على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين أقامت مجلة حراء أمس السبت 2/2/ 2019م في جناح النشاط الثقافي ندوة بعنوان “بناء الإنسان والسلم المجتمعي”، وذلك ضمن فعاليات الاحتفاء بكتاب الغرباء للأستاذ فتح الله كولن، والذي يتضمن أبرز المقالات الرئيسية في مجلة حراء

حفلت الندوة بحضور جماهيري لافت، فقد حرص على المشاركة فيها عدد كبير من كتاب حراء البارزين، ونخبة من القراء الذين شاركوا بفاعلية في اللقاء، كما كانت كلمات الضيوف معبرة عن التنوع الثقافي والحضاري والمعرفي الذي تحرص حراء على إرساء دعائمه على صفحاتها وفي فاعلياتها.

أدار الندوة الدكتور عبد الواحد أبو حطب أستاذ أصول اللغة بكلية الدارسات الإسلامية بجامعة الأزهر.

بدأت الندوة بكلمة ترحيبية عبر خلالها الأستاذ نوزاد صواش المشرف العام على مجلة حراء عن مدى شكره وامتنانه للحضور الكرام، وأن الندوة تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها من أجل معالجة كثير من القضايا، حيث يعد الإنسان وبناؤه قضية في غاية الأهمية فهو اللبنة الأم في أي قضية وهو مفتاح هذا الكون، فإذا صلح صلح الكون كله، وإذا فسد فسد الكون كله، وهو محور العمران في الكون كله.

ألقت الأستاذة الدكتورة هدى درويش، أستاذ الأديان المقارنة ومدير مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق أولى كلمات الندوة، والتي أكَّدت فيها أن كتاب الغرباء تميز ببراعة الترجمة التي استطاعت أن تنقل أحاسيس ومشاعر الأستاذ كولن إلى اللغة العربية، كما أشارت أن الأستاذ كولن عبر في كتابه عن استحالة إقامة مجتمع ينعم بالسكينة والطمأنينة والرخاء، مالم يؤمن أفراده بروح الإيثار والعمل الجماعي ويهتم بالإنسان وبنائه ويتجنب الإقصاء والتهميش.

كما أوضحت أن الأستاذ كولن حاول من خلال هذا الكتاب إعادة معاجلة مصطلح تجديد الذات الإنسانية، وركز كذلك على أن الشرط لمن أراد البقاء، هو الانبعاث في أفق الروح والالتزام بقيم الأصالة وعمق المقدسات.

وفي كلمتها قالت الكاتبة الصحفية المتميزة الأستاذة أسماء الحسيني نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام: ” إن عملية بناء الإنسان هي عملية متكاملة ومستمرة، يجب أن تتضافر فيها الجهود وتخصص لها الميزانيات، لأن بناء الإنسان بناء للدولة والتغافل عنه تأخر لمفهوم البناء عند هذه الدولة، وعملية البناء هذه لا تتم بين عشية وضحاها، وإنما تحتاج إلى رؤية استراتيجية وإرادة ومثابرة وتضافر كل المؤسسات في سبيل تحقيق هذا الهدف، تلك الرؤية الاستراتيجية يجب أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة وقيم ديننا الحنيف وروح العصر، رؤية قائمة على أن بناء الإنسان  يقوم  على قيم الإخلاص والحق والعدل والجمال واحترام الآخر أيًّا كان جنسه أو لونه أو دينه، والتأكيد على قيم العلم والعمل والمثابرة والتعاون.

أما السيد الأستاذ الدكتور اللواء شوقي صلاح عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة المصرية فقد تناول في كلمته ما يُمثُّله التطرف والتشدد من خطورة على مستقبل دول المنطقة، وأن عملية بناء الإنسان تلعب دورًا كبيرًا في تسلل مفاهيم التشدد والتطرف إلى عقول أبنائنا مما يحفظ مجتمعاتنا من التفكك والانهيار.

كما أوضح الخبير اللغوي بمجمع اللغة العربية وأستاذ أصول اللغة بكلية آداب المنوفية الأستاذ الدكتور خالد فهمي في مداخلته رؤية حراء في أعدادها السبعين

وعقب كلمات المتحدثين الرئيسية تحدث كلاًّ مِن:

ضيف شرف الندوة الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الياقوتي وزير الأوقاف السوداني الأسبق، والإعلامي والكاتب الصحفي المعروف نبيل نجم الدين، والكاتب والشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام، والشاعر محمد حجاج.

وختم اللقاء بمداخلة شعرية من الشاعر العربي السيد عمران قرأ فيها أشعار ظلال وألوان في العدد السبعين من مجلة حراء..