مَلَلْتَ نفسَك.. سَئِمْتَ منها.. شاختْ هرمتْ تَعَتَّقَتْ.. قرفْتَ من ملازمتها إياك.. ومن جمودها معك.. وانطفاء جذْوتها.. وموت حماسها.. وَوَهَنِ إرادتها.. والكفِّ عن استشرافاتها المستقبلية.. ومن أحاديثها المكرورة.. وقصصها الممجوجة.. ومن رعوناتها وحماقاتها.. وما تسببه لك من أضرار.. وتحدثه فيك من خرائب فيك..! إذن ماذا تنتظر.. لماذا تصبر عليها كُلَّ هذه السنين؟! بَدِّلِها.. غَيِّرها.. فنفسك الأعلى.. والأقوم.. والأقوى.. والأكثر شبابًا.. والأشدُّ حماسًا.. قريبة منك.. مُدَّ يَدَك.. وتناولها من يد الله تعالى.. ومن كنوز غيوبه المكنونة.. وخزائنه المحفوظة… أما علمتَ أنَّ لَديك نفسين: نفسك الأرضية التي بين جنبيك، ونفسك السماوية في أعالي السماء.. فإنْ مَلَلْتَ من الأولى، فدونك الثانية.. فإنَّك لن تملَّ معها أبدًا..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: أديب إبراهيم الدباغ، فتح الله كولن في شؤون وشجون، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، طـ1، 2013، صـ127/ 128.

ملحوظه: المقال كما قال الأستاذ أديب الدباغ في مقدمة الكتاب يمكن أن ننسبه للأستاذ كولن؛ لأنه من وحي فكره، ولكنه ليس للأستاذ كولن لأنه كتب بغير قلمه، وبغير مفرداته.