حركة فتح الله كولن ليست تنظيمًا بالمعنى المشهور المتداول في الفضاء الحركي الإسلامي، ولكنّها في الواقع “فكرة” قوامها فلسفة واضحة بيّنة عمدتها تشجيع ثقافة “الخدمة الإنسانية”، وكلّ ما أسّس من (مدارس، جامعات، أسواق، مصانع، شركات، مستشفيات، مؤسسات إعلامية ..) بناءً عليها وفي مختلف الحقول (التعليم، التجارة، الصناعة، الإغاثة، الطب، الإعلام …) لا يربطه بباعث الفكرة في المجتمع التركي رابط تنظيمي عضوي، بل لتلك المؤسسات في إطار فكرة “الخدمة” مطلق الحرية كي تحرّك في الفضاء الذي تتواجد فيه، وفق ما يُسهّل لها عملية التكيّف التنظيمي والقانوني مع المعطيات القانونية التي تحكم المكان والزمان الذي تتحرّك فيهما مؤسسات الخدمة.

حركة فتح الله كولن ليست تنظيمًا بالمعنى المشهور المتداول في الفضاء الحركي الإسلامي، ولكنّها في الواقع “فكرة” قوامها فلسفة واضحة بيّنة عمدتها تشجيع ثقافة “الخدمة الإنسانية”،

الخدمة الإيمانية وجه من وجوه التبليغ

التبليغ عن الله غاية وجودنا، ورأس التبليغ الخدمة الإيمانية، ذلك أنّ مَن لم يحدّث نفسه بالخدمة الإيمانية فضلا عمن ضيّعها بالفعل، ليس له حظّ من التبليغ، لهذا على “المؤمن أن يوفّي هذه الوظيفة الملقاة على عاتقه حقّها ضمانًا لقبوله مؤمنًا لدى الرب الجليل وبقائه على الإيمان به، وذلك للعلاقة القريبة بينهما، فلا يثبت الأفراد وكذا الجماعات وجودهم ولا يمكن أن يُديموه إلا بإيفاء هذه الوظيفة حقّها”.[1]

وهي في الوقت ذاته وجه من وجوه الجهاد لأجل إعلاء كلمة الله، ولهذا فكل جهد يبذل لإصلاح المجتمع في أي ميدان كان من ميادين الحياة ولأي شريحة من شرائح المجتمع. كل ذلك هو من مضمون الجهاد الإسلامي، وهو المراد بالخدمة الإيمانية.[2]  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي(خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية)، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2011، صـ449.

ملاحظة: ملاحظة: عنوان المقال، والعناوين الجانبية من تصرف محرر الموقع.

([1] ) فتح الله كولن، طرق الإرشاد في الفكر والحياة، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ2، 2006، صـ21.

([2] ) فتح الله كولن، روح الجهاد وحقيقته في الإسلام، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ2، 2002، صـ26,