لقد استقبلت -ببالغ الحزن والأسف- أخبار الأحداث الإرهابية التي منيت بها عدة مدن سريلانكية، وأسفرت عن وفاة 200 إنسانٍ وإصابة 450 آخرين. فقد حدثت في وقت يتجهز فيه إخواننا في الإنسانية من المسيحين في أقطار العالم للاحتفال بعيد الفصح.
إنني أقول بلا تردد أو شبهة: إن هذه الهجمات الخائنة لا تستهدف سريلانكا وحدها، ولا المسيحيين فقط، ولكنها موجهة ضد الإنسانية جمعاء، فهذه الهجمات المتتالية هنا وهناك -مع بالغ الأسف- تستهدف الدائرة الجديدة من السلام والأمان التي تسعى الإنسانية إلى تكوينها حول العالم.
علينا ألا ننسى ونحن في غمرة الأحزان هذه أن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وجعل لحياته قيمة عالية. علينا أن نتضرع بالدعاء لكي تهتدي الإنسانية إلى سبيل رشد تجتمع فيه على الحوار والاحترام المتبادل والالتفاف حول الهوية الإنسانية، والتكاتف من أجل تصحيح أفكار من يتبنون مثل هذه الأفكار العنيفة. علينا أن نتخذ من مثل هذه الأحداث المأساوية دافعا يحرضنا على تجفيف منابع هذه الأفكار العنيفة المتطرفة، ويدفع الإنسانية قدما للاتحاد من أجل تحقيق هذه المهمة.
إنني أكرر استهجاني وتنديدي بأشد العبارات لمثل هذه الأعمال العدوانية الغاشمة، وأتقدم في الوقت نفسه بخالص التعازي القلبية لعائلات الضحايا الأبرياء وذويهم، ولكل الشعب السريلانكي، كما أدعو المولى سبحانه وتعالى أن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
إن كلي رجاء بأن ينعم العابدون بالأمن والخشوع والطمأنينة في كل دور العبادة في العالم أجمع، وكلي رجاء أيضًا بأن يطوي التاريخ صفحاته عن أمثال تلك الحادثة الأليمة فلا يشهدها العالم مرة أخرى