرامج والخطط التي نسير بها إلى المستقبل، والمراحل التي نريد التنقل عَبرها في مسيرنا. لقد أحاط بمجتمعنا في ماضينا القريب أحداث مأساوية زعزعزتنا، وفَتحنا عيوننا على العصر في ضبابِ ودويِ صواعقَ كأنها قيامة حمراء! فكان عسيراً جدا...
نحن اليوم على مشارف عهد جديد في مسيرة تاريخ الإنسانية، متفتح على تجليات العناية الربانية. لقد كان القرن الثامن عشر، بالنسبة لعالمنا، قرن التقليد الأعمى والمبتعدين عن جوهرهم وكيانهم؛ وكان القرن التاسع عشر، قرن...
البحث عن جوهر الذات
لم يبرح العالم الإسلامي في القرون الأخيرة يدور في دائرة مفرغة حائما حول أغلاطه من غير أن يجد جوهر ذاته وروحه؛ فكلما تقدم خطوة إلى الأمام، أعقبها بتراجع خطوات إلى الوراء أو انحرافات عن سواء ...