عمل الأستاذ كولن في كل حواراته ومقالاته وخطبه على ترسيخ القيم الإنسانية العليا، وفي مقدمة تلك القيم قيمة الحوار والتسامح، والتأكيد على دور المدارس التعليمية في تخريج جيل من الشباب ترسخت فيهم هذه القيم، يعملون على قيادة العالم نحو التسامح والتعايش السلمي، ونبذ العنف والصراع.
ففي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز عام 2010، طرح الصحفي براين نولتون سؤالاً عن الأهداف التي تسعى مدارس الخدمة العاملة في 160 دولة على تحقيقها، وقد جاء جواب كولن على النحو التالي:
المدارس والسلم العالمي
“يمكننا القول إن هناك رغبة وبحث عن عالم سلمي وهادئ؛ وهذه الرغبة هي السبب الكامل وراء الحماس الذي نحظى به في مجال التعليم. وعلى مدار سنوات عديدة، سواء من منابر المساجد، أو قاعات المحاضرات، أو في كتاباتي، أوضحت أننا يجب أن نربي جيلاً يكون سمته الحب والاحترام للجميع، جيلاً منفتحًا ومستعدًا لصنع السلام والعيش جنبًا إلى جنب مع الآخرين. وقد شجعت جميع الذين يقدرون آرائي على إنشاء مؤسسات تعليمية.
لا نستخدم التعليم كسلاح لمذهب أو سياسة أو استقطاب ديني؛ ولأن هذه المدارس تركز على الأسس المشتركة للبشرية، فإنها تلقى قبولاً من شتى الأديان والألوان والأعراق في كل بلد في العالم.
الخطر الذي ينتظر البشرية
وأضاف كولن: “لقد قلت للجميع إننا لن نستطيع تحقيق السلام والمصالحة في نطاق بلادنا، وفي جميع أنحاء العالم إلا من خلال تنشئة أجيال يقرأون ويفكرون ويحبون رفقاءهم الآخرين من البشر، وينفتحون ويشاركون معارفهم من أجل خدمة الإنسانية. ومنذ سنوات عديدة، كنت أقرأ كتابًا للفيلسوف برتراند راسل عندما صادفت فقرة حول الحرب تقول: ” … اليوم، إذا نظرنا في جميع القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية والأسلحة النووية الموجودة، فإن إمكانية استخدام العديد من الدول لهذه الأسلحة ضد بعضها البعض تظل دائمًا قائمة. ومن المؤسف أنه يبدو من شبه المستحيل انتزاع هذه الأسلحة من أيدي الناس، وبمجرد نشرها لن يكون من الممكن إبعادها أو الاحتماء من آثارها القاتلة؛ وحتى المنظمات مثل منظمة الأمم المتحدة لا تكاد تستطيع مواجهة هذه الأنواع من المشاكل.
يجب أن نربي جيلاً يكون سمته الحب والاحترام للجميع، جيلاً منفتحًا ومستعدًا لصنع السلام والعيش جنبًا إلى جنب مع الآخرين.
التعليم بلا أهداف أيديولوجية
“لذلك سألت نفسي، إذا كان يمكننا تحفيز الناس من خلال الحكمة في الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل، وإذا كنا نستطيع جمعهم حول القيم العالمية، وإذا كنا نستطيع تشكيل منصة حول ذلك، فهل يمكن أن نمنع مثل هذه الكارثة المستقبلية من أن تصيب البشرية؟ إن هذا النوع من التفكير دفعني إلى تنفيذ الأنشطة التعليمية، وأواصل العمل على نقل هذا الشعور للآخرين في كل فرصة ممكنة وأشجعهم على التعليم. وقد قام الناس الذين آمنوا بأهمية وعقلانية هذا التفكير، ببناء عديد من المدارس في أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم، وبسبب هذا الفهم نفسه، والعاطفة والحماس، فقد استمروا في هذا النشاط … وجعلوا من التعليم محور تركيزهم، واعتبروه العنصر الأهم في الوجود الإنساني، وذلك لأنهم لا يستخدمون التعليم كسلاح لمذهب أو سياسة أو استقطاب ديني. (ولأن هذه المدارس تركز) على الأسس المشتركة للبشرية، فإنها تلقى قبولاً طيبًا من قبل الأشخاص من شتى الأديان والألوان والأعراق في كل بلد من مناطق مختلفة من العالم” (11 يونيو 2010، صحيفة نیویورك تايمز).