لا يزال عطاء شركة “نصرت للتعليم والثقافة” العلمي والثقافي في نيجيريا يتدفق، رغم الصعوبات والعراقيل التي تحيط به؛ إذ يحرص رجال الخدمة برعاية “شركة نصرت” على تقديم مزيد من البرامج الـتأهيلية والتربوية للشعب النيجيري التي تستمد أسسها ومنهجها من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فقد حرص القائمون على هذه الشركة بما لديهم من خبرات تربوية، تمتد لعقود في مجال إنشاء المؤسسات التعليمية وتسييرها على تنظيم ندوة علمية هي الأولى من نوعها، كان محورها كتاب “من البذرة إلى الثمرة” للأستاذ فتح الله كولن، فالكتاب على صغر حجمه ووجازة محتواه مليء باللآلي والحكم والأساليب الناجعة، التي عالجت عديدًا من القضايا التربوية، في مجالي الطفل والأسرة وهي القضايا عينها التي تؤرق المهتمين بالشأن الإصلاحي في الأمة النيجيرية وتتلمس سبلا متنوعة لمعالجتها شأنها في ذلك شأن كثير من بلاد العالم الإسلامي.


والحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار هو أن مؤلف الكتاب –أطال الله بقاءه وأمد في عمره- كأنه كان يعيش بين أظهرنا يعرف الأدواء التي يعاني منها المجتمع، ومن ثم جاء سفره هذا دواء ناجعا لكثير من المشكلات؛ ومن ثم لاقت قضاياه قبولاً واسعًا لدى النخبة النيجيرية المثقفة، المنشغلة بتهيئة أجيال من الناشئة النيجيريين يعوّل عليهم دور مستقبلي هام في حمل الرسالة الربانية والإنسانية إلى العالم أجمع.
أُقيمت فعاليات هذه الندوة في رحاب “جامعة النيل” النيجيرية وفي أروقة المجلس الأعلى للجامعة. وتميزت بحضور كوكبة من خيرة الأكاديميين والأساتذة الذائع ذكرهم في الأوساط الجامعية النيجيرية، حيث توافدوا من سبع عشرة جامعة متفرقة بما فيهم العاصمة أبوجا. وقد كان في شرف استقبالهم البروفيسور عثمان أراس رئيس جامعة النيل الذي أكرم وفادة هؤلاء الضيوف، وأحسن استقبالهم.


قسَّم منظمو الندوة الكتاب إلى أربعة أجزاء، وزعت على أربع مجموعات من هؤلاء الأكاديميين. وقد تناولت كل مجموعة الجزء المخصص لها، وراجعته مراجعة دقيقة، لاستخراج نتائج عملية ملموسة يرجى تطبيقها في المجتمعات النيجيرية، كما شرح رائد كل مجموعة الجزء الخاص بها شرحًا وافيًا، ثم أردف ذلك بمناقشات عامة ومستفيضة في جميع أطراف هذا القسم.
ومن رؤساء هذه المجموعات التي ألقت كلماتها:
• د/مصطفى قاسم كغركو
• د/ عبد الحميد بدماص
• د/علي عدوي الهدى
• د/يوسف عبد الله يوسف
وقد قدم الأستاذ الدكتور جمال السفرتي بين يدي هذه الكلمات كلمةً مستفيضة بسط فيها تمهيدًا ومدخلاً للمناقشة، وتحدث عن شخصية الأستاذ محمد فتح الله كولن، ومنهجه في التأليف وموسوعيته العلمية، ثم عرض لمنهج كتاب من البذرة إلى الثمرة، ملخِّصًا الفكرة والمحتوى بأسلوب شائق.


وبختام هذا اللقاء الطيب وبعد مناقشات واسعة النطاق ومراجعات دقيقة لمحتوى الكتاب اتفق المشاركون على ما يلي:
• تكرار مثل هذه الندوات بمشاركة عديد من الأكاديميين والأئمة وصناع القرار.
• تدعيم هذه الأفكار التربوية والنتائج العلمية المستخلصة من خلال نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
• توسعة دائرة الحوار المجتمعة حول هذه القضايا المستفادة من الكتاب عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، برعاية منشركة “نصرت” للخدمات التعليمية.
• دعم الخطاب التربوي من خلال تنظيم ورش يحضرها نخبة مختارة من الوعاظ والخطباء والأئمة، ممن لهم حضور مجتمعي.
• إنتاج مقاطع فيديو تنشر باللغات المحلية بالتعاون مع بعض شركات إنتاج الأفلام لبث الوعي التربوي والقيمي.
• الاستفادة من مضمون هذا الكتاب في المناهج والمقررات الدراسية الجامعية، بإشراف أساتذة الجامعة والأكاديميين من المشاركين في هذه الندوة.
تقدم الضيوف والمشاركون في هذه الندوة بأسمى آيات الشكر والتقدير لمن أسهم في فعاليات هذه الندوة وساعد على نجاحهم ومنهم: مدير شركة نصرت للتعليم والثقافة، ورئيس اللجنة المركزية لمؤتمرات شركة نصرت للتعليم والثقافة الدكتور “علي محمد الأحمر”، ونائبه الدكتور “توفيق أبوبكر حسين” وكذلك كل من د: آمنة نائبي، ود:خديجة شوبولي، والأستاذ عويس خالد، والأستاذ عمر أكنلو، ويوسف إلياس، وحامد حمدان.


كما تواصلت فعاليات الندوة في اليوم الثاني على التوالي من خلال جولات ميدانية تعرف فيها الضيوف من المشاركين على بعض فروع الخدمة العاملة في نيجيريا وأهم أنشطتها والخدمات التي تقوم بها في نيجيريا ومن أهم هذه المؤسسات:
• شركة نصرت للثقافة والتعليم
• مجمع مدارس NTIC المتكامل
• مستشفى النظامية أبوجا
• مؤسسة أفق للحوار بين الأديان والتعايش السلمي.
• جامعة النيل النيجيرية.
هذا وقد عبر الجميع عن سعادتهم بالفعاليات النظرية والميدانية لهذه الندوة المتميزة، وتعهدوا بالعمل على تطبيق توصياتها وأهم ما جاء بها بنفس روح المسؤولية التي تجلت لهم في فعاليات الندوة وأنشطة مؤسسات الخدمة العاملة في نيجيريا.