الخدمة فكرة حركية
تقوم حركة فتح الله كولن على فكرة مركزية تعرف في أدبيات الحركة بـ”الخدمة الإيمانية”، والخدمة الإيمانية فلسفة حركية مهمة ودستور للحياة، تجعل المؤمن في حركية دائبة، فهو في حركة عندما يعمل وفي حركة عندما يرتاح”.[1]
الخدمة دعوة حركية شاملة تستغرق الإنسانية والأسرة والمجتمع والفرد في تكامل دائب[2]، لهذا فمن مظاهر الخدمة أن نرى في العالم كلّه وقبل ذلك في قرانا ومُدننا وبلادنا عاملين على خدمة الخلق من منطلق إيماني، وإذا فرغنا مما بين أيدينا من خدمات تعلّقت هممنا باكتشاف نوع أو مجال آخر للخدمة، لهذا فإن فكرة “الخدمة الإيمانية” تعني حركية تتحرك في شعاب الحياة، فهي فكرة للتَّحقُّق والتحقيق، وليست فكرة للتداول الأدبي أو الوعظي بقدر يطلب أن تكون في التفاصيل اليومية لحياة الناس[3].
الخدمة الإيمانية رحلة حيوية مستمرة
الخدمة الإيمانية رحلة مستمرة تستغرق كلّ الحياة من المهد إلى اللحد، فليس من حقّ المؤمن القول: “لقد أديت ما عليّ ولم يبقَ أمامي عمل شيء آخر”.. لا يجوز له أن يقول هذا وينسحب من الميدان للراحة والدعة، وظيفة المؤمن بعد قيامه بإتمام عملٍ خيري، هي المباشرة بعمل خيريٍّ آخر، بمعنى أن يجد راحته في العمل، وأن تكون راحته مقدمة لعمل آخر، أن يعيش اليسر في العسر وأن يقيم اليسر في العسر على ضوء المشاعر الغيبية والروحية، وأن يتصرف على ضوء أن العَالَم المادي يكمل العالم اللامادي، وأن العَالَم اللامادي يكمل العالم المادي، فيعيش كإنسان لم يدع هناك أي فجوة في حياته
([1] ) فتح الله كولن، أضواء قرآنية في سماء الوجدان، ترجمة أروخان محمد علي، دار النيل للطباعة والنشر، إسطنبول، طـ1، 2003، صـ385.
([2] ) المرجع السابق، نفس الصفحة.
([3] ) فتح الله كولن، روح الجهاد وحقيقته في الإسلام، صـ29، 31، 56، 57، 65
المصدر: مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي(خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية)، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2011، صـ260 ـ 261.
ملاحظة: عنوان المقال، والعناوين الجانبية من تصرف محرر الموقع.